موسكو – عواصم – ش – وكالات
أعلنت وزارة الخارجية الروسية بعد عرض تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي الايراني أن التطبيق الناجح لخطة العمل بين إيران والقوى العالمية الست الكبرى من شأنه أن يساهم في ضمان الامن في الشرق الاوسط، طبقا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية للانباء امس الاحد.
وقالت الخارجية الروسية في بيان على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "التطبيق الناجح لخطة عمل (إيران والسداسية) من شأنه أن يعزز نظام منع الانتشار النووي وحل العديد من المشاكل الدولية المعقدة، كما ستساعد على تعزيز الأمن الدولي والإقليمي بالدرجة الأولى في الشرق الأوسط والخليج ".
كما أعربت الوزارة عن أمل موسكو في أن تتمسك كل من إيران ومجموعة "1+5" بجميع التزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة.
ونقلت الوكالة الروسية عن الوزارة قولها إن روسيا لعبت دوراً محورياً في تهيئة الظروف المواتية للبدء في تنفيذ خطة العمل، موضحة أن التعاون الوثيق بين الوكالة الذرية الروسية "روس آتوم" والمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أثمر في نقل جميع كميات اليورانيوم المخصب إلى خارج الأراضي الإيرانية، كما نصت عليه الخطة، وكان ذلك أحد الشروط الأهم والأكثر صعوبة.
فيما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ان بدء تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران سيجعل من السهل التعامل مع الأزمات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.
وتابع كيري "مع التنفيذ الكامل للاتفاق، بإمكان المجتمع الدولي أن يعمل أخيرا على مواجهة التحديات الإقليمية الأخرى دون تهديد وشيك بوجود إيران مسلحة نوويا، بما في ذلك الأزمة في سورية"، في إشارة غير مباشرة إلى تأييد طهران للحكومة السورية.
وأضاف كيري : "اليوم يصادف اليوم الأول لعالم أكثر أمنا"، مسلطا الضوء على الخطوات التي اتخذتها إيران لكبح برنامجها النووي وفقا لبنود اتفاقها مع القوى العالمية الكبرى.
وأكد كيري أنه رغم ذلك، فإن المجتمع الدولي "سيظل يقظا في التحقق من مدى التزام ايران كل ساعة من كل يوم في السنوات المقبلة" ببنود الاتفاق الدولي.
فيما رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء السبت بتنفيذ الاتفاق النووي الايراني.
وقال بان كي مون في بيان إن "هذا إنجاز مهم يعكس الجهود حسنة النية من جانب جميع الأطراف للوفاء بالتزاماتها المتفق عليها ".
وأكد أن الاتفاق بين ايران والقوى العالمية الست "يوضح أن المخاوف الدولية المتعلقة بالانتشار النووي من الأفضل أن تعالج من خلال الحوار والدبلوماسية المتأنية".
وأشار بان إلى أنه "يأمل أن يساهم نجاح هذا الاتفاق في تعاون إقليمي ودولي أكبر من أجل أن يحل السلام والأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها".
وحكمة وتدبير
من جهته هنأ الرئيس الإيراني امس الأحد الشعب والمرشد الأعلى بدخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ ورفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إيرنا) عن روحاني قوله في بيان :"أهنئ الشعب الإيراني العظيم بهذا الانتصار وبهذا الفخر والعزة ... اليوم حيث تجاوزنا مرحلة الحظر ودخلنا مرحلة التنمية ، ما علينا إلا أن نعمل وبعزم وإرادة راسخين للاستفادة من الفرص المتاحة أمام الجميع".
وأضاف روحاني في البيان :"نحن اليوم ،وبعدما تجاوزنا أصعب المراحل، نمد يد الصداقة للجميع لنبدأ فصلا جديدا من علاقاتنا مع العالم".
وقال :"نحن استطعنا ،وبعون الله تعالى وبفضل توجيهات سماحة القائد (المرشد الأعلى علي خامنئي) واستنادا إلى فتواه بشأن حرمة الأسلحة النووية واتكالا على أصوات الشعب، من خوض المباحثات النووية بأفضل شكل ممكن والخروج منها بكل عزة واقتدار وطي ملف الحظر وتثبيت حقوق الشعب النووية ووضع الاقتصاد الإيراني في مدار الاقتصاد العالمي ".
كما ذكرت إيرنا أن الرئيس الإيراني شدد على أن الدولة الإسلامية تمكنت من تجاوز أصعب المراحل الاقتصادية وأكثرها تعقيدا من خلال اعتماد استراتيجية الاقتصاد المقاوم ، والذي لا شك لن يكون ضد الاقتصاد العالمي بل جزءا منه .
وأضاف أن "تنفيذ الاتفاق النووي لن يكون ضد أي بلد ، فأصدقاء إيران عبروا عن سرورهم به ، وأما المنافسون فلابد ألا يساورهم أي قلق منه. فنحن لا نشكل تهديدا لأي شعب أو حكومة . نحن على أتم الاستعداد للحفاظ على كيان إيران حاملين نداء السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي جانب آخر من بيانه ، قال روحاني إن الانتصار في المفاوضات النووية لا يقتصر على فئة دون أخرى ، وأن الاتفاق النووي ما هو إلا حصيلة مقاومة وحكمة وتدبير شعب يعارض الحرب والعنف.
وختم الرئيس الإيراني بيانه قائلا "أعبر عن شكري للشعب ولسماحة القائد ولمراجع التقليد والجهاز الدبلوماسي والسلطة التشريعية ، وأحمد الله تعالى لهذه اللحظة التاريخية في حياة الشعب الإيراني وللدرس الذي استلهمناه من الشهداء خاصة شهداء الملف النووي الذين علمونا أن العزة والفخر هي ثمرة الجهاد والصبر".
مزاعم تل ابيب
على الجانب الاخر دعا ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلى الدول الكبرى والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مراقبة النشاطات فى المنشآت النووية الإيرانية عن كثب للتأكد من أنها لا تواصل تطوير أسلحة نووية سرا.
وأضاف الديوان - فى بيان له أوردته راديو "صوت إسرائيل" امس الأحد - أن إسرائيل ستواصل مراقبة تطبيق الاتفاق النووى الإيرانى وستنبه إلى أى خرق له وتعمل كل ما تقتضيه الضرورة من أجل الحفاظ على أمنها والدفاع عن نفسها
ومن جانبه، حذر مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة دانى دانون من أن طهران تواصل السعى إلى الحصول على قنبلة نووية .
زيارة هامة
وصل رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى العاصمة الإيرانية طهران امس الأحد، بعد يوم واحد من رفع العقوبات الدولية عنها في إطار اتفاق نووي تاريخي.
وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة ان المدير العام يوكيا امانو يلتقي بالرئيس الايراني حسن روحاني ورئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي.
ورفع كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة العقوبات التي كانت تستهدف إيران، كما تم الإعلان عن تبادل سجناء أمس الاول السبت، إنهاء لعزلة طهران الدولية.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران قد أوفت بالتزاماتها فيما يتعلق باتفاق العام الماضي مع القوى العالمية الست الكبرى عبر تقليص أنشطتها النووية.
وقال بيان للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن اجتماعات أمانو ستركز "على دور الوكالة في التحقق من ومراقبة التزامات إيران المتعلقة بالبرنامج النووي" الإيراني".