الشباب وسوق العمل

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٥/يونيو/٢٠١٦ ٢٣:٤٢ م

نورة القمشوعية

الشباب هم الطاقات المتفجرة لبناء المجتمعات, وهم العمود الفقري والركيزة الأساسية لنهضة الشعوب, وقد أولت حكومتنا الرشيدة إهتماماً خاصاً لفئة الشباب لما لهم من الدور المهم في تنمية المجتمع والوقوف جنباً إلى جنب لتحقيق الأهداف.
فنرى في هذه الأيام الكثير من الشباب من مخرجات الدبلوم التقني والمستويات الجامعية يعانون من عدم وضوح الهدف والرؤية لديهم عند إقبالهم على سوق العمل, بالإضافة إلى عدم وجود التوجيه المناسب من الأسرة لهذه الفئة, ومن جانب آخر فإن على الشباب أن يدركوا أهمية التأهيل الدراسي التقني والجامعي الذي يقدم لهم مجاناً مع المزايا ليمكنهم من الانغماس في سوق العمل بكافة قطاعاته المختلفة والمتنوعة بدون أية حواجز أو صعوبات, فالتأهيل هو أول مرحلة من مراحل تكوين وبناء شخصية الشباب العامل والمنتج بحيث يكون التأهيل لشغل الوظائف التي تتطلب جهدا ومهارة معينة.
وتأهيل الشباب لسوق العمل لا يأتي تلقائياً إنما من خلال وعي الشباب واستعدادهم على تحمل المسؤولية الواقعة عليهم تجاه الكثير من الأعمال والتي لها أهمية بالنسبة لأصحاب العمل والذين يهمهم نجاح مؤسساتهم وإنجاز أعمالهم والقيام بمتطلبات هذه المسؤولية على أكمل وجه ليكونوا أكثر تأهيلاً عند الدخول لسوق العمل.. كذلك القضاء على التصرفات والسلوكيات الخاطئة الذي تزرع في نفوس الشباب وتكون عائقاً لهم عن دخول سوق العمل فمثلاً فكرة العيب التي تقوم على الرفض والتذمر من القيام ببعض الأعمال بحجة عدم تناسبها مع الوضع الاجتماعي أو المستوى التعليمي للشباب, فبهذه السلوكيات تتزايد نسبة العزوف عن العمل لبعض الوظائف بالمقابل تزايد نسبة الباحثين عن العمل بحيث يصبح الشباب عالةً على غيره مع زيادة المشاكل الاجتماعية المختلفة. إذا ما نجح المجتمع في نشر الوعي بأهمية العمل بكافة قطاعاته من خلال برامج توعية وإرشاد للقضاء على تلك السلوكيات والأفكار الخاطئة. ويكون التأهيل أيضاً من خلال تنمية مهارات الشباب التي تحسّن من أدائهم وتجعلهم قادرين أكثر على القيام بالأعمال وتأديتها على أحسن وجه, فهناك العديد من المهارات التي تجعل الشباب مؤهلا للعمل كمهارة الاتصال وبناء روح فريق العمل الجماعي, ومهارات تكنولوجية مختلفة. بالإضافة إلى وضع الشباب في مرحلة ما قبل التخرج التي تتطلب منه القيام بالعديد من التجارب الحقيقية لكسب الخبرات والمهارات عند الدخول في سوق العمل, فيجب على الطالب القيام ببعض التدريب العملي قبل التخرج لتهيئته للمرحلة القادمة حتى يتمكن من كسر الحاجز النفسي والتسهيل عليه لعملية الانتقال إلى الحياة العملية وتحمل المسؤولية الكاملة تجاه العمل المناط إليه.