نيويورك – ش – وكالات
بينما معركة تحرير الفلوجة تتواصل، في مساعي القوات العراقية لتطهيرها من تنظيم داعش، يعيش المدنيون في ظروفٍ قاسيةٍ، ويدفعون ثمن هذه الحرب، لاسيما الحقات الأضعف اجتماعيا، ممثلة في الأطفال والنساء.
وفي هذا الصدد؛ أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أمس الأربعاء، عن وجود ما لا يقل عن 20 ألف طفل محاصرين داخل الفلوجة التي تنفذ قوات عراقية عمليات لتحريرها من سيطرة المتطرفين.
وقال بيتر هوكينز ممثل المنظمة في العراق في بيان أنه "وفقاً لتقديرات (منظمة) يونيسف هناك ما لا يقل عن 20 ألف طفل محاصرين داخل المدينة".
وأشار السكان القلائل الذين تمكنوا من الفرار من الفلوجة منذ انطلاق العمليات العسكرية في 23 مايو الفائت إلى معاناة الأهالي العالقين في المدينة جراء نقص الغذاء ومياه الشرب.
وأكد آخرون لا يزالون في المدينة عبر اتصالات هاتفية أن ظروف الحياة قاسية جداً فيما يسكن بضع مئات من العائلات التي استطاعت الهرب من قبضة المتطرفين في مخيمات على اطراف الفلوجة.
وقال هوكينز إن "الأطفال يتعرضون لخطر التجنيد القسري وضغوط أمنية مشددة، إضافة إلى العزل عن عائلاتهم". وأضاف أن "الأطفال المجندين يجدون أنفسهم مرغمين على حمل السلاح والقتال في حرب الكبار وحياتهم ومستقبلهم في خطر".
وجددت منظمة "يونسيف" الدعوة لإنشاء ممرات أمنية تسمح بهروب المدنيين من أهالي الفلوجة. وتتهم الأمم المتحدة تنظيم الداعش باستخدام الأهالي المدنيين دروعاً بشرية في معركته للدفاع عن أحد معاقله الرئيسية.
وعلى صعيد متصل؛ أعرب البيت الأبيض عن تخوفه من إخضاع تنظيم داعش لسكان الفلوجة بالقوة والإرهاب، وذلك بعد تقارير عن تحويل التنظيم السكان إلى دروع بشرية، ومخاوف من عمليات انتقام طائفية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست: كان المجتمع الدولي قلق للغاية حيال مصير مواطني الفلوجة خلال العامين الفائتين. ويأتي ذلك القلق من استخدام تنظيم داعش للترهيب والقوة لإخضاع السكان المحليين، وسط ما تقوم به الحكومة والقوات العراقية هو محاولة لتحرير المدينة.
وفي الأثناء؛ قال المجلس النرويجي للاجئين، أمس الأولإن الأوضاع الإنسانية بالفلوجة في العراق تدهورت بسرعة وقالت عائلات فارة من القرى المحيطة لمسؤولي المجلس النرويجي للاجئين إن المدينة التي تعد معقلا رئيسيا للتنظيم الإرهابي: "تتعرض للهجوم من 3 اتجاهات مختلفة، مما يترك طرقا آمنة قليلة يمكن أن يهرب من خلالها المدنيون".
ويسود اعتقاد بأن نحو 50 ألف مدني محاصرون داخل الفلوجة (50 كلم غرب بغداد). وقال المجلس النرويجي للاجئين إن 554 أسرة فقط تمكنت من الهرب منذ بدء الهجوم العسكري في 21 مايو الجاري.
ميدانيا؛ أفادت مصادر أمنية عراقية بأن القوات العراقية صدت أمس الأربعاء هجوما عنيفا لـ"داعش" على ناحية كبيسة جنوب هيت، وقتلت العشرات من عناصر التنظيم.
وقال قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن قاسم المحمدي إن "قوات الفرقة 7 بالجيش والشرطة ومقاتلي العشائر تمكنوا من صد الهجوم الذي شنه تنظيم داعش اليوم على ناحية كبيسة جنوب هيت".
وأشارت المصادر الأمنية العراقية إلى أن التنظيم استخدم الانتحاريين والسيارات المفخخة في المعارك، منوهة بأن المعارك أسفرت عن مقتل ثمانية من القوات العراقية بينهم ضابطان، إلى جانب مقتل وإصابة أعداد كبيرة من عناصر التنظيم.
على صعيد متصل جدد قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي، أمس الأربعاء، تأكيده على استمرار عمليات تحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم "داعش"، مشيرا إلى مقاومة التنظيم في محاور اقتحام المدينة.
وقال الساعدي في حديث لـ "السومرية نيوز"، إن "القوات العراقية تواصل عملياتها العسكرية لاقتحام مدينة الفلوجة ومن مختلف المحاور والاتجاهات الجنوبية والشمالية والشرقية للمدينة".
وأضاف أن "هناك مقاومة لتنظيم داعش لكنها ليست بالعنيفة وقواتنا تعالجها بكافة الأسلحة وبمساندة طيران التحالف الدولي والقوة الجوية والمروحية للجيش والمدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ".