القاهرة - خالد البحيري
قال معالي رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان، إن التجربة البرلمانية في السلطنة تتمتع بخصوصية شديدة تتسم وطبيعة الشخصية العمانية، في اتباع منهج التدرج وعدم القفز أو حرق المراحل، ولذلك نجد أن مجلسي الشورى والدولة يعملان بكفاءة شديدة من أجل مصلحة المواطن العماني، وفي ذات الوقت لهما اسهامات طيبة على الصعيد العربي والدولي.
أداء متميز
وأضاف في حديث حصري لـ"الشبيبة" أن الأداء المميز لأعضاء مجلس الشورى العماني عبر اللجان المختلفة للبرلمان العربي مثار تقدير واعجاب الجميع، ولا تكاد تمر مناسبة إلا ونسترشد بالرأي العماني، والحكمة وعمق التفكير في حل المسائل بصورة تضمن للجميع الخير.
وتابع: البرلمان العربي مؤسسة تشريعية وليست تنفيذية لكنها تحمل على عاتقها المساهمة الفاعلة في حلحلة القضايا الشائكة، خاصة ما يتعلق بالوضع في سوريا، وأزمة اللاجئين التي زحفت إلى الاتحاد الأوروبي وألقت بأثارها الاقتصادية والإنسانية على الجميع.
وأردف أن السعي نحو برلمان الطفل العربي خطوة جيدة تؤهل الأجيال القادمة إلى عمل برلماني عربي مشترك، يدفع باتجاه الوحدة العربية والعمل المشترك، ويغرس في الأجيال الجديدة التشاور والتحاور والقبول بالرأي الآخر ما دام صوابا ومنسجما مع الثوابت العربية.
خبرات الشورى
- كيف تنظرون في البرلمان العربي إلى تجربة الشوري في سلطنة عمان؟
منذ بداية النهضة المباركة في العام 1970 ووصول جلالة السلطان قابوس بن سعيد إلى سدة الحكم وهو يعمل على تطوير تجربة الشورى ويدعم مبادئها عاما بعد عام، وقد نجح بالفعل في تهيئة البيئة لهذه التجربة مع توفير الكوادر العمانية المميزة القادرة على خدمة الوطن وبالتالي تقديرنا لها أنها تجربة رائعة جدا، بقيادة جلالته، عنوانها الحكمة والريادة في المنطقة العربية، ولذلك نحن نستفيد كثيرا من خبرات زملائنا في مجلس الشوري العماني.
- ماذا عن الشراكة بين جامعة الدول العربية والبرلمان العربي؟
جامعة الدول العربية هي المظلة التي ينضوي تحت لوائها العرب جميعا، والبرلمان العربي جهاز تشريعي ورقابي يمثل الشعوب العربية ويقوم بدوره تجاه القضايا العربية، لذلك هناك شراكات متميزة بين الجامعة العربية والبرلمان العربي، وهناك عمل من خلال تفاعل المجالس الوطنية في الوطن العربي، ومن خلال تفاعل القيادات العربية والمفكرين، فالهدف الاستراتيجي لدينا هو تعزيز العمل العربي المشترك.
قضايا الطفولة
- ما الإنجاز الذي خرج به المؤتمر الثالث للبرلمانيين العرب حول قضايا الطفولة؟
تبني دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتحديد إمارة الشارقة بمكرمة من صاحب السمو الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي، إنشاء مقر لبرلمان الطفل العربي، على أن تكون أمانة هذا البرلمان بتكلفة خاصة من صاحب السمو، وهذه تعتبر ثمرة جهود إمارة الشارقة في ظل الاحتياجات والتحديات التي يتعرض لها الطفل العربي، إيمانا من القيادات بأن الطفل العربي لابد أن يكون له رأي وقرار في الأمور التي تخصه وتتعلق به.
ونحن في البرلمان العربي نضع كل الامكانيات من أجل تفعيل التوصيات التي تخرج من اللقاءات والمؤتمرات، لأن الضرورة ملحة والتهديد خطير جدا لذلك يجب المواجهة، كذلك نحن نبارك لأطفالنا كبرلمانيين عرب، وكلمة صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي، تضمن لأطفالنا طفولة سعيدة ومستقبل مشرق.
- وماذا عن دعم الطفل العربي بشكل عام من خلال لجان البرلمان العربي المتعددة؟
الأطفال هم مستقبل الآمة العربية، ورصيدها الاستراتيجي، وهم رجال المستقبل، ولا شك أن البرلمان العربي من خلال لجنة المرأة والطفل والشئون الاجتماعية يهتم بالطفل العربي ويقوم بتدشين شراكات مع المتخصصين من أجل وضع خطط وبرامج للتأسيس لأجيال أكثر وعيا وثقافة، وايجابية، ويقوم البرلمان العربي أيضا بوضع تشريعات وقوانين مناصرة لحقوق الطفل، إيمانا بأن أطفال الأمة العربية هم رصيدها، لذلك نحاول أن نعطي للطفل العربي حقوقه المشروعة من التعليم والصحة والاهتمام بذي الإعاقة والأيتام، وعلى الأنظمة العربية والقادة العرب ضرورة توفير بيئة صالحة خالية من الأخلاقيات السلبية والمعاملات غير المرغوب فيها ، فالاستماع إلي الطفل حق أصيل من حقوقه وخاصة في الأمور والقرارات التي تتعلق به وبحياته، والبرلمان العربي من خلال لجانه المختلفة أهتم بالطفل العربي ووضع له التشريعات التي تؤمن حياته، فالتحديات الحالية تتطلب الاهتمام بثقافة الطفل التي لا تنفصل عن ثقافة مجتمعه، مع السعي إلى غرس الأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانية النبيلة وملئ الفراغ لديهم بالقيم العربية الأصيلة، وظهور المربيين وأولي الأمر بمظهر القدوة الحسنة والمثل الصالح، مع أهمية وضع استراتيجية إعلامية وتربوية شاملة، ومواجهة الغزو الثقافي الإعلامي الذي يحاول أن يخترق ثقافة أطفالنا.
الحروب والأطفال
- لكن هناك شريحة أخرى من الأطفال العرب تعاني من الحروب والتفجيرات في مناطق وبؤر الصراع فماذا قدم لهم البرلمان العربي؟
بالقطع - هناك وضع إنساني صعب ومزري يعيش فيه أطفالنا في بعض الدول العربية، التي تعاني احتلالا وعنفا، وفي بعض مناطق مخيمات اللجوء، ويفتقدون لكل مقومات الحياة الآمنة، ومنهم من تم استغلاله من قبل الجماعات المتقاتلة، عن طريق تجنديهم من قبل مواقع التواصل الاجتماعي، من هنا وضع البرلمان العربي معايير للدفاع عن هؤلاء الأطفال ضد كل الظلم الذي يتعرضون إليه، وتوفير الحماية القانونية والاجتماعية والنفسية والصحية والتعليمية لهم
إن الألم الذي يعانيه أطفالنا وفلذات أكبادنا أطفال الأمة العربية في كثير من الدول التي تتعرض للحروب أو أعمال عنف، تحد لا يستهان به في هذا الوقت بالتحديد.
الأزمة السورية
- سياسيا؛ ماذا قدمتم كبرلمانيين عرب للأزمة السورية؟
البرلمان العربي مؤسسة تشريعية ورقابية وليست تنفيذية، وهو صوت الشعب العربي، والناقل الرسمي لآراء وتوجهات المواطن العربي في المحافل الدولية، وبالفعل لا نترك محفلا أو مناسبة إلا ونطرح على طاولته القضية السورية، ونحمل الآن المجتمع الدولي تبعات فشله في التعاطي مع هذه القضية، فالبرلمان العربي بكل لجانه واجتماعاته يؤكد ويطالب بأهمية وضرورة إيجاد حل للأزمة السورية، ومؤخرا تم مناقشة قضية اللاجئين السوريين مع دول حوض البحر المتوسط وطالبنا بتقديم الدعم من المنظور الإنساني على الأقل.
وهنا أؤكد أن البرلمان العربي لا يعمل على التوصيات التقليدية والندب والشجب، ولكن يعمل من خلال ميثاق عمل مؤثر وورق ضغط، للتأثير على صانع القرار.
- ما هي أوراق الضغط التي تتحدث عنها؟
أبرز أوراقنا في الإعلام، فهو وسيلة للضغط على المجتمع الدولي، لكن ذلك يستدعي تحريك كل وسائل الإعلام لخدمة قضايا الأمة العربية، فالبرلمان العربي والذي يمثل شعوب 22 دولة عربية، يعتبر جهة تشريعية وليست جهة تنفيذية، ولكن من خلال الحشد الإعلامي والدعم الإعلامي، والشراكة مع القيادة العربية ومع كل المنظومة العربية، سنصل إلى ما نريد، فالإعلام يعتبر مظلة عربية يخدم قادة المستقبل أيضا.
- هل ترى أن المجتمع الدولي متخاذل تجاه القضايا العربية؟
الأمة العربية جزء من المجتمع الدولي، ونحن لدينا شراكات واتفاقيات ومعاهدات مع المجتمع الدولي وكل دول العالم، ضمن المنظومة الدولية، ومطلوب من الإعلام العربي والبرلمان العربي، والقيادات العربية وكل أجهزة الوطن العربي الآن، الاستفادة من هذه الاتفاقيات والشراكات والعلاقات الدبلوماسية والمعاهدات المشتركة، لنتحمل المسئولية جميعا، فالنار الذي نُحرق بها الآن لابد أن ترمي بشررها على الأخرين، ونتج عن ذلك عدد من التفجيرات في أوروبا، وكل هذا نتيجة الفشل في التعاون، ونتيجة صب النار على الزيت والكيل بمكيالين، ومن هذا المنطلق توزعت القضية.
توحيد العمل العربي المشترك
- برأيك؛ ما الواجب على الدول العربية القيام به الآن، من أجل حماية مجابهة كل التحديات التي نواجها؟
هناك ضرورة ملحة الآن في مزيد من اللقاءات والتفاعل والتواصل بين مكونات الشعب العربي، والمؤسسات والمنظمات المعنية بالوطن العربي، وإنشاء قوة عسكرية عربية لحماية مقدرات الوطن العربي، بالإضافة إلي ضرورة وحدة ممثلي الشعب العربي والتكاتف العربي، بكل أطيافه، فهناك هدف استراتيجي واحد وهو توحيد العمل العربي المشترك .
- ما الرسالة الذي يود البرلمان العربي توصيلها إلي شعوبه وأصحاب القرار؟
البرلمان العربي في كل قضاياه التي يتبناها يركز على أهمية العمل العربي المشترك، والتعاون بين القيادات والمنظمات العربية الفاعلة، من خلال تبادل الخبرات بين المجالس والبرلمانات العربية، عن طريق وضع التشريعات والتوصيات والعمل على تنفيذها.