شاب عُماني يروي لـ«الشبيبة» قصة نجاحه الـراشـدي من «فني طائرات» إلى رائد أعمال ناجح

مزاج الخميس ٠٢/يونيو/٢٠١٦ ٠٢:٣١ ص
شاب عُماني يروي لـ«الشبيبة» قصة نجاحه
الـراشـدي
من «فني طائرات» إلى رائد أعمال ناجح

مسقط - أحمد الهنائي

يروي قصة رائد الأعمال علي بن سعيد الراشدي قصة شركة «معاونه» حيث يقول: اسم الشركة استقيته من كلمة عُمانية «معاون» أي مساعدة، وكانت لدي جينات وراثية نحو ريادة الأعمال حيث كان أبي مقاولاً في السبعينات، وكانت الخطوة الأولى نحو الانطلاق في ريادة الأعمال والاستقالة من وظيفتي الحكومية والتفرغ لريادة الأعمال وإدارة مشروعي الخاص بنفسي، والتفرغ شيء مهم في حياة كل مشروع خاص.

وأضاف الراشدي: اكتسبت خبراتي في عملي بسلاح الجو وكفني صيانة معدات الطائرات لمدة عشر سنوات، ومسؤولاً عن قسم الصيانة في آخر سنتين وعن الصحة والسلامة اكتسبت خبرة كبيرة في إدارة عمليات فرق الصيانة، وبعد إنهاء خدماتي في سلاح الجو، اتجهت بالعمل بالقطاع الخاص لأنه سقف الطموحات في القطاع الخاص أوفر حظاً وفيه يمكن تطوير مهاراتي وقدراتي حيث عملت في شركة مقاولات بداية في الموارد البشرية ثم في قسم المبيعات وقررت بدء ريادة الأعمال من خلال خبراتي السابقة.

فكرة المشروع

المشروع كما يروي الراشدي عبارة عن ورش صيانة متنقلة تقدم خدمات صيانة في مجالات السباكة والكهرباء والأجهزة المنزلية وبعض أعمال النجارة الخفيفة وتغطي حالياً فقط محافظة مسقط.

وأضاف: جاءت الفكرة من حاجة السوق إلى هذا المشروع، وكما تعلمون أن الحاجة أم الاختراع وهذه الخدمة غير موجودة في السلطنة، وعندما تحتاج إلى خدمات الصيانة بمنزلك يتوجب عليك الذهاب إلى البحث عن الخدمة وعن فني متخصص في الصيانة وربما يتطلب منك شراء بعض الأدوات لعملية الصيانة، ولكننا نحن من نأتي إليك لتقديم الخدمة ونوصلها إلى منزلك وبتكلفة أقل وبجودة عالية، دون أن يتكلف الزبون عناء البحث عن فني، وعن مستلزمات الصيانة مما يوفر الجهد والمال، ويعاني الكثير منا في عملية الصيانة التي غالباً ما تكون دورية، فاستقيت الفكرة من واقع الحياة ومن واقع عملي السابق في سلاح الجو كفني صيانة. وقد تمكنا خلال سنة من تثبيت اسم لنا في السوق، والناس بدأوا يعرفون «معاونه» كاسم في السوق لتقديم خدمات الصيانة.

تميز المشروع

ويشير الراشدي: ما يميز مشروعنا عن الوافدين هو كيفية طريقة تقديم الخدمة، والمواد والأدوات المستخدمة في عملية الصيانة، وجلب الخبرات الأجنبية إلى السلطنة، فنستخدم أدوات مستجلبة من الخارج وطرق جديدة في عمليات الصيانة وعلى سبيل المثال قمت بزيارة مؤخراً إلى معرض متخصص في الصيانة بالصين حيث يوجد آلاف العارضين من الصين وخارجها يقدمون أحدث الوسائل والأدوات الحديثة في مجال الصيانة، وقمنا بتكوين علاقات تجارية مع الشركات لجلب التكنولوجيا المستخدمة رغم التكلفة العالية لها. كما جلبنا خبرات من أمريكا باستخدام الإنترنت ومتابعة كل جديد على الشبكة العنكبوتية في مجال الصيانة.

كما يتميز مشروعنا بالبصمة الفنية الموجودة على المنشورات وشعار الشركة على سياراتنا وتسهم بإعطاء سمة الطابع العُماني على الشركة وتضفي لمسة الطابع الحديث، كما استخدمنا مواقع التواصل الاجتماعي لما لها دور كبير في عملية الترويج للشركة وللخدمات التي تقدمها ووجودها إلكترونيا يساهم بثقة الزبائن بنا.

صعوبات

من الطبيعي أن يواجه صاحب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الصعوبات في رحلة البحث عن مشروعه الخاص، فكانت البداية من صندوق الرفد الذي رفض إعطائي في البداية قرضاً تمويلياً لرفض الفكرة والجدوى الاقتصادية من المشروع فاتجهت إلى مركز الزبير لرواد الأعمال وعرضت لهم الفكرة أمام الخبراء لديهم فتقبلوها وشجعوني عليها ثم قدمت اعتراضاً لصندوق الرفد وتجاوبت معي الإدارة بالتنسيق مع الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لمنحي مقابلة ثانية مع لجنة صندوق الرفد وقد قمت بتعديل دراسة الجدوى وجميع الملاحظات السابقة التي أدت إلى رفض اللجنة المختصة بصندوق الرفد فكرة المشروع وتم قبول الفكرة في الاجتماع الثاني وإعطائي قرضاً تمويلياً.

ويضيف: كما واجهت تحدياً ثانياَ بعدم قبول اسم السجل التجاري «معاونة» حيث تقدمت بطلب الحصول على السجل التجاري بوزارة التجارة والصناعة بمحافظة الشرقية وتم رفضه وعدم قبوله، فتوجهت إلى أحد مراكز سند في محافظة مسقط التي تسمح بإجراء معاملات السجل التجاري وقدمت عن طريقهم وتم قبول الاسم التجاري، أما الصعوبات التي تواجهنا في تقديم الخدمة فهي عديدة منها منافسة الوافد والعقود الحكومية ومعرفة المجتمع ولكن العقود الحكومية من أكبر العراقيل حيث يتطلب الحصول عليها الكثير من الآليات المعقدة رغم وجود بعضها إلكترونياً وتأخذ الكثير من الوقت ولكن هذا النظام الإلكتروني بطيء جداً وكذلك بطء عملية دفع المستحقات المالية مما اتجهنا للابتعاد كلياً عن العقود الحكومية.

طريقة تقديم الخدمة

وحول تقديم الخدمة بين الراشدي: تعتمد طريقة تقديم الخدمة عن طريق رقمناً وبعدها يتوجه فريق العمل الفني إلى الزبون حاملاً معه جميع الأدوات المطلوبة لتقديم الخدمة، وفريق العمل يضم شباباً عمانياً مؤهلاً حاملاً لشهادات جامعية وذي خبرة علمية وميدانية، وكذلك يمتلكون مهارات التواصل مع الزبائن وكيفية فهم المشكلة ويتم معاينة المشكلة والسعر لتقديم الخدمة.

ويضيف الراشدي: فكرة مشروعي تعتمد أساساً على التعمين، وذات طابع عماني مئة بالمئة، حيث إن الزبون يفضل التعاون مع العُماني لشرح الخلل والعطل الفني، وحالياً يعمل بفريق العمل ثلاثة عُمانيين شباب اثنين من حملة البكالوريوس في الهندسة وموظفة في القسم الإداري تحمل شهادة في الإدارة، والعُمانيون هم من يقومون بإدارة المشروع بدءاً من الإدارة ووصولاً إلى فريق عمل الصيانة التي يتم بتوجيهات منهم ويسطرون على مجريات العمل ويسيرونه بأنفسهم.
وأضاف الراشدي: إننا في عملية توسع مضطرد، وزيادة عدد العاملين في فريق الصيانة والمرحلة المقبلة ستكون في عملية الإحلال وتوظيف خريجي معاهد التدريب المهني الذين يتخرجون بأعداد كبيرة ويمتلكون المهارات العلمية والعملية فنسعى لاحتضانهم في شركتنا وتوظيف إمكانياتهم ومهاراتهم في أرض الميدان.
وأوضح الراشدي بأن جلب العامل الوافد مكلف مالياً بحيث أنها تواجه عراقيل القوى العاملة، وما يرتبط بها كالبطاقة والإقامة، والمسكن، والسفر، والإجازة والتأمين الصحي والتأشيرات وغيرها في حين أن المواطن لا يحتاج لهذه الإجراءات ويمكنه تقديم الجودة بأفضل من الوافد وقدرته مع التواصل مع المجتمع أكثر سهولة.

نصائح لرواد الأعمال المقبلين

وقدم الراشدي نصيحة للشباب العُماني المقبل على المشاريع الصغيرة والمتوسطة وهـــي الصبــــر والجد والاجتهاد وأن ليس هناك شـــيء سهل وليس هناك شيء صعب في تحقيق ريادة الأعمال والبدء في مشروع خاص، وريادة الأعمال تحتاج إلى صبر ووقت كثير لظهور النتائج على السطح وإلى تضحيات والتفرغ كلياً لمشروعه الخاص والوقوف على كل خطوة بنفسه.

دعم المجتمع

وختم الراشدي الحديث قائلاً: إن المجتمع العُماني يتقبل الأفكار الشبابية ويدعمها وخاصة إذا كان المشروع عمانياً بحتاً، وأذكر لك موقفاً بسيطاً على الدعم الذي تتلقاه المشاريع من المجتمع عندما كنا نوصل خدمة لزبون في الأسبوع الفائت وكرضاً عـــن الخدمة التي قدمناها في مجال التكييف قام الزبون بتصوير فريق العمل وهو يعمل ونشرها عبر تويتر، وأثارت تغريدته ضجة بحيث تلقينا اتصالات بالمئات ما بين تهنئة وتشجيع وطلب لنا خدمة.