نباتات العالم مهددة بالانقراض

مزاج الاثنين ٠٦/يونيو/٢٠١٦ ٠١:٠٩ ص

لندن - إيملي بيمنت وجيس ستاوفنبرج - ترجمة: خالد طه

كشفت دراسة حديثة أن خمسة أنواع من النباتات في العالم، البالغ عددها 400,000 نوع من النباتات، مهددة بالانقراض. ويعد تقرير «حالة نباتات العالم» الذي تصدره الحدائق النباتية الملكية في كيو غرب لندن بإنجلترا، أول دراسة من نوعها عن الحالة العالمية للنباتات.

ويحذر التقرير أن كثيرا من النباتات تعيش في الوقت الضائع في مواجهة الزراعة التي تتم على نطاق واسع وتجارة النباتات الدولية في الزهور الشهيرة. كما أنه من المتوقع أن يكون للتغير المناخي تأثير من خلال تجفيف المناطق التي تقطنها بعض النباتات، ولكن العلماء ذكروا أن هذا يحتاج إلى مزيد من البحث والتحقيق.

وقال كبير الباحثين في مؤسسة كيو للعلوم والمعد المشارك للتقرير ستيفن باخمان: إن تطهير المساحات من أجل المواشي والمحاصيل هو أكبر تهديد لحياة النباتات التي يحمل معظمها مفتاح التحديات المناخية في المستقبل.

وبين باخمان لصحيفة إندبندنت: «عندما تجمع كل العناصر والأسباب، تجد أن التغير المناخي يمثل تهديدا، ولكن التهديد الرئيسي المهيمن في الوقت الراهن هو الزراعة، إن تحويل الموائل الطبيعية إلى مساحات للزراعة وتربية المواشي، وأخذ تلك الموائل الطبيعية من أجل منتجات مثل زيت النخيل، هو أكبر مشكلة».
وأضاف باخمان أن تجارة حصاد البرية هو ثاني أكبر تهديد، حيث يحاول التجار الدوليون الاستحواذ على النباتات الشهيرة المطلوبة مثل زهور الأوركيد.
وأظهرت الدراسة أن نحو 1771 منطقة من العالم تم تحديدها بأنها «مناطق مهمة للنباتات»، ولكن عددا قليلا جدا منها لها حماية للمحافظة على النباتات. كما يقدر التقرير أيضا أن هناك نحو 391,000 نبات وعائي -وهو ما يستبعد الطحالب ونباتات المستنقعات- في العالم، مع اكتشاف نحو 2,034 نوعا جديدا في العام 2015 وحده. وتشمل الاكتشافات الجديدة نبات السنديو الشوكي الضخم آكل الحشرات الذي تم اكتشافه عبر فيسبوك، وخمسة أنواع جديدة من البصل، وزهرة أوركيد طولها ثلاثة أمتار، ونبات وثيق الصلة بالبطاطا الحلوة.
كما يكشف التقرير أيضا عن أن أقل من عشر نباتات العالم المعروفة، نحو 31,000 نوع من النبات، هي التي يستخدمها الإنسان، والاستخدامات الرئيسية هي في صناعة الأدوية والغذاء والوقود. ويسلط التقرير الضوء على أهمية جميع عينات من «النباتات وثيقة الصلة ببعضها»، وهي النباتات التي تعد أبناء عمومة ويستخدمها الإنسان كمحاصيل مشتركة لها صفات يمكن أن تساعد على جعل النباتات الغذائية أكثر مرونة مع تغير المناخ والتعرض للآفات والأمراض.
وقال باخمان: «ما لدينا في هذه اللحظة هو ثقافة أحادية حقيقية، فنحن نعتمد على عدد قليل من المحاصيل في كل غذائنا. ولدينا أنواع النباتات البرية الأقارب لهذه المحاصيل، وإذا قارنت أحد محاصيلنا المستأنسة بالمحصول البري وثيق الصلة به، ستجد أن الأخير أكثر قدرة على مقاومة الأمراض. نحن بحاجة إلى توليد هذه النباتات مرة أخرى. إن النباتات ستكون حقا جزءا من الحل لتحقيق الأمن الغذائي في المستقبل. وفي الوقت الراهن يتم التقليل من شأنها إلى حد ما».
وقالت مديرة مؤسسة كيو للعلوم البروفيسير كاتي ويليس: إن أهمية هذه الدراسة تنبع من «الدور الذي تؤديه النباتات في كل جانب من جوانب الحياة». وأضافت أن التقرير وضع خط الأساس لأول مرة للمؤشرات الرئيسية لكيفية ارتحال وتنقل النباتات، مبينة: «نظرا لمدى أهمية النباتات لرفاهية الإنسان، ومن أجل الطعام والوقود وتنظيم المناخ، من المهم جدا أن نعرف ماذا يجري».
قبل الآن، كانت هناك تقييمات عالمية للطيور والثدييات في العالم، ولكن لم يكن هناك تقييمات للنباتات، كما قالت ويليس.
«إنني أجد أنه من الغريب أن نقلق بشأن حالة طيور العالم ولا نقلق بشأن حالة نباتات العالم. ما لم ننظر إلى هذه المعلومات والفجوات المعرفية ثم نقوم بعمل شيء ما بشأن ذلك، فسنكون في وضع خطير جدا، إن تجاهلنا الشيء الذي يساعد على رفاهية الإنسان».

خدمة إندبندنت -