مهرجان مسقط .. ترفيه بهوية عمانية

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٩/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٥٥ ص
مهرجان مسقط .. ترفيه بهوية عمانية

ناصر اليحمدي

استطاع مهرجان مسقط أن يحجز له مكانا على الخريطة السياحية العربية حيث أصبح من أهم الفعاليات الترفيهية التي يحرص عليها كثير من الأسر العمانية والعربية لما يحتويه من أنشطة وبرامج متنوعة ترضي كافة أفراد الأسرة والتي تتنوع في مجالاتها بين العلمي والفني والترفيهي والتراثي والرياضي وغيرها والتي تتناسب مع جميع الأعمار.
وما أن يتم الإعلان عن انطلاق المهرجان كل عام حتى تخرج علينا أصوات تعارضه وتطالب بإلغائه والغريب أن أغلبية هذه الأصوات لم تذهب لزيارة المهرجان ولم تتعرف على فعالياته وما يحتويه من أنشطة تستقطب شريحة كبيرة من أفراد المجتمع ولكن يبدو أن الاعتراض يأتي من باب حب الاعتراض فقط.
نحن لا ننكر أن كثيرا من فعاليات مهرجان مسقط تتكرر كل عام خاصة ما يتعلق بالأنشطة التراثية .. ولكن من يتتبع برنامج المهرجان كل عام يجد أنه يتجدد بصفة دائمة ويضاف إليه فعاليات جديدة متطورة تبهر الحاضرين .. أما الأنشطة المكررة فمن الطبيعي وجودها نظرا لحضور مجموعات جديدة من الجماهير لم يسبق لها زيارة المهرجان من حقها التعرف على تلك الفعاليات .. كما أن الغالبية العظمى من هذه الفعاليات تتعلق بالتراث والإرث الحضاري العماني ومن البديهي أن يتم عرضها كل عام لأنها تعبر عن هويتها وأصالتنا التي يجب أن نحرص عليها ونتمسك بها في كل مناسبة والتي تربط الأجيال الجديدة بماضيهم التليد وتغرس فيهم واجب ترسيخ الهوية العمانية.
ومهرجان مسقط هذا العام 2016 يحمل عنوانا له مضمون غاية في الأهمية وهو "عش عُمان" .. فهو يدعو كل من يرتاده للتحلي بالروح والصبغة العمانية حتى يستشعر ما في بلادنا من شموخ وعظمة وهو نافذة تطل على المجتمع العماني تتيح لكل من يزور المهرجان التعرف على مميزاته وسماته وعاداته وتقاليده .. والجميل أن المسئولين استعانوا بالدراسات والإحصاءات السابقة للمهرجان في تخطيطهم له حتى يتمتع بالثراء ويرضي كل من يزوره.
إن من يقوم بزيارة مهرجان مسقط هذا العام يلاحظ جهدا واضحا وملموسا للمسئولين في بلدية مسقط وحرصهم على تنوع أنشطته ليستقطب عددا أكبر من الزائرين .. فقد توسع في أماكن عرض فعالياته ليجتاز الموقعين الرئيسيين حديقتي العامرات العامة والنسيم العامة لتقام في مسرح المدينة ونادي عمان للسيارات ومتنزه كلبوه ومسارات الطواف في عدد من محافظات السلطنة وجمعية الكتاب والأدباء وجمعية التصوير الضوئي وجامع السلطان قابوس الأكبر والنادي الثقافي وعدد من المعارض والأروقة والساحات .. وهذا بالتأكيد يخفف من الزحام ويساعد الزائر على التوجه للنشاط الذي يناسب ميوله.
كما أنه تم افتتاح قريتين جديدتين هما القرية المضاءة وقرية الأدغال لتضاف كفعالية تثقيفية ترفيهية للقرى الموجودة كالتراثية وقرية الديناصورات والأسرة وغيرها ليتعرف من خلالها الزائر على بعض النباتات والحيوانات بمجسمات آلية ومؤثرات صوتية وضوئية تضفي عليه البهجة والسرور وتثري معرفته بهذه المعروضات.
وما يحسب للمهرجان هذا العام اهتمامه بالاختراعات والإبداعات من خلال المعرض المتنقل "ألف اختراع واختراع" الذي يركز على أهم اختراعات العرب والمسلمين التي أنجزت خلال ألف عام وهذا بالتأكيد يشجع على الابتكار والإبداع ويثري معلومات الزائرين ويوضح لهم عظمة آبائهم وأجدادهم العباقرة الذين ينكر الغرب فضلهم.
إن العرس الترفيهي الذي تعيشه مسقط كل عام أصبح ملمحا سياحيا عمانيا ينتظره الآلاف كل عام على أحر من الجمر للاستمتاع بأجوائه المبهجة وبما يحتويه فعاليات ثرية تضيف البهجة والراحة في نفوسهم .. فقد أصبح متنفس العديد من الأسرة الباحثة عن المتعة والبسمة ويمكن القول إنه أصبح ترفيها بهوية عمانية.
نتمنى أن يستمر مهرجان مسقط في تطوره الصعودي وتشهد فعالياته المزيد من الأنشطة القوية فمثلا نرى معرضا لأحدث الصناعات التكنولوجية ليقف الزائر عليها وكذلك معرضا للاختراعات العمانية الحديثة ويا حبذا لو تم عمل لقاءات مع هؤلاء العلماء الذين حصلوا على براءات اختراع في السنوات الأخيرة .. كذلك يمكن إضافة الألعاب التي تنمي المهارات العقلية للألعاب الكهربائية الموجودة لكي ترقى بعقل الطفل وتسمو بذكائه .. ونأمل لو خرج المسئولون في بلدية مسقط من محليتهم وفتحوا الباب أمام الاقتراحات الخارجية لتطوير المهرجان وليكن في مسابقة على مستوى السلطنة بحيث تضاف الفعاليات الجديدة بأسماء أصحابها ساعتها سنلاحظ تطورا ملحوظا وإثراء للمهرجان الذي لم يعد حكرا على بلدية مسقط فقط لأنه أصبح له مكانة مميزة بين المهرجانات التي تشهدها المنطقة كما أنه إضافة وملمح عماني وعامل جذب سياحي يجب أن يشارك فيه كل مواطن أينما كان موقعه على الأرض الطيبة حتى يستقطب أكبر عدد من السائحين العرب والأجانب.
على كل مواطن أن يغتنم الفرصة ويزور مهرجان مسقط حتى يحصل على المتعة والبهجة والسرور.

* * *
مسابقة السلامة المرورية تجني ثمارها
منذ أن أطلق حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه في أكتوبر 2009 بسيح المكارم الدعوة للحد من حوادث المرور انتفض المجتمع عن بكرة أبيه وسعى كل في موقعه لتنفيذ الدعوة السامية والبحث عن السبل والوسائل التي تحقق ذلك .. فشهد الكثير من المبادرات الفردية والحكومية والخاصة على مستوى الولايات والشركات والهيئنات من خلال مسابقة السلامة المرورية كما أقيمت الفعاليات التي تحث على الالتزام بقواعد السلامة المرورية وتم تعريف المواطنين بهذه القواعد وكيفية اتباعها كذلك تم تعديل القوانين لتتوافق مع الهدف السامي وتجنب الطرقات المزيد من إراقة الدماء.
وقد جنى المجتمع ثمار جهوده المبذولة في هذا المجال وبالفعل انخفضت نسبة الحوادث 48% مقارنة بعام 2012 وهو ما يدل على وعي المواطنين بخطورة الظاهرة وأهمية الحفاظ على أمن الطريق.
ومؤخرا كرمت شرطة عمان السلطانية الفائزين في مسابقة السلامة المرورية لعام 2015 سواء في مجال المبادرات الفردية أو فئة الجمعيات والمؤسسات الأهلية أو مؤسسات القطاع الخاص أو فئة الوحدات الحكومية أو الولايات وحصل كل فائز على التقدير الذي يستحقه مقابل جهوده المشكورة التي بذلها من أجل توعية شرائح المجتمع المختلفة بأهمية السلامة المرورية والالتزام بقواعد الطريق.
إن الاستراتيجية التي ستسير عليها الجهود في العام الحالي 2016 للحد من حوادث المرور هي عدم تجاوز السرعة القانونية والحد من استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة وبالتأكيد هاتين النقطين بالتحديد هما أكثر مسببات حوادث المرور حيث إن السيارات الحديثة تمنح السائق انسيابية على الطريق تسمح له بتجاوز السرعة المقررة وهو ما يغري الشباب بزيادة السرعة مما يزيد من احتمال وقوع حادث .. كذلك الحال بالنسبة للهاتف النقال الذي لم يعد يفارق يد الإنسان في أي مكان إلا أن مجاله ليس أثناء القيادة لأنه أولا يشغل إحدى يدي السائق إلى جانب أنه يشغل ذهنه عن التركيز على الطريق.
كذلك سيتم الاهتمام بضرورة ربط الحزام الخلفي ووضع كرسي أطفال .. ربما البعض لا يرى أهمية كبرى لذلك إلا أنه عند وقوع حادث فإن الأطفال تعتبر أكثر فئة متضررة منه نظرا لصغر أحجامهم وخفة وزنهم والذي يساعد على قوة دفعهم باتجاه الأمام وبالتالي وقوع إصابة أو وفاة لا قدر الله .. كذلك الطفل الطليق قد يشغل السائق عن الطريق لذلك فإنه من الضروري أن يتم تأمينهم حتى نجنبهم الأذى.
كل الشكر لكل من ساهم في المسابقة الغالية سواء فاز بها أو لم يفز ونخص بالذكر ولاية بدية التي حصلت على المركز الثالث على مستوى ولايات السلطنة وهو ما يدل على استمرارية جهودها ومساعيها من أجل القضاء على حوادث المرور فقد سبق وفازت بالمركز الأول في النسخة الأولى من المسابقة وهي لم تكتف بهذا الإنجاز بل تدل جهودها المستمرة على مقدار المسئولية التي يشعر بها القائمون على هذا الملف الهام تجاه الظاهرة المؤرقة.
ندعو الله أن تختفي الحوادث المرورية من شوارعنا ويأتي اليوم الذي تصبح فيه النسبة صفر حتى يشعر كل منا بالأمان.

* * *
حروف جريئة
اضطرت الحكومة للجوء لاقتراض مليار دولار من 11 بنكا لمواجهة الأزمة المالية التي تأثر بها العالم أجمع جراء هبوط أسعار النفط وذلك وفق ما أعلن سعادة ناصر الجشمي وكيل وزارة المالية .. هل أدرك الآن المعارضون لقرار رفع الدعم عن الوقود أنه ضروري وأقل ما يمكن اتخاذه لمواجهة الأزمة ؟.

الإسباني خوان رامون لوبيز المدرب الجديد للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم لم يحقق ولا بطولة واحدة طوال مشواره الكروي بل على العكس تاريخه كله هزائم وكوارث وهو ما يجعلنا نوجه سؤالا محيرا للاتحاد العماني لكرة القدم عن ماهية المعايير التي يختار على أساسها مدربي المنتخب الوطني ؟.. ألا يكفينا ما لقيناه من خسائر بسبب بول لوجوين المدرب السابق ؟.

تختار لجنة من اللغويين الألمان كل عام الكلمة الأسوأ استخداما من قبل الشعب ووقع الاختيار عام 2015 على كلمة "إنسان طيب" لأنها ارتبطت بمساعدة اللاجئين حيث يرون أن ذلك أمرا ساذجا وأحمق وغير واقعي .. واحسرتاه على زمن تعتبر الطيبة أسوأ ما فيه.

سويسرا والدنمارك قررتا مصادرة ممتلكات وأموال اللاجئين .. ألا يتعارض ذلك مع حقوق الإنسان أم أن اللاجئ ليس له أي حق داخل بلده وخارجه ؟.

* * *
مسك الختام
قال تعالى : "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين"