عواصم – ش – وكالات
تبادلت واشنطن وبكين امس الاحد الاتهامات بالقيام بتحركات اسفزازية في الخلافات حول الجزر في بحر الصين الجنوبي حيث تقوم الحكومة الصينية بعمليات ردم واسعة على الرغم من استياء الدول المجاورة لها.
وتتصاعد حدة الخطاب بين مختلف اطراف هذا النزاع البحري مع اقتراب قرار لمحكمة التحكيم الدائمة في لاهاي حول طلب تقدمت به مانيلا.
وقال الادميرال الصيني سون جيانغو خلال قمة أمنية في سنغافورة "يجب على الدول الخارجية أن تلعب دورا بناء حيال هذه المسألة وليس العكس"، مؤكدا ان "قضية بحر الصين الجنوبي تتفاقم بسبب استفزازات تقوم بها بعض البلدان التي تتبع مصالحها الأنانية".
ادانة امريكية
من جهته دان وزير الخارجية الاميركي جون كيري امس الاحد "عسكرة" بكين للاراضي المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي وحذر الصين من اي "استفزاز" في هذه المنطقة.
وفي مؤتمر صحافي في العاصمة المنغولية اولان باتور، قال كيري الذي سيتوجه الى بكين مساء الاحد "نعتبر +منطقة جوية للدفاع والتعريف+ فوق جزء من بحر الصين الجنوبي عملا استفزازيا ويزعزع الاستقرار سيؤدي تلقائيا الى تصعيد التوتر".
وبعد زيارته لاولان باتور، وصل كيري مساء امس الاحد الى بكين من اجل "حوار استراتيجي واقتصادي" سنوي بين القوتين العالميتين. ويفترض ان يهيمن التوتر في بحر الصين الجنوبي على هذه الاجتماعات الصينية الاميركية الاثنين والثلاثاء في بكين.
وقال كيري "ندعو الصين الى عدم اتخاذ اجراءات احادية بشكل استفزازي"، مؤكدا ان الولايات المتحدة "ليست منحازة لاي طرف في المطالب" المتعلقة بالاراضي. واكد انه "من الاساسي الا تتخذ اي دولة اجراءات احادية الجانب لعسكرة المنطقة".
ويمضي كيري نهار الاحد في اولان باتور عاصمة منغوليا "الشريكة الاستراتيجية الرائعة" و"الديموقراطية الشجاعة" كما وصفتها وزارة الخارجية الاميركية.
من جهة اخرى، قال كيري في المؤتمر الصافي المشترك مع نظيره المنغولي لونديغ بوريفسورين ان "منغوليا حققت تقدما ملحوظا لديموقراطية فتية". واضاف "لديك الصين من جانب وروسيا من الجانب الآخر وهناك دائما ضغط كبير".
ووصف منغوليا بانها "واحة للديموقراطية".
واشار دبلوماسي اميركي الى ان منغوليا المستقلة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي قبل 25 عاما "تعتمد على روسيا للحصول على ثلاثة ارباع" احتياجاتها من النفط و"على الصين لحوالى تسعين بالمئة من مبادلاتها التجارية".
وسيتناول كيري الغدار مع الرئيس تشياغين البجدورج ويطلق برنامجا جديدا لوكالة المساعدات الاميركية التابعة لوزارة الخارجية (يو اس ايد) ويحضر مهرجانا للفروسية اتي تشتهر بها منغوليا.
مطالبات صينية
وتطالب الصين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي باكمله تقريبا. وهي تقوم بعمليات ردم فيه مثيرة استياء دول مجاورة مثل فيتنام والفيليبين وبروناي وماليزيا.
لكن الولايات المتحدة تؤكد على ضرورة ضمان حرية الملاحة في هذه المياه الاستراتيجية التي تمر عبرها طرق مهمة للشحن ونقل المحروقات.
ولدعم مطالبها، قامت بكين بعمليات ردم هائلة في جزر صغيرة في ارخبيل سبراتليز -- الذي تسميه الصين نانشا -- وتريد اعتبار 12 ميلا حول هذه المنشآت جزءا من مياهها الاقليمية ومجالها الجوي.
وترى واشنطن ان الخلافات على السيادة يجب ان تحل بطرق دبلوماسية وليس عبر سياسة الامر الواقع التي تتبعها الصين. وقد ارسلت عدة سفن حربية مرت بالقرب من الجزر التي تسيطر عليها الصين.
أحكام مسبقة
كان الادميرال سون يتحدث الاحد في لقاء شانغري-لا السنوي لوزراء الدفاع بدول منطقة آسيا المحيط الهادئ في سنغافورة.
وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر حذر السبت في سنغافورة، بكين من خطر مواجهتها "عزلة" اذا واصلت عملياتها في بحر الصين الجنوبي. وقال "لسوء الحظ، إذا ما استمرت هذه الأعمال، فيمكن أن تنتهي الصين ببناء سور عظيم من العزلة الذاتية"
واكد ان سياسة بكين تعرض الصين "لتحركات من قبل الولايات المتحدة ودول المنطقة".
لكن الادميرال سون رئيس الوفد الصيني الى الاجتماع اكد "اننا لا نتسبب بمشاكل إلا أننا لا نخشاها". واضاف ان "سياستنا في بحر الصين الجنوبي لم تتغير. الصين تتمتع بالحكمة والصبر لحل الخلافات من خلال المفاوضات السلمية، ونعتقد ان الدول الاخرى المعنية لديها ايضا الحكمة والصبر للسير على طريق السلام مع الصين".
وتابع انه "لا يسمح لاي بلد غير معني مباشرة، بان يخرب الطريق الى السلام من اجل تحقيق مكاسب انانية".
وردا على سؤال خلال طاولة مستديرة، نفى سون ان تكون الصين معزولة او معرضة لهذا الاحتمال. وقال "في الواقع، اشعر بالقلق من ان بعض الدول ما زالت تنظر الى الصين بعقلية واحكام مسبقة موروثة عن الحرب الباردة". واضاف "ربما يقومون هم ببناء جدار في عقولهم وسينتهون بعزل انفسهم".
وتنكر الصين شرعية اجراءات محكمة التحكيم الدائمة التي يفترض ان تصدر قرارها في الاسابيع المقبلة.
وكانت العلاقات بين واشنطن وبكين توترت فجأة في 2013 بعدما اقامت الصين بقرار احادي منطقة جوية للتعريف فوق جزء كبير من بحر الصين الشرقي بين كوريا الجنوبية وتايوان.
واكد مصدر عسكري صيني لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" هذا الاسبوع ان الصين يمكن تعلن "منطقة جوية للدفاع والتعريف" في بحر الصين الجنوبي.
وفي مؤتمر صحافي في العاصمة المنغولية اولان باتور، قال كيري الذي سيتوجه الى بكين مساء الاحد "نعتبر +منطقة جوية للدفاع والتعريف+ فوق جزء من بحر الصين الجنوبي عملا استفزازيا ويزعزع الاستقرار سيؤدي تلقائيا الى تصعيد التوتر".
وبعد زيارته لاولان باتور، يصل كيري مساء الاحد الى بكين من اجل "حوار استراتيجي واقتصادي" سنوي بين القوتين العالميتين. ويفترض ان يهيمن التوتر في بحر الصين الجنوبي على هذه الاجتماعات الصينية الاميركية الاثنين والثلاثاء في بكين.
من جهته، قال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الاحد في سنغافورة ان هذه الخلافات البحرية تعني "الاتحاد الاوروبي مباشرة وليس فقط بسبب اهمية احترام حرية الملاحة البحري لاقتصاداتنا".
واضاف "لذلك لماذا لا نفكر في ان تنسق البحريات الاوروبية فيما بينها بتأمين وجود منتظم وواضح قدر الامكان في المجالات البحرية في آسيا؟".
.......................
امال صينية بتبادل معلومات مع المخابرات مع فرنسا بشأن مكافحة الإرهاب
بكين - رويترز تأمل الصين بتبادل معلومات المخابرات مع فرنسا لمكافحة الإرهاب في الوقت الذي تسعى فيه بكين لزيادة الدعم الدولي لحربها ضد الإرهاب وذلك حسبما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة(شينخوا) نقلا عن محادثات بين مسؤولين من البلدين.
وقُتل مئات الأشخاص خلال السنوات القليلة الماضية في منطقة شينجيانغ بغرب الصين التي تقطنها أغلبية من الويغور المسلمين. وتنحي الحكومة باللوم في أعمال العنف على مسلمين متشددين يريدون إقامة دولة مستقلة تُسمى تركستان الشرقية.
وأبلغ الأميرال سون جيان قو نائب رئيس هيئة أركان الجيش الصيني لوي جوتييه الأمين العام للدفاع والأمن القومي أن الصين وفرنسا تربطهما علاقات عسكرية نموذجية.
وذكرت شينخوا في ساعة متأخرة من مساء السبت أن سون أبلغ جوتييه على هامش منتدى أمني في سنغافورة إن "الصين تأثرت بشكل عميق بسبب الهجمات الإرهابية التي وقعت في فرنسا العام الماضي."
ونقلت شينخوا عن سون قوله "أعتقد أن الحرب على الإرهاب حرب مخابرات بشكل أساسي.
"الصين تأمل بقيام تعاون في مجال المخابرات مع فرنسا بشأن قضية الإرهاب."
ونقلت شينخوا عن جوتييه قوله ردا على ذلك إن فرنسا وافقت على تعزيز تعاون المخابرات فيما يتعلق بالإرهاب.
وسعت الصين إلى الحصول على دعم غربي "لحربها على الإرهاب" منذ الهجمات التي وقعت في باريس.
وتنحي الحكومة باللوم في معظم أعمال العنف الإرهابية في الصين على الانفصاليين الإسلاميين . ولكن جماعات حقوقية تقول إن سياساتها القمعية في المنطقة أشعلت الاضطراب وهو اتهام تنفيه الحكومة.
وتحجم الدول الغربية بشكل عام عن تبادل معلومات المخابرات مع الصين أو التعاون بخلاف ذلك في حين قال خبراء مستقلون بشأن قضية الويغور إن الصين لم تقدم دليلا يذكر يثبت وجود جماعة متشددة متماسكة تعمل في شينجيانغ.
وتنتقد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا ما يعتبرونه انتهاكات لحقوق الإنسان في المنطقة بما في ذلك قمع التقاليد الدينية والثقافية.