داعش يستغل مدنيي الفلوجة

الحدث الثلاثاء ٣١/مايو/٢٠١٦ ٢٣:١٩ م
داعش يستغل مدنيي الفلوجة

الفلوجة – بغداد – ش – وكالات

اتهمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس الثلاثاء، تنظيم "داعش" باستخدام المدنيين كدروع بشرية في الفلوجة بالعراق. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الثلاثاء، إن نحو 3700 شخص فروا من الفلوجة منذ بدأ الجيش العراقي حملة قبل أسبوع لاستعادة السيطرة على المدينة من تنظيم "داعش".
وقال وليام سبيندلر، المتحدث باسم المفوضية في بيان له، "لدينا تقارير عن قتلى وجرحى بين الناس في وسط مدينة الفلوجة بسبب القصف العنيف منهم سبعة من عائلة واحدة في الثامن والعشرين من مايو". وأضاف "ولدينا أيضا عدة تقارير عن استخدام المدنيين كدروع بشرية من قبل داعش."
وتقود القوات الخاصة العراقية عملية استعادة مدينة الفلوجة من يد تنظيم داعش، وتتباطأ وتيرة التقدم، بحسب تصريحات لمسؤولين عسكريين عراقيين تفيد برغبتهم في تجنب إيقاع ضحايا بين المدنيين.
وأعلن قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي صد هجوم لتنظيم "داعش" على القوات الأمنية في منطقة النعيمية جنوبي المدينة أمس الثلاثاء.
وقال الساعدي في حديث لـموقع "السومرية نيوز" العراقي إن "أكثر من مئة من عناصر التنظيم، محملين بكافة الأسلحة، انطلقوا من مركز الفلوجة وشنوا هجوما على القوات الأمنية المتواجدة في منطقة النعيمية جنوبي المدينة".
وأضاف الساعدي أن "القوات، وبإسناد من طيران التحالف الدولي والقوة الجوية والمروحية للجيش، تمكنت من صد الهجوم وقتل 75 عنصرا من التنظيم"، لافتا إلى "مواصلة القوات الأمنية تقدمها نحو مركز الفلوجة بعد صد الهجوم".
يذكر أن القوات الأمنية تواصل لليوم الثامن على التوالي عمليات تحرير مدينة الفلوجة من تنظيم "داعش"، وتؤكد المصادر العراقية إحراز تقدم كبير في الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية من المدينة.
من جهة أخرى أعلن ضابط في اللواء 72 بالجيش العراقي، عن مقتل 22 عنصرا من "داعش" غرب مخمور، خلال صد هجوم للتنظيم على مواقع للجيش في القضاء.
وقال الرائد في اللواء 72 للجيش العراقي أمين شيخاني إن "قوات الجيش العراقي صدت فجر اليوم، هجوما لداعش في مناطق كبروك ومهانة وخربردان غرب مخمور"، مشيرا إلى أن "داعش استخدم سيارتين مفخختين خلال الهجوم".
وتقود القوات الخاصة العراقية عملية استعادة مدينة الفلوجة من يد تنظيم داعش. وتتباطأ وتيرة التقدم، بحسب تصريحات لمسئولين عسكريين عراقيين تفيد برغبتهم في تجنب إيقاع ضحايا بين المدنيين.
كما أشار المسؤولون إلى أنهم يعتقدون أن مسلحي تنظيم الدولة نشروا قنابل مخبأة في مناطق شتى من المدينة. ولكن قائد الحملة اللواء سعد حربية قال إن معركة الفلوجة ستكون حاسمة.
وكانت أنباء سابقة قد ذكرت أن الجيش العراقي واجه مقاومة شرسة وهجمات مضادة خلال العمليات العسكرية الرامية إلى استعادة السيطرة على مدينة الفلوجة، معقل تنظيم "داعش".
ونقلت وكالة فرانس برس عن الساعدي قوله إن "القوات العراقية دخلت الفلوجة تحت غطاء جوي من التحالف الدولي والقوات الجوية العراقية". لكن "ثمة مقاومة من جانب التنظيم"، بحسب الساعدي. وتشير تقديرات إلى أن قرابة 50 ألف مدني عالقون داخل المدينة، التي لم يفر منها سوى مئات قليلة من العائلات.
وبحسب بيان حكومي، فقد تقدمت القوات العراقية ومن بينها أفراد من وحدة مكافحة الإرهاب إلى داخل الفلوجة من عدة جبهات. ويعتقد أن تنظيم "داعش" حشد قرابة 1200 مسلحا في الفلوجة.
وقال قائد بالجيش وضابط شرطة إن جنود فرقة الرد السريع أوقفوا زحفهم أثناء الليل على بعد نحو 500 متر من حي الشهداء.
وقال القائد الذي كان يتحدث في معسكر طارق جنوبي الفلوجة الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي بغداد "تعرضت قواتنا لكثافة نارية كبيرة وكانوا متحصنين بالخنادق والأنفاق."
وقال أحد العاملين في المستشفى الرئيسي في الفلوجة إنهم تلقوا تقارير بمقتل 32 مدنيا الاثنين. ولم يتسن التأكد من عدد القتلى من مصدر ثان.
وتحدثت مصادر طبية في المدينة عن أن عدد القتلى في المدينة تراوح بين 30 و50 مدنيا و20 مقاتلا خلال الأسبوع الأول من الهجوم الذي بدأ في 23 مايو.
والفلوجة تحت الحصار منذ أكثر من ستة شهور. ولا توجد منظمات إغاثة دولية في المدينة ولكنها تقدم المساعدة لمن يتمكن من الخروج منها والوصول إلى مخيمات النازحين.
ويثير الهجوم الأخير قلق هذه المنظمات إذ أن أكثر من 50 ألف مدني ما زالوا محاصرين في أحوال تفتقر للموارد المائية والغذائية الكافية، والرعاية الطبية بها ضعيفة.
والفلوجة هي ثاني أكبر مدينة عراقية ما زالت تحت سيطرة مقاتلي داعش بعد الموصل معقلهم في الشمال والتي كان يقطنها قبل الحرب نحو مليوني شخص.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الهجوم على الفلوجة في 22 مايو بعد سلسلة تفجيرات أوقعت أكثر من 150 قتيلا في أسبوع واحد ببغداد وهو أعلى عدد من القتلى يسقط في مثل هذه المدة الزمنية حتى الآن هذا العام. ووقعت أمس الأول أيضا سلسلة تفجيرات أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها وأسفرت عن سقوط ما يزيد عن 20 قتيلا.