مسقط - ش
بتكليف من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ترأست وزيرة التعليم العالي معالي د.راوية بنت سعود البوسعيدية أمس الثلاثاء وفد السلطنة المشارك في الاجتماع الخامس عشر للجمعية العامة للجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي "الكومستيك" في العاصمة الباكستانية إسلام أباد.
افتتح أعمال الاجتماع فخامة الرئيس ممنون حسين رئيس الجمهورية الإسلامية الباكستانية، وتناول الاجتماع في دورته الحالية أوراق عمل وبحوثا تسعى للارتقاء بالبحث العلمي في الدول الإسلامية، وتشجيع التعاون البحثي وتسهيله بين الدول الأعضاء. كما ألقي الضوء على منجزات الدول الأعضاء واستعراض تجاربها البحثية والعلمية والأكاديمية، والتي جاءت في إطار توصيات الاجتماعات السابقة.
وألقت معالي البوسعيدية كلمة أكدت فيها حرص السلطنة واهتمامها بدُور المعرفةِ وضرورتِها في اكتسابِ الإمكاناتِ التي تُمكِّنُ من التفاعلِ الإيجابيِّ مع التقنياتِ الحديثةِ، وتكثيفِ الجهودِ لدعمِ وتحفيزِ الإبداعِ والابتكارِ، وأشارت إلى الاهتمامِ المباشرِ من لدُنِ حكومةِ صاحبِ الجلالةِ السلطانِ قابوسِ بنِ سعيدٍ المعظمِ - حفظهُ اللهُ ورعاهُ - بالبحث العلمي، حيث إنَّ مجلسَ البحثِ العلميِ في السلطنة -والذي أتمَّ العامَ الفائت عقدًا من إنشائهِ- عمِلَ خلالَها على تهيئةِ البيئةِ الحاضنةِ والداعمةِ والمحفزةِ للبحثِ العلميِ والابتكارِ منْ أجلِ المساهمةِ في تحقيقِ التنميةِ المستدامةِ المبنيةِ على المعرفةِ، وشرعَ في إعدادِ الاستراتيجيةِ الوطنيةِ للابتكارِ، بالإضافةِ إلى دعمِ جهودِ البحثِ العلميِ في كثيرٍ من المجالاتِ والحقولِ والتي منها: البحوثُ الاجتماعيةُ، والطاقةُ المتجددةُ، وبحوثُ مكافحةِ الآفاتِ الزراعيةِ وسلامةِ وجودةِ الغذاءِ والبحوثِ في مجالاتِ البيئةِ البحريةِ.
كما أكدت على حرص المجلس على مدِّ جسورِ الشراكاتِ معَ المؤسساتِ المختلفةِ بالقطاعينِ: العامِ والخاصِ، وبناءِ الروابطِ معَ المؤسساتِ البحثيةِ الدوليةِ، وتأسيسِ الشبكةِ العمانيةِ للبحثِ والتعليمِ، والتي من المؤمَّلِ أن تسهمَ بشكلٍ فاعلٍ في تطويرِ مسيرةِ البحثِ العلميِ والتعليمِ في السلطنةِ، وإنشاءِ مشروعِ المكتبةِ العلميةِ الافتراضيةِ العمانيةِ، ممَّا يتيحُ للباحثينَ الوصولِ إلى مختلفِ أنواعِ المصادرِ وخدماتِ المعلوماتِ الإلكترونيةِ، ويوفرُ آليةً على المستوى الوطنيِ للوصولِ إلى آخرِ منشوراتِ البحوثِ العلميةِ المحكَّمةِ، وكذلكَ الرقيِّ بأداءِ الباحثينَ وزيادةِ الإنتاجِ البحثيِ وتكوينِ بنيةٍ معرفيةٍ صلبةٍ للأنشطةِ البحثيةِ.
وأشارت إلى مشروع مجمّع الابتكار بمسقطَ والمؤمَّل الانتهاء منه خلالَ العام الجاري 2016 م، وبرنامج دعمِ الابتكارِ الفرديِ الذي يهدفُ إلى توعيةِ أفرادِ المجتمعِ فيما يتعلقُ باقتصادِ المعرفةِ، بالإضافة إلى تدشينِ برامجَ ومسابقاتٍ ذاتِ علاقةٍ بالمنظومةِ الوطنيةِ للبحثِ العلميِ والابتكارِ، وإيجادِ بيئةٍ محفِّزةٍ منْ أجلِ شراكةً مجتمعيةٍ للاستثمارِ في مختلفِ جوانبِ تنميةِ المجتمعِ المبنيِ على المعرفةِ وتفعيلِ منظومةٍ متكاملةٍ معَ المستثمرينَ من أفرادِ المجتمعِ وأصحابِ الأفكارِ الابتكاريةِ الفرديةِ، وإنشاءِ الكرسيِ البحثيِ المتعلقِ بتطبيقاتِ علومِ الموادِ بجامعةِ نزوى بالتعاونِ مع جامعةِ كامبريدج البريطانيةِ، والذي يُعنى بإعداد بحوثٍ علميةٍ، وبناءِ القدراتِ والسعةِ البحثيةِ المحليةِ، والابتكارِ وإدارةِ الملكيةِ الفكريةِ لتحويلِ البحوثِ العلميةِ إلى منتجاتٍ، وبناءِ علاقاتٍ دولية في هذا المجالِ البحثيِ.
وناقش الاجتماع ''خطة العمل العشرية لتطوير العلوم والتكنولوجيا في دول منظمة التعاون الإسلامي''، التي أعدتها الكومستيك بالتشاور مع علماء بارزين من 20 دولة عضواً.
واشتمل الاجتماع على تقارير من مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي، ومنها البنك الإسلامي للتنمية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلم والثقافة (الايسيسكو)، ومركز البحوث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الأعضاء (مركز أنقرة)، بالإضافة إلى تقارير الجامعات الإسلامية في أوغندا وبنغلاديش والنيجر، حول ما قاموا به من نشاطات في مجال العلوم والتكنولوجيا والصحة والتعليم والبيئة.
ويختتم الاجتماع أعماله اليوم الأربعاء بحضور وزراء العلوم والتكنولوجيا للدول الأعضاء.