تقرير إخباري: الجامعات السودانية تواجه خطر وجود مجموعات متطرفة صغيرة ومنظمة بشكل جيد

الحدث الاثنين ٠٦/يونيو/٢٠١٦ ٠٠:١٥ ص
تقرير إخباري:
الجامعات السودانية تواجه خطر وجود مجموعات متطرفة صغيرة ومنظمة بشكل جيد

الخرطوم – ش – وكالات
يجلس رجل الاعمال السوداني عمار سجاد خلف مكتبه في وسط الخرطوم ويتحدث بصوت متهدج عن احتجاز ابنه من قبل زملاء له في حرم الجامعة العام الفائت. وابن سجاد البالغ من العمر 19 عاما يدرس هندسة الالكترونيات. وقد تعرض للضرب في غرفة صغيرة داخل مبنى الجامعة من قبل زملاء له متطرفون، كما قال الاب لوكالة فرانس برس.
وأضاف "لا أحد يستطيع الوصول لهذه الغرفة حتى الشرطة والأساتذة "
وقد أنشئت هذه المجموعة المتطرفة في الجامعات السودانية قبل سنوات لدعوة الطلاب إلى التطوع للمشاركة في القتال اثناء الحرب بين شمال السودان وجنوبه التي انتهت في العام 2005 بتوقيع اتفاق سلام.
ويدعو مدافعون عن حقوق الإنسان وقادة معارضون وناشطون إلى تفكيك هذه الوحدات التي يتهمونها بالوقوف وراء العنف في الجامعات.
وقال حسن الحسين القيادي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض في اجتماع الاسبوع الماضي ان "هذه الوحدات مسؤولة عن العنف في الجامعات ويجب اغلاقها".
واكد عدد من الطلاب لفرانس برس ان الوحدات المتطرفة تستخدم لقمع تحركات المعارضين في الجامعات. وقال احد قادة طلاب المعارضة في جامعة ام درمان الاهلية طالبا عدم كشف اسمه خوفا من توقيفه من قبل جهاز الامن والمخابرات ان "الحرب الاهلية انتهت الآن لكن النظام ما زال يستخدم هذه الوحدات لمهاجمة المعارضين من الطلاب".
وقال طالب معارض اخر من جامعة الخرطوم اكبر الجامعات السودانية ان "الوحدات المدعومة من الرئيس البشير وحزب المؤتمر الوطني (الحاكم) تستخدم لتخزين الاسلحة واحتجاز الطلاب المعارضين داخل الجامعات".
واحتج مئات من طلاب الجامعات السودانية مرات عدة ضد السياسات الحكومية بما في ذلك التعامل مع مناطق النزاع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وكذلك من اجل المطالبة باطلاق سراح زملائهم الذين يتم اعتقالهم اثناء تظاهرات.
وفي الاسابيع الماضية وقعت عدة اشتباكات بين طلاب جامعات سودانية وقوات الامن بما فيها جامعتا الخرطوم وام درمان. وقتل طالبان وجرح عدد آخر اثناء التظاهرات ما اجبر السلطات على تعليق الدراسة بعدد من الجامعات.
وبينما يحمل ناشطون الوحدات المتطرفة وقوات الامن مسؤولية مقتل الطالبين يتهم مسؤلون رسميون ومؤيدون للحكومة، انصار الحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة بالوقوف وراء قتل الطالبين .
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير الشهر الماضي "هناك قلق بسبب تقارير تتحدث عن مجموعات طلابية تتبع للحكومة تساند قوات الامن بالقضاء على المظاهرات بما في ذلك استخدام الذخيرة الحية".
وقال خالد التجاني رئيس تحرير صحيفة ايلاف الاسبوعية "هناك تعاون بين الاثنين ومن الصعب التفريق بينهما". واضاف ان "وجود الوحدات داخل الجامعات يعقد الوضع الأمني فيها".
ويشير خبراء إلى ان الوحدات انشئت عقب وصول الرئيس البشير الي السلطة بانقلاب عسكري في 1989. وقد عمل على تأسيس نظام حكم محافظ كما استضاف زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن من 1992 إلى 1996.
وقال محمد الجاك الاستاذ بجامعة الخرطوم ان عددا من طلاب الجامعات قتلوا اثناء مشاركتهم في الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. واضاف "الان يعتبرونهم شهداء".
وقتل حوالي مليوني شخص في الحرب الاهلية التي انتهت بانفصال جنوب السودان عن شماله في 2011 بموجب اتفاق سلام.
وقال التجاني الذي كان ناشطا خلال دراسته الجامعية ان "الحرب انتهت والوحدات جلبت ميدان القتال للجامعات". وعلى مر السنين تغير دور هذه "الوحدات" كما يرى خبراء. وقال التجاني ان هذه الوحدات "تعمل الآن لمساندة قوات الامن"، موضحا أن "أعدادهم ليست كبيرة لكنهم منظمون بصورة جيدة ويدافعون عن النظام".
وقاتل عدد من الطلاب في بعض مناطق الحرب مثل دارفور حيث قضى عشرات الاف منذ بدء النزاع هناك عام 2003.
ونفى قيادي في الطلاب المؤيدين للحكومة أي دور لهذه الوحدات في العنف داخل الجامعات. وقال مصعب محمد عثمان رئيس الاتحاد العام للطلاب "الوحدات تسيرها إدارة الجامعات وأنشئت لغرض خاص".
واضاف أن "دورها هو جمع الطلاب للقتال ولا تتدخل في العمل السياسي في الجامعات". ويرى احد الناشطين انه "طالما ان النظام يستفيد من هذه الوحدات فإنها تظل غير محايدة".
واكد رجل الاعمل سجاد الذي قاتل في تسعينات القرن الفائت ضد جنوب السودان إن "ذلك كان أثناء الحرب الأهلية.. أما الآن فليس هناك (جهاد) لذا لا نريد هذه الوحدات". وأضاف "لكن بعض اجهزة النظام تستفيد منها لذلك تريد الابقاء عليها"..