عواصم –
بين صدق الروايات عن وقوع إصابات جراء تعرض بعض الجنود في البؤر الساخنة لنيران صديـقة وبين الواقع الذي من الممكن أن يكون وراء هذه الإصابات.. تظل الشكوك في صدق روايـــات النيران الصديقة التي تتوارد عبر وسائل الإعلام يوماً بعد آخر.
في هذا السياق أصيب شرطي إسرائيلي من قوة حرس الحدود صباح أمس السبت بجروح خطيرة جراء تعرضه لنيران صديقة أطلقها حارس مدني في حاجز مزموريا شرقي بيت لحم.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الحادث وقع عندما وصلت إلى الحاجز الواقع في منطقة هار حوما جنوب القدس سيارة يشتبه في أنها كانت مسروقة مما دفع الشرطي، الذي يتولى قيادة الحاجز، إلى إطلاق عيارات نارية تحذيرية في الهواء لحمل سائقها على التوقف.
وأشارت الإذاعة إلى أن الحارس المدني رصد شاحنة تسير خلف السيارة وهي تحاول الانحراف عن الطريق فقام بإطلاق النار على عجلاتها.
ويجري التحقيق فيما إذا كان الشرطي قد أصيب مباشرة من رصاص الحارس أو من شظايا.
وأوضحت الإذاعة أن السيارة والشاحنة تمكنتا من اقتحام الحاجز باتجاه مناطق السلطة الفلسطينية.
وفتح تحقيق في الحادث فيما نقل الـــــشرطي الجـــــريح إلى المستشفى لتلقي العلاج.
حالات أخرى
في يناير الفائت أكد المتحدث باسم الحشد الشعبي العراقي أحمد الأسدي مقتل 9 من الحشد عن طريق الخطأ بضربة نفذتها طائرة بدون طيار للجيش العراقي قرب مدينة تكريت.
وصرّح الأسدي «قتل 9 من مقاتلي كتائب جند الإمام وأصيب 14 آخرون إثر قصف لطائرة عراقية مسيرة عن طريق الخطأ في قرية السلام الواقعة جنوب معسكر سبايكر» قرب تكريت.
يذكر أن «جند الإمام»، أحد الفصائل المنخرطة ضمن الحشد الشعبي الذي تشكل من متطوعين معظمهم من وسط وجنوب العراق بعد اجتياح تنظيم «داعش»، لدعم القوات الحكومية العراقية.
وقال الأسدي إن «قواتنا تعرضت إلى هجوم وطلبنا تــــعزيزات وبعد سبع دقائق تعرضنا لقصـــــف بصـــاروخين، استهدفا المكان الذي تـــــعرض لهـــجوم» مشيرا إلى أن «أقــــرب نقطة للــــعدو (داعش) تبعد حوالي كيلـــومترين عن مواقعنا» في معسكر سبايكر. ويرتبط اسم معسكر «سبايكر» بالمذبحة التي ارتكبها التنظيم بحق نحو ألفي عسكري من المعسكر، أعدمهم التنظيم المتشدد في يونيو في العام 2014. وأكد الأسدي فتح تحقيق من قِبل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي بالحادث.
شكوك
في ديسمبر الفائت استنكرت حركة «عصائب أهل الحق»، حادثة مقتل جنود عراقيين عن طريق الخطأ، في غارة جوية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وقالت في بيان: «بعدما حذّرنا مراراً، من أن الطرف الأمريكي لا يمكن أن يكون جهة موثوقة في الحرب على داعش، نشهد اليوم دليلاً آخر على نوايا واشنطن وحلفائها في ما يُسمى بالتحالف الدولي، حيث كرّر الأمريكيون قصف موقع تابع للجيش العراقي». واعتبرت أن «اختيار الأمريكيين منطقة النعيمية الواقعة جنوب الفلوجة، لقصف مقر للجيش، سببه تقدّم الجيش في هذه المنطقة، وهو ما لا يروق لواشنطن وحلفائها الذين يسعون إلى استبدال الدواعش بمجاميع أخرى لا تقل خطورة وإرهاباً عما هو موجود لدى الدواعش أنفسهم». وكانت فصائل شيعية مناهضة للتحالف الدولي، أعلنت في أوقات سابقة، عن تعرّض مقاتليها لقصف من طائرات أمريكية، لكن رئيس الوزراء حيدر العبادي نفى حدوث ذلك.
وأكد الجيش العراقي مقتل تسعة من عناصره، بينهم ضابط، بقصف للتحالف الدولي في الأنبار، فيما أعلن التحالف أن تقارير أولية تشير إلى وقوع خسائر بين جنود عراقيين، لافتاً إلى أن الغارة الجوية تمت بطلب من الجانب العراقي. وتعتبر حادثة مقتل الجنود بنيران صديقة، الأولى من نوعها منذ بدء الحرب على تنظيم «داعش» في العراق صيف العام الفائت. وقال التحالف الدولي في بيان صدر عنه وقتها، إن «قوات التحالف قامت، بناءً على طلبات ومعلومات من قوات الأمن العراقية، بضربات جوية ضد تنظيم داعش قرب الفلوجة»، مشيراً إلى أنه «رغم التنسيق مع قوات الأمن العراقية على الأرض، فإن التقارير الأولية تشير إلى احتمال وقوع خسائر في الأرواح بين الجنود العراقيين».
وأوضح البيان أن «جميع ضرباتنا الجوية تُجرى بموافقة الحكومة العراقية من أجل مساعدتها في قتالها ضد تنظيم داعش، ونحن نتّخذ التدابير الضرورية لتجنّب هذه الأنواع من الحوادث. ووفق المعلومات المتوافرة لدينا، لم تكن هناك أي حوادث سابقة من نيران صديقة في العراق خلال مسار عملية العزم الصلب».
ويعزو خبراء عسكريون حصول الحادثة، إلى رفض الحكومة العراقية وجود جنود أمريكيين يرافقون القوات الأمنية البرية في العمليات العسكرية ويقومون بمهمات التنسيق مع الطائرات الأمريكية، على عكس قوات «البيشمركة» التي سمحت لجنود أمريكيين بمرافقة وحداتها القتالية لتحقيق السرعة في الاستجابة لتنفيذ غارات جوية وضمان دقتها.
وتجري عملية تنسيق الغارات الجوية في الأنبار بين الجيش العراقي وقوات التحالف، وفق آلية معقّدة تبدأ باتصال من الوحدات القتالية للجيش العراقي بقيادة العــمليات المشتركة، ومن ثم يتم نقل النداءات إلى الجانب الأمريكي في غرف عمليات مشـتركة في بغداد، وفي قاعدتي الحبانية وعين الأسد في الأنبار.
وأوضحت قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي، أنه «خلال عمليات قواتنا لتحرير مناطق جنوب الفلوجة، وأثناء تقدّم قوة من الفوج الثالث شرق عامرية الفلوجة، وبسبب أحوال الطقس، لم يستطع سلاح الجو العراقي توفير الدعم الجوي اللازم لقواتنا، فطلب إسناداً جوياً من طيران التحالف الدولي». وأضافت القيادة في بيان، أن «التحالف الدولي وجّه ضربتين للعدو أوقعتا خسائر كبيرة في صفوفه، ما دفع قواتنا إلى التقدم السريع واشتباكها مع العدو بمسافات قريبة تعدّ بالأمتار، وحصل تداخل بين قواتنا وعصابات داعش أثناء توجيه ضربة جوية ثالثة من طيران التحالف، التي حصلت من دون تحديث لمسافات التقدّم، ولعدم إمكان التمييز من الجو وقعت إصابات في قواتنا أيضاً».
إلى ذلك، أكد وزير الدفاع عبدالقادر العبيدي، في مؤتمر صحفي عقده في بغداد، أن «وزارة الدفاع فتحت تحقيقاً في قصف طائرات التحالف قطاعات الجيش العراقي، خلال اشتباكها مع داعش قرب الفلوجة». وعزا العبيدي تأخّر عملية تطهير مدينة الرمادي بالكامل، إلى «الحرص على تفادي الخسائر الكبيرة والحفاظ على أرواح المدنيين والبنى الأساسية للمدينة»، ووصف المعارك في الرمادي «بالنموذجية». ولفت إلى أن «سقوط مدينة الرمادي كان خسارة كبيرة»، مشيراً إلى أن «رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، كان قد شكّل لجنة تحقيق لتحديد المتورّطين بسقوط المدينة». وأضاف أن «اللجـــــنة حدّدت المتورطين بســــقوط المدينة، وليس هناك قرار بالعفو عن أي من المتورطين». وفي شأن الموصل، قـــــال العبيدي إن القوات الأمنـــــية تواصل الاستعدادات لتحرير المدينة، مــــؤكداً وضــــــع خطة لهذا الغرض، ومشيداً «بالدور الذي تقوم به قوات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة بإسناد القوات الأمنية».
اشتباكات وإصابات
في يوليو الفائت اندلعت اشتباكات برية في العديد من المناطق على الرغم من مطالبة الأمم المتحدة جميع الأطراف باحترام وقف إطلاق النار للسماح بمرور المعونات الإنسانية. تقوضت هدنة في اليمن أعلنتها قوات التحالف بقيادة السعودية بعد ساعات من بدء تنفيذها، مع ورود تقارير عن تواصل القتال في جنوب البلاد وقصف الحوثيين وحلفائهم مناطق في تعز ومأرب ومعاودة مقاتلات التحالف لغاراتها.
وقال مسؤولون في مطار عدن إن طائرة تابعة للتحالف فتحت النار على متمردين هاجموا المطار بالصواريخ. وزار منسق الشؤون الإنسانية في اليمن التابع للأمم المتحدة، عدن قبل الهجوم وتقدم بطلب عاجل بدخول مواد الإغاثة. ونقلت عدة مصادر تقارير عن وقوع حادث «نيران صديقة»، قصفت فيه طائرات قوات التحالف قوات موالية لهادي في لحج مما أدى إلى مقتل 12 شخصاً.
وقال بيان للقوات الموالية لهادي التي تطلق على نفسها اسم «المقاومة الشعبية» إن 12 شخصاً قتلوا وأصيب 50 في القصف الذي استهدف مواقع لمقاتليها في محافظة لحج الجنوبية.
واندلعت اشتباكات برية في العديد من المناطق على الرغم من مطالبة الأمم المتحدة جميع الأطراف باحترام وقف إطلاق النار للسماح بمرور المعونات الإنسانية التي توجد حاجة ماسة لها. وكانت قوات التحالف بزعامة السعودية، التي تشن هجمات جوية دعماً للرئيس المقيم في المنفى عبدربه منصور هادي، أعلنت عن هدنة تدوم خمسة أيام للسماح بدخول إمدادات الإغاثة. واحتفظت قوات التحالف بحق الرد على «الأنشطة والتحركات العسكرية». ووردت تقارير عن مقتل عدد من الحوثيين في تفجير سيارة مفخخة بمنزل زعيم قبلي عينه الحـــوثيون قبل أشهر محافظا لمحافظة البيضاء. ولم يصدر بعد أي تعليق من الحوثيين عن خبر التفجير.
بدون تفاصيل
في يونيو 2014 قالت «قوات المساعدة الأمنية الدولية – إيساف» التابعة لحلف الناتو في أفغانستان إن «نيران صديقة» ربما تسببت في مقتل خمسة جنود أمريكيين جنوبي أفغانستان.
وفي وقت سابق أعلنت «إيساف» عن مقتل 5 من جنودها، دون تقديم تفاصيل عن الحادث أو جنسياتهم، إلا أن مصدراً من الحكومة الأفغانية كشف لـ CNN بأن القتلى من الجنود الأمريكيين.
وطبقا للناتو، وقع الحادث بتعرض القوة لنيران معادية، أثناء مشاركتها في عملية أمنية بإقليم «زابول»، وأضاف البيان: «للأسف فإن هناك احتمال تورط نيران صديقة». ومنذ الحملة العسكرية الأمريكية بأفغانستان، أواخر 2001، قتل 2323 أمريكياً هناك، سيرتفع العدد إلى 2328، بمجرد تأكيد واشنطن مقتل الجنود الخمسة. في وقت سابق، أعلنت «إيساف»، عن مقتل خمسة من جنودها جنوبي أفغانستان، في بيان مقتضب دون تقديم تفاصيل بشأن الحادث، وهو تقليد يتبعه الحلف الأطلسي، أحياناً، حيث يوكل إلى الدول التي ينتمي إليها الجنود الضحايا، مهمة ذلك. ورفض مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية الإدلاء بأي تعقيب.