تخصيص الوقت في رمضان يسهم في تنظيم العبادات حفظ القرآن:

7 أيام الجمعة ٠٣/يونيو/٢٠١٦ ٢٢:٠٦ م
تخصيص الوقت في رمضان يسهم في تنظيم العبادات 


حفظ القرآن:

الالتحاق بالمجموعات النسائية

بداية قالت رقية المنجية: بعد أيام قليلة سيهل علينا شهر الفضائل والطاعات ونسأل الله العلي القدير أن يعيده على الأمة الإسلامية بالخير والبركات ويرزقنا الأجر العظيم فيه. والحقيقة هناك جهود طيبة تبرز في شهر رمضان المبارك كل عام وتحرص عليها مجموعة من النسوة في الولايات المختلفة بالسلطنة حيث يتم الاتفاق بين كل مجموعة من النسوة لعمل حلقات للذكر تخصص لتعليم وترتيل وحفظ آيات الذكر الحكيم وهذه مبادرات تستحق -حقيقة- التقدير والثناء عليها لأنها تحفز النساء بمختلف أعمارهن على المداومة على القراءة وتخصيص وقت مستقطع من يومهن لهذا الجانب، وذكري لهذه المبادرات لأنني واحدة ممن يلتحقن على الدوام بهذه التجمعات النسائية المباركة التي تساعد النساء على جمالية التواصل بينهن وتحفيز بعضهن البعض. فهدف التجمعات النسائية لحفظ آيات الله، فكل يوم يتم حفظ ورقتين خلال الشهر الفضيل للخروج بحفظ أكثر من سورة واحدة وهو سبيل يسهل علينا الحفظ في زمن أصبحت ذاكرتنا ضعيفة الحفظ بسبب الضغوطات والمشاغل التي ليس لها نهاية، لذلك أدعو كل امرأة للالتحاق بمثل هذه التجمعات التي تساعدها على الحفظ لأننا الحمد لله في منازلنا لا نتوقف عن قراءة القرآن الكريم ولكننا نعاني من قلة حفظ الآيات.
القرآن الكريم ملاذنا
يقول حمد البلوشي: من بركات شهر رمضان علينا أنه يعتبر فرصة كبيرة للتقرب إلى الله بمختلف الطاعات التي يقبل الإنسان المسلم عليها في هذا الشهر المبارك، وتعتبر تلاوة القرآن الكريم من أهم الطاعات التي نحرص عليها بشكل كبير لعدة أسباب، وأهم هذه الأسباب: أننا طوال شهور العام -وبسبب انشغالنا في حياتنا اليومية للأسف- مقلون جدا في تلاوة كتاب الله، وبعضنا قد لا يكاد يقرأ القرآن إلا في أيام الجمع بسبب فرصة الإجازة الأسبوعية، وهذا ليس بأمر صحيح أبدا، فالقرآن الكريم غذاء لروح المسلم والمداومة على ترتيله تصفي الذهن وترفع المعنويات وسط زحمة الحياة ومشاغلها ومشكلاتها، فهو ملاذنا الذي يمدنا بقوة البصر والبصيرة ويقوي عزائمنا. ومن رحمة الله أن إقبال الناس على قراءة كتاب الله في هذا الشهر تحفز المسلم لمداومة تلاوة القرآن الكريم طوال أيام رمضان، وما بعد رمضان وهذا الجزء مهم جدا لأن الإقبال على كتاب الله لا يعنى برمضان فقط. ونتمنى طبعا حفظ ولو أجزاء بسيطة منه ولكن كل شيء يتطلب إصرارا.
تنظيم الوقت مشكلة
أما فاتن الهنائي فقالت: تعتبر أيام شهر رمضان من الفرص التي لا تعوض أبدا للإقبال على كتاب الله واستغلال أوقاته المختلفة في التدبر في آيات الله وفهم معانيه، والحقيقة سكينة النفس التي يعيشها الصائم تسهم مساهمة كبيرة في رفع معنوياته والإقبال على ترتيل آيات الله، وهذه السكينة نفتقدها طوال الشهور الباقية من العام بسبب الضغوطات والمشاغل التي لا تنتهي والتي لا تترك لنا فرصا حقيقية ملموسة للإقبال على كتاب الله وهو أمر طبيعي في زحمة الحياة، ونحمد الله تعالى على هذه النعم التي حبانا بها الله تعالى في هذا الشهر المبارك.

وأضافت: ربما البعض بالفعل يواجه مشكلة في تخصيص أوقات لقراءة القرآن الكريم وهو أمر محبط خاصة إن كان من النوع الذي لا يعرف أن ينظم وقته أو لم يتعود على تنظيم وقته وهذا يعتبر تحديا كبيرا يقع فيه البعض للأسف بالرغم من أنه يمتلك الوقت الكافي إن عرف كيف ينظم وقته. وبدوري أنصح الشباب بوجوب تخصيص وقت -ولو بسيط- بشكل يومي وبلا انقطاع حتى يتعود طوال الشهر الفضيل على تلاوة القرآن الكريم وان استطاع ذلك فقد نجح في اختبار نفسه وسيرى أن نفسه تتوق هكذا عفويا للإقبال على كتاب الله.
التغير الإيجابي الفاعل
إمام وخطيب مسجد أم القرى بالعذيبة الشيخ سليمان الحكيم الوارجلاني أوضح قائلا: يعتبر حفظ القرآن الكريم أهم مشروع في حياة المؤمن، فهذا المشروع يمكن أن يقلب حياة المؤمن من الحسن للأحسن، وأفضل طريقة لحفظ القرآن هي أن تبدأ بالاستماع للقرآن الكريم كل يوم؛ لأنّ الاستماع للقرآن يحدث تغيراً في نظام عمل الدماغ لديك، وقد أثبت العلماء أن كل صوت يسمعه الإنسان ويكرّره لعدّة مرات يحدث تغيراً في نظام عمل الخلايا، ولكي تضمن التغيّر الإيجابي الفاعل يجب أن نستمع إلى القرآن بخشوع كامل.

يقول المولى عز وجل: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآن هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة 185.

وأضاف الوراجلاني قائلا: يتضح لنا من الآيات السابقة أن من خصائص شهر رمضان أنه شهر القرآن، وشهر فيه شأن في إصلاح القلوب والهداية للتي هي أقوم لمن تلاه وتدبره وسأل الله به، وعلى كل مسلم في الشهر المبارك أن يحرص على ختم القرآن في هذا الشهر الفضيل وفي غيره لما له من فضل عظيم وأجر كبير، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- مبينا لفضل تلاوة القرآن: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران».
وحول فضل الصيام والقرآن قال صلى الله عليه وسلم: الصيام والقران يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشراب فشفعني فيه، ويقول القرآن أي رب ..منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان.
وكل هذه الأحاديث صحيحة وتوضح لنا الثواب الكبير الذي ينتظر تالي القرآن بتفكر وتدبر فما بالكم بمن يقرأ القرآن في رمضان ... ؟؟!!

كما قال صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفا من كتاب الله ‏ فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ‏‏ لا أقول ‏ الم ‏‏ حرف ‏ ولكن ‏‏ ألف حرف ‏ ولام ‏‏حرف ‏ وميم ‏‏ حرف» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.....
أضف إلى ذلك أن ثواب العمل يتضاعف في رمضان سبعين مرة كما أكد لنا ذلك أيضاً نبينا الكريم القائل صلوات ربي وسلامه عليه:
«من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه» فيجتمع للعبد في رمضان مضاعفة العمل ومضاعفة الجزاء عليه»
ونفهم من ذلك أن قراءة حرفاً واحداً من القرآن في رمضان تعادل سبعمائة حسنة وهذا بالنسبة لحرف واحد فما بالكم بالحسنات التي يجنيها خاتم القرآن؟؟
نصائح لحفظ القرآن
وعن كيفية ختم القرآن مرة في الشهر قال الوارجلاني: بعد كل صلاة مكتوبة تقرأ صفحتين من القرآن = 4 أوجه ليصبح مجموع ما قرأته في يوم واحد هو 20 وجه = جزء كامل في اليوم وبذلك يكون لك ختمة واحدة بالشهر حيث إن القرآن 30 جزءا، وإذا نقص منك شيء من هذا الترتيب اجتهد لتكمل ما تبقى لك من الجزء بعد صلاة التراويح.
وعن كيفية ختم القرآن مرتين في الشهر أوضح: قبل الصلاة المكتوبة تقرأ صفحتين من القرآن وكذلك صفحتين بعد الصلاة = 8 أوجه ليصبح مجموع ما قرأته في يوم واحد هو 40 وجه = عدد ( 2 ) جزاء من القرآن وبذلك تكون ختمت القرآن في الشهر مرتين وفي حالة النقص اليومي اكمل ذلك بعد صلاة التراويح.

أما عن كيفية ختم القرآن 3 مرات في الشهر فأفادنا الوارجلاني: احرص أن تقسم الشهر لثلاثة أقسام العشر الأوائل من الشهر والعشر الوسطى والعشر الأواخر: وبذلك يكون لك في كل عشرة ختمة واحدة بحيث تقرأ قبل كل صلاة مكتوبة 3 صفحات من القرآن وبعدها 3 صفحات = 12 وجها ليصبح ما قرأته في يومك هو 60 وجها = عدد ( 3 ) أجزاء من القرآن وبذلك يكون لك ختمة كل عشرة أيام وفي حالة النقص اكمل ذلك بعد صلاة التراويح.
إنّ أفضل عمل يمكن أنّ يقوم بهِ الإنسان، هو حفظه للقرآن الكريم وتلاوته، والعمل بما جاء فيه، حيث إنّ قيامك بقراءة القرآن يؤثر على شخصيتك وطريقة تعاملك مع الآخرين، وأن كل آية تقرؤها وتحفظها لها تأثير كبير على حياتك.
هناك طرق مختلفة لحفظ القرآن الكريم وخاصة في هذا الشهر العظيم شهر القرآن كيف لا والله سبحانه قال: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) لكن عليك أن تمتلك تلك القناعة الراسخة بأن أجمل اللحظات هي لحظة حفظك للقرآن وتمكنك منه، بحيث يكون بجانبك في كل المواقف، أعلم أن كثيرا من الأشخاص يمتلكون النية الصادقة لحفظ القرآن الكريم لكنهم يواجهون بعض الصعوبات.