مسقط -
نظم مجلس الدولة أمس الثلاثاء محاضرة بعنوان «النفط ومستقبل الاقتصاد الخليجي»، بالتعاون مع الجمعية الاقتصادية العمانية، وبحضور عدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة، وعدد من أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، حيث قدمها الباحث والمحاضر في اقتصاديات الكويت ومنطقة الخليج العربية جاسم خالد عبد العزيز السعدون.
تناول المحاضر تطورات الأوضاع الاقتصادية الراهنة في المنطقة، من خلال تقديم نبذة عن تاريخ النفط في المنطقة، وتأثيره على دول المجلس بالإضافة إلى استعراض واقع لنفط والارتفاع الذي شهدته أسعار إنتاج النفط، وانتهاء بالتأكيد على ضرورة تنويع مصادر الإيرادات بدول المنطقة. واستعرض السعدون مستقبل أسعار النفط، مشيرا إلى أن معدل أسعار النفط على المدى المنظور سوف يتراوح ما بين 55-65 دولارا أمريكيا للبرميل، وفي أحسن الأحوال عند الحد الأعلى أو أعلى قليلاً من 65 دولارا أمريكيا، واحتمال تحققه ضعيف، مقدما في هذا الصدد عرضا لنماذج بعض الدول التي نجحت في إيجاد سياسات تحوطية استباقية كالنرويج، وأخرى لم تنجح في ذلك كفنزويلا.
وأوضح السعدون في حديثه التباين في الأوضاع المالية بين دول مجلس التعاون وعوامل القوة والضعف التي تؤثر على مستقبل الأوضاع بدول المنطقة، مقترحا في هذا الصدد بعض الرؤى للخروج من تداعيات أزمة سوق النفط على اقتصادات دول المنطقة والتي تؤكد أهمية بناء استراتيجيات المواجهة بالعمل على تعظيم الفائدة من عناصر القوة، وخفض تكاليف عناصر الضعف إلى حدودها الدنيا الممكنة. وفي ختام المحاضرة تم فتح باب النقاش حيث أثار أعضاء المجلس بعض التساؤلات التي ركزت على أوجه الشبه بين الأزمات الاقتصادية التي مرت بها المنطقة، ومدى قدرة الحكومات على تجاوزها، وإيجاد حلول غير تقليدية وواقعية لحل الأزمة، والوعي المجتمعي بالأوضاع الاقتصادية الراهنة، وأهمية إيجاد شراكة مجتمعية لتجاوزها، إلى جانب وضع رؤى اقتصادية تعتمد على تنويع مصادر الدخل، والاستعانة بأفضل الكفاءات في إدارة القطاعات الاقتصادية .