الاحتلال انتهج الاعتقالات سياسة واعتمدها منهجا ثابتا منذ نكسة 67

الحدث الاثنين ٠٦/يونيو/٢٠١٦ ٠٠:١٦ ص

القدس المحتلة – نظير طه
قال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق، في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، عبد الناصر فروانة وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤونها في قطاع غزة، ان الاحتلال الاسرائيلي انتهج الاعتقالات سياسة، واعتمدها منهجا ثابتاً وسلوكا يومياً، وأداة لإذلال الفلسطينيين والانتقام منهم والضغط عليهم وبث الرعب والخوف في نفوسهم، ووسيلة قمعية لإخماد المقاومة الفلسطينية المشروعة للاحتلال بمكوناته المختلفة.
وتابع فروانة: لقد غالت دولة الاحتلال في انتهاجها لسياسة الاعتقال منذ احتلالها لباقي الأراضي الفلسطينية في الخامس من حزيران/يونيو عام 1967، وشكلت تلك الاعتقالات جزءاً اساسياً من سياستها في تعاملها مع الفلسطينيين منذ بدايات احتلالها، واضحت ظاهرة مقلقة، وتؤرق الكل الفلسطيني، حيث لا يكاد يمر يوم واحد إلا ويسجل فيه حالات اعتقال. وفي أحيان كثيرة استخدمت بعض المعتقلين كدروع بشرية.
وأضاف:يقُدر عدد من تعرضوا من الفلسطينيين للاعتقال منذ حزيران/يونيو عام 1967 وحتى يومنا هذا بنحو (850) ألف مواطن فلسطيني. يشكلون أكثر من (20%) من مجموع المواطنين الفلسطينيين القاطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتُعتبر نسبة الاعتقالات هذه هي الأكبر في العالم.
وأشار فروانة الى أن اتساع نطاق الاعتقالات جعل من سجون الورثة البريطانية غير كافية، مما دفع الاحتلال الى افتتاح عشرات السجون والمعتقلات والأقسام الجديدة بمواصفاته الخاصة الأكثر قمعية والأشد قسوة وحراسة كسجن بئر السبع الذي يعتبر السجن الأول الذي تم تشييده وبناؤه من قبل اسرائيل، وسجن نفحة الصحراوي وريمون وجلبوع وهداريم وجنيد ومعتقلات النقب وعوفر ومجدو.. وغيرها.
جاء ذلك في تقرير أصدره فروانة وصل"الشبيبة" نسخة منه، أمس الاحد، بمناسبة الذكرى الـ49 لهزيمة عام 1967،والتي وصفت بـ "النكسة"، وما نتج عنها من احتلال اسرائيل لباقي الأراضي الفلسطينية وبعض الأجزاء من أراضي عربية.
وأكد فروانة في تقريره: أن الاحتلال لا يراعي فرقاً، في يوم من الأيام، بين الرجال والنساء، أوبين راشد و قاصر، وبين معافى أو مريض، وإنما طالت الاعتقالات كافة فئات وشرائح الشعب الفلسطيني، ذكوراً وإناثاً، أطفالاً ورجالاً، شبانا وشيبة، فتيات وأمهات وزوجات، مرضى ومعاقين وعمال وأكاديميين ورياضيين، وقيادات سياسية ونقابية ومهنية وطلبة جامعات ومدارس وادباء وكتاب وفنانين. بالإضافة الى نواب في المجلس التشريعي ووزراء سابقين.
وأوضح فروانة وهو اسير لأربع مرات: أن حجم الاعتقالات وفظاعتها وتبعاتها جعلت من مفردات (الاعتقال والسجن والأسر) من أبجديات الحياة الفلسطينية، ودفع الذاكرة الفلسطينية لأن تفرد لها مساحات واسعة، خاصة وأن كل العائلات والأسر الفلسطينية قد ذاقت مرارة الاعتقال والسجن، ولم تعد هناك عائلة فلسطينية واحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلا وقـد ذاق أفرادها مرارة الاعتقال. وفي حالات كثيرة تعرضت العائلة بكامل أفرادها، ذكورا وإناثاً، للاعتقال. فيما هناك الآلاف من الفلسطينيين قد تعرضوا للاعتقال لأكثر من مرة، بل وأن بعضهم اعتقل لما يزيد عن عشرة مرات.