مسقط -
استضافت لجنة الشباب والموارد البشرية بمجلس الشورى أمس الأربعاء رئيس الأولمبياد الخاص العماني صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط سعادة طلال بن سليمان الرحبي، والمديرة العامة للتخطيط التنموي بالمجلس الأعلى للتخطيط انتصار بنت عبدالله الوهيبية.
جاء ذلك في إطار دراسة اللجنة لموضوع تمكين الشباب للمساهمة في التنمية المستدامة لدور الانعقاد السنوي الأول من الفترة الثامنة برئاسة سعادة المهندس محمد بن سالم البوسعيدي رئيس اللجنة وبحضور أصحاب السعادة أعضاء اللجنة.
وخلال الاستضافة دارت نقاشات متنوعة حول العديد من المحاور منها البرامج التي نفذها المجلس الأعلى للتخطيط في الربع الأول من خطة التنمية الخمسية التاسعة، فيما يتعلق بتمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في التنمية المستدامة، والآليات التي يتبعها المجلس الأعلى للتخطيط لتقييم تمكين الشباب من قبل المؤسسات المختلفة المعنية بالشباب، بالإضافة إلى جهود المجلس الأعلى للتخطيط في رسم السياسات والاستراتيجيات لتحقيق التنمية المستدامة في السلطنة، وكذلك توجهات المجلس الأعلى للتخطيط لإشراك الشباب في الإعداد لرؤية عمان المستقبلية 2040م.
دور المجلس الأعلى للتخطيط
كما اشتملت مناقشات الأعضاء على دور المجلس الأعلى للتخطيط في وضع استراتيجية وطنية شاملة للتنمية ضمن خطة التنمية التاسعة في ضوء الموارد الطبيعية والبشرية المتاحة واحتياجات التنمية المستدامة، وكذلك دور المجلس الأعلى للتخطيط في وضع معايير لتحديد أولويات مشروعات التنمية وأساليب التخطيط التنموي، بما يضمن تحقيق التوازن بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي للتنمية، بالإضافة إلى تشجيع قيام قطاع خاص يتميز بالفاعلية والقدرة على المنافسة ودعم الآليات والمؤسسات التي من شأنها أن تعزز الرؤية والسياسات المشتركة بينه وبين الحكومة، كما تناولت النقاشات الحديث عن تنمية الموارد البشرية وتطوير قدرات العمانيين لمواكبة التطور التقني وإدارة المتغيرات التي تحدث فيه بكفاءة عالية وكذلك مواجهة الظروف المحلية والعالمية المتغيرة باستمرار، بالإضافة إلى إشراك الشباب في تطوير الخطة من خلال لقاءات وحلقات عمل وعبر منصات شبكات التواصل الاجتماعي للتعبير عن تطلعاتهم والاستفادة من مرئياتهم، إلى جانب استعراض أبرز التحديات التي تواجه المجلس الأعلى للتخطيط في رسم السياسات والاستراتيجيات لتحقيق التنمية المستدامة في السلطنة.
سياسات سوق العمل
وخلال الاستضافة قدمت انتصار الوهيبية عرضا مرئيا أوضحت من خلاله أن سياسات سوق العمل تستهدف إعداد الشباب العماني للدخول في فئات الفنيين والمهنيين والمهرة، حيث إن 47 % فقط من الخريجين العمانيين يدخلون سوق العمل، ويدخل 53 % في صفوف الباحثين عن عمل، ومعظمهم من الإناث. كما أشارت الوهيبية إلى أن 48 % من الخريجين الحاصلين على وظيفة يعتقدون أن تخصصهم لا يتلاءم مع طبيعة عملهم الحالي، مضيفة أن القطاع الخاص يستقطب الخريجين في مجال الهندسة والتكنولوجيا المتصلة بها بنسبة (65.6 %)، بينما يستقطب القطاع الحكومي في مجال الصحة (98.3 %) والتربية (91.6 %)، مشيرة في الوقت ذاته إلى قلة حملة المؤهلات الجامعية من الخريجين العمانيين في القطاع الخاص.
وقالت الوهيبية إن أعمال الإعداد لخطة التنمية الخمسية التاسعة تشير إلى ضرورة أن يكون الشباب الركيزة الأساسية للعمل التنموي، ويحتم ذلك طبيعة الهرم السكاني الذي يتسم بالفتوة ويجعل توفير فرص العمل المنتجة والمجزية للشباب في مقدمة أولويات الخطة.
استفسارات
وقدم أعضاء اللجنة جملة من الاستفسارات منها ما يتعلق بالإحصائيات والمؤشرات حول تطلعات الشباب، حيث أوضح سعادة طلال الرحبي أن هذه الإحصائيات مبنية على العديد من الجوانب منها البيانات والسجلات الموجودة، وحلقات العمل وجلسات استطلاع رأي الشباب، إلى جانب إعداد مسح شامل تم خلاله أخذ عينات بمواصفات معينة لمعرفة تطلعات الشباب. كما أوضح الرحبي في حديثه أن الإناث يتوجهن إلى القطاع الحكومي أكثر من القطاع الخاص.
وعبّر أعضاء اللجنة عن الحاجة لجلوس المسؤولين مع الشباب وأخذ مرئياتهم والاستماع إليهم، مقترحين أن تكون هناك جهة تنسيقية بين الجهات المعنية بقضايا الشباب، وضرورة إعداد دراسة للتأكد من مدى رضا الشباب من أداء الحكومة، مشيرين إلى أن كثيراً من الشباب يرون ضرورة إشراكهم في القرارات الحكومية المتعلقة بشؤونهم.
وفي هذا الصدد أوضح سعادة طلال الرحبي أن اللجنة الوطنية للشباب قامت بزيارة عدة محافظات للتحاور مع الشباب والاستماع إلى مرئياتهم وأخذ آرائهم فيما يتعلق بخطة (2040م).
وتساءل الأعضاء عما تم إنجازه من إعداد الخطة الخمسية التاسعة، وما يتعلق بتمكين كفاءات الشباب والآليات التي يعمل عليها المجلس الأعلى للتخطيط، منوهين إلى أهمية وجود حلول مرنة تتناسب مع مستجدات الشباب وقضاياهم المعاصرة.
الاستراتيجية التنموية
وفي الجانب الآخر ناقش أعضاء اللجنة مع صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد العديد من الموضوعات المتعلقة بقطاع الشباب منها دور الشباب في إعداد وتنفيذ الاستراتيجية التنموية الوطنية لتمكين الشباب، والمعوقات التي تحول دون مشاركة الشباب ومساهمتهم في التنمية، بالإضافة إلى مدى التزام العمانيين بخدمة وطنهم والمساهمة بأقصى طاقاتهم لدفع عجلة التنمية، وكذلك المبادرات الشبابية التي قدمها القطاع الخاص ضمن مسؤوليته الاجتماعية، والتحديات التي تواجه عملية التمكين للشباب العماني.
واستعرض صاحب السمو عدداً من تجارب الدول الأخرى في تشجيعهم للشباب وتعزيز حس المبادرة لديهم ودورهم في تمكين الشباب، مؤكداً أنه متى ما تم تمكين الشباب بطريقة صحيحة فسينتج بكل طاقاته. واستطرد في حديثه عن التحديات التي تواجه الشباب.