ملامح بوتين الصارمة تُحير الخبراء

الحدث السبت ٠٤/يونيو/٢٠١٦ ٠١:٤٠ ص

عواصم – – وكالات

الصارمة والجدية وغياب الابتسامة.. هي ملامح تكاد أن تلازم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأمر الذي جعل من تلك الصفات مثار بحثٍ وجدلٍ بين طيف واسع من الخبراء؛ ثمةَ من أرجعَ الأمر إلى المجتمع الروسي وطباعهِ الحادة، وهنالكَ من قال إن الأمر يرتبط بماضي بوتين المهني فهو أحد ضباط أجهزة المخابرات السوفيتية السابقة.

وهنالك من رأى أن الرجل المتهجم على الدوام لأسبابٍ تتصل بالأزمات الدولية والإقليمية المجاورة لروسيا؛ فمن أوكرانيا إلى سوريا، والصراع يحتدم، علاوةً على الأزمات الداخلية لدى موسكو.
وبحسب أحد المختصين في الشأن الروسي، تحدثت إليه قناة «سكاي نيوز عربية» فإن هذه من السمات الشخصية لمدير المخابرات الروسي السابق، ولاعب الجودو المخضرم، رجل لا تظهر ملامح وجهه كثيراً ما يعتمل في نفسه، سواء عند الغضب أو حتى عند الانتصار.
بوتين حافظ على التعبيرات الجامدة خلال زيارته إلى بريطانيا، وسواء خلال لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن، أو لقائه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بلفاست، كان محافظاً على الملامح الصارمة نفسها، حتى عندما كان رفيقاه يحاولان التبسط أو المزاح لكسبه إلى صفهم أو حتى إقناعه بموقفهم.
ومع ذلك ابتســم بوتين، لأول مــرة الـعـــام الفائت، عندما شعر أنه انتصر في قمة بلفاســت التي جمعت روســـيا مع الدول السبع الكبرى، عندما أجمعت تلكا لدول للعودة إلى مربع حل الأزمة السورية عبر محادثات جنيف 2.
قناة «روسيا اليوم»، وفي تقرير لها، طرحت السؤال التالي: هناك أمر محير دائماً حول المجتمع الروسي وطباعه الحادة، حيث لا تراهم يبتســـمون في الصور لذلك يطرح السؤال بقوة، لماذا لا يبتسم الروس؟.
وفي تقريرها، تقول القناة: بشكل عام لا يعني عدم ابتسام الروس أنهم شعب غير سعيد، لكنهم شعب لا يملك مهارة الابتسامة دون سبب، إذ يشعرون بأنهم غير ملزمين بذلك، وهم يستندون إلى المثل الشعبي القائل: «ضحك بلا سبب من قلة الأدب». وتعد «الجدية في الحياة» إحدى أهم السمات التي تميز المجتمع الروسي، حيث أن لثقافة التواصل الروسية تأثيراً على تلك الملامح الحادة للشعب.
ويقول الطبيب النفسي في أكاديمية العلوم البولندية كوبا كريس إن الابتسامة في بعض البلدان ليست علامة دفء أو احترام بل إنها دليل على أنك أحمق. وفي بلدان مثل الهند أو الأرجنتين أو جزر المالديف ترتبط الابتسامة بخيانة الأمانة.
وكتب كريس في بحث حول الموضوع أن ‹الفساد على المستوى المجتمعي قد يضعف معنى لإشارات مهمة مثل الابتسامة›. ولكن مقابل هذا التحليل المرضي للظاهرة وجدت دراسات أخرى أنه قد تكون هناك عوامل أخرى وراء عدم الابتسام مثل الترتيب الهرمي للمجتمع أو سيطرة الذكور عليه فيؤثر ذلك على طرائق التعبير العاطفي التي تعد الابتسامة واحدة منها، كما أن بعض الثقافات لا يعطي قيمة كبيرة للسعادة. وفيما تعتبر بلدان مثل ألمانيا وسويسرا والصين وماليزيا أن الوجوه المبتسمة تعكس ذكاء الأشخاص، ترى اليابان والهند وإيران وكوريا الجنوبية وروسيا أن الابتسام دليل غباء.
وربما يرتبط عدم الابتسام في المجتمع الروسي الذييراه كثيرون مجتمعاً متشائماً، بعدة عوامل من بينها أنهم يعتبرون الابتسام ضرباً من النفاق، كما يعتقدون أن الابتسام للغرباء أمر غريب، فضلاً عن الاعتقاد بأن بعض الأماكن مثل المدارس أو أماكن العمل تتطلب جدية تامة في التعامل، كما يرى المجتمع الروسي أن من الضروري إيجاد مبرر للابتسام، وما دون ذلك يعد غباء فضلاً عن إنهم يخشون جرح مشاعر الآخرين حين يبتسمون لأن بعضهم قد لا يكون سعيداً في تلك اللحظة.