أزمة اليمن الإنسانية تتفاقم

الحدث الأحد ٠٥/يونيو/٢٠١٦ ٠٠:٠١ ص
أزمة اليمن الإنسانية تتفاقم

عدن – إبراهيم مجاهد

حذر منسق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكجولدريك، من أن محنة الشعب اليمني أصبحت أسوأ من أي وقت مضى، على الرغم من الجهود المبذولة لتحقيق السلام في البلاد واتفاق وقف إطلاق النار الهش المعمول به منذ أبريل الفائت. وأوضح ماكجولدريك - في مؤتمر صحفي - أن تصعيد القتال العام الفائت تسبب بمعاناة للمواطنين اليمنيين على نطاق واسع، مضيفا "كل زاوية تتجه إليها وكل شخص تلتقيه تأثر بهذه الأزمة".
وقال المسؤول الأممي - في المؤتمر الذي نشره مركز أنباء الأمم المتحدة - إنه يجب على المجتمع الدولي أن يفعل شيئا لوقف الحرب وإحلال السلام، وأن تعطى لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الفرصة والتمويل والدعم ليصبح قادرا على تقديم المساعدة لهؤلاء السكان.
وأوضح ماكجولدريك أن اليمنيين كانوا يعانون قبل الصراع لأن مؤسسات الدولة كانت مهترئة، بما في ذلك النظام الصحي والنظام التعليمي وغيرهما من الخدمات في البلاد، ما تسبب في نزوح واسع النطاق للمواطنين في أماكن عديدة. كما أضر الصراع بالموانئ مثل ميناء الحديدة، ما أثر بشكل كبير على شحن المنتجات التي يحتاج إليها اليمنيون كل يوم مثل الغذاء والوقود والدواء.
وأشار المسؤول الأممي أن اليمنيين والبنك المركزي اليمني يعانون من شح السيولة النقدية ويحتاجون إلى دعم من المانحين والمؤسسات المالية الدولية لإنقاذ اقتصاد البلاد من الانهيار، في الوقت الذي يحتاج فيه 13.6 مليون يمني على الأقل إلى مساعدات إنسانية بسبب توقف معظم رواتب الموظفين مع استمرار عدم قدرة سفن شحن كثيرة على تفريغ حمولتها في الموانئ.
وأضاف أن هناك نقصا في إمدادات الغذاء والوقود والدواء، ما يجعل الأسعار باهظة. كما يواجه المستوردون صعوبات في الحصول على تسهيلات ائتمانية لاستيراد البضائع.
وأكد ماكجولدريك أن البنك المركزي اليمني يكافح للحصول على العملة الصعبة، ويواجه مشاكل في تحويل الريال اليمني إلى عملات أجنبية، مشيرا إلى أنه من الصعب جدا على البنك المركزي أن يؤدي عمله كما ينبغي في هذه الظروف، مؤكدا أن المؤسسات المالية الدولية تتفهم ضرورة عدم السماح بمزيد من التدهور للاقتصاد.
وأشار إلى أن النداء الذي وجهته الأمم المتحدة للمانحين لمساعدة اليمنيين بمبالغ تصل إلى 1.8 بليون دولار في العام الجاري لم يتحصل منه إلا على 17% من قيمته، أي 3 مليون و60 ألف دولار أمريكي.
وعلى صعيد آخر؛ أكدت مصادر سياسية يمنية مطلعة على طبيعة مشاورات السلام اليمنية المنعقدة منذ أكثر من أربعين يوماً في الكويت، أكدت لـ "الشبيبة" أن المشاورات لم تحرز أي تقدم يذكر في جميع الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات بما فيها ملف الأسرى والمعتقلين الذي قالت الأمم المتحدة أنها حضرت بقوة في جلسات المشاورات التي انعقدت مؤخراً.
كشفت المصادر أن مشاورات السلام باتت أقرب من أي وقت مضى من إعلان الفشل خاصة في ظل اتساع الهوة بين طرفي المشاورات، في جميع الملفات، غير مستبعدة أن يتم الإعلان عن رفع جلسات المشاورات إلى ما بعد شهر رمضان المبارك خلال الأيام المقبلة، معتبرة عدم الإفراج عن أي من الأسرى والمعتقلين، رغم أنه كان قد تم الحديث أنه سيتم الإفراج عن عدد من المعتقلين لدى طرفي النزاع قبل رمضان، إلاّ أن عدم حدوث ذلك حتى اليوم، يؤكد عدم إحراز أي تقدم في هذا الملف و تعثر التوافق على آلية من شأنها أن تعمل على إطلاق ولو عدد من المعتقلين لدى الجانبين.
وفي الأثناء؛ قال رئيس وفد المؤتمر الشعبي العام، في مشاورات السلام اليمنية بالكويت، عارف الزوكا، إن على الشعب اليمني، أن "يعرف أن العميد أحمد علي عبدالله صالح منذ "العدوان" على بلده بالتأكيد وقلبه يقطر دماً، وكان يتمنى أن يكون وسط شعبه وبين أبناء شعبه اليمني، لكن لم يسمح له بذلك" بحسب قوله، مشيراً إلى جهود بذلت "خلال الفترة الماضية بالطرق الدبلوماسية والسياسية المختلفة لأن يصل إلى وطنه، ولكن لم نوفق في هذا، وبالتأكيد وضعنا اسمه ضمن الموضوعين تحت الإقامة الجبرية". ويأتي هذا التصريح كأول اعتراف رسمي من حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه صالح، بأن نجل الأخير موضوع تحت الإقامة الجبرية.
الزوكا الذي تحدث إلى قناة "اليمن اليوم" المملوكة للرئيس اليمني السابق أكد أن وفد المؤتمر في مشاورات السلام بالكويت، مع السلام وليس مع الاستسلام ويتمنى أن تنجز المشاورات بحلول بشكل سريع؛ كون الشعب اليمني محاصر ويتجرع المعاناة. وأضاف أمين عام حزب المؤتمر: إن الحل في اليمن يكمن في وجود سلطة تنفيذية توافقية، لكنه أكد عدم الوصول إلى توافق.