ايان جونستون - ترجمة: أحمد بدوي
نجح علماء في تحويل الجلد إلى خلايا دماغ وقلب نابض وذلك باستخدام تقنية تشبه الأسلوب المدهش الذي تقوم به بعض الحيوانات مثل السلمندر لتجديد خلاياها. وقال الباحثون إن الطريقة الثورية الجديدة تمثل خطوة مهمة على طريق الوصول إلى اليوم الذي يشهد علاج أمراض القلب التاجية والزهايمر بأنسجة مأخوذة من نفس موضع الإصابة بعد إعادة برمجتها.
وخلال التجارب تحولت خلايا الجلد البشري في الخلايا الجذعية -التي يمكن أن تشكل أي نوع من الأنسجة في الجسم- باستخدام مزيج من المواد الكيميائية، ثم باستخدام مزيج آخر من مواد كيميائية لتحويلها إلى خلايا القلب، وفقا للدراسة التي نشرت في مجلة ساينس Science العلمية. وبالفعل بدأت أكثر من 97 في المائة من الخلايا في الخفقان عندما زرعت في قلب فأر، وأخذت شكل أنسجة قلب سليمة.
وفي دراسة منفصلة نشرتها في مجلة الخلايا الجذعية الخلوية journal Cell Stem Cell ، نجح العلماء في تحويل جلد فأر إلى خلايا جذعية دماغية باستخدام تقنية مشابهة.
وقال دشينج دينج من مركز بحوث معاهد جلادستون في سان فرانسيسكو، والذي قاد الدراسة: هذه الطريقة تقربنا إلى أن نصبح قادرين على توليد خلايا جديدة في موقع الإصابة عند المرضى، وأملنا أن يأتي ذلك اليوم الذي نعالج فيه أمراض مثل قصور القلب أو مرض باركنسون بأدوية تساعد القلب والدماغ في تجديد خلايا الأنسجة الموجودة في نفس المنطقة المصابة. وأضاف أن هذه العملية أقرب إلى التجدد الطبيعي الذي يحدث عند حيوانات مثل سمندل الماء والسلمندر، التي تثير دهشة العلماء منذ وقت بعيد.
وفي السابق كان العلماء قد تمكنوا من إعادة برمجة خلايا ولكن فقط عن طريق إضافة جينات خارجية للخلايا، وتبقى الهندسة الوراثية لخلايا الإنسان قضية مثيرة للجدل، ويعتقد الباحثون في جلادستون أن الطريقة التي استخدموها أكثر كفاءة وموثوقية حيث ينتج عنها إنتاج خلايا جديدة لتحل محل الأنسجة التالفة. وقال د. ديباك سريفاستافا، المؤلف المشارك في الدراسة إن الهدف النهائي في علاج قصور القلب هو إيجاد وسيلة قوية يمكن الاعتماد عليها لجعل القلب ينتج خلايا عضلية جديدة.
وأضاف: إعادة برمجة خلايا المريض نفسه يمكن أن توفر الطريقة الأكثر أمانا وكفاءة لتجديد عضلات قلب ميتة أو مريضة. وفي دراسة خلايا الدماغ تم الحصول على خلايا جذعية عصبية من جلد فئران وتحويلها إلى ثلاثة أنواع رئيسية من خلايا الدماغ وهي خلايا عصبية وخلايا قليلة التغصن وخلايا نجمية عندما زرعت في الفئران. وقال د يادونج هوانج الذي شارك أيضا في الدراسة: مع إضافة قدر أكبر من السلامة يمكن استخدام هذه الخلايا الجذعية العصبية في يوم من الأيام لعلاج استبدال الخلايا في أمراض الأعصاب مثل مرض باركنسون ومرض الزهايمر، وفي المستقبل يمكن حتى تخيل علاج المرضى بمجموعة من الأدوية التي تستهدف الدماغ أو الحبل الشوكي لتجديد شباب خلايا الدماغ في الوقت المناسب.
الإندبندنت