مناشدة.. من أجل مطرح

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٣١/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٤١ ص
مناشدة.. من أجل مطرح

ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com

تواصلا لنهج عمود «نبض قلم» في نقل وإبراز وطرح ما يصل إلى بريده الإلكتروني على صفحات السلطة الرابعة وصوت الشعب، الصحافة، لعلها تجد الآذان الصاغية عند الجهات المعنية، هذه مناشدة من القلب من أجل مطرح أحسبها كافية وافية، لم لا وهي نابعة من أحد سكان مطرح الذي ترعرع وتربى بين أزقتها وأسواقها وسواحلها... للمصداقية وللأمانة الصحفية نطرح المناشدة كما جاءت:

«نحن سكان مطرح نعاني ما لا يعانيه غيرنا من ولايات محافظة مسقط وبالأخص مركز الولاية (مطرح القديمة)، إلى متى ونحن ننتظر أن تنفذ الخطط المرسومة على الأوراق وفي كل مرة يختلف المسمى: مرة تطوير ولاية مطرح ومرة تطوير سوق مطرح ومرة أخرى تطوير البنية التحتية لولاية مطرح، وإن كان العرض المرئي الأخير الذي طرح مؤخرا فيه بصيص من التفاؤل والأمل ولكن فترة التنفيذ هي التي قصمت ظهر البعير كما يقولون... قبل ثلاثين عاما بدأت الهجرة من مطرح إلى الولايات الأخرى فلم يبق من سكان مطرح إلا قرابة 10 % من إجمالي السكان الأصليين للولاية، فإذا كانت الفترة القادمة تتطلب 35 عاماً أخرى لتطوير مطرح فسوف نجد سكانا من جيل آخر فيها ربما لا يعرفون عن تاريخ مطرح إلا النزر اليسير مما قد حكى لهم آباؤهم وأجدادهم.

ولو نظرنا الآن إلى القلة الباقية من المواطنين فسنجد أن نفوسهم ضاقت مثل ما ضاقت عليهم أحياؤهم التي يسكنونها، نجد أن الجار لا يحتمل جاره بسبب موقف سيارة أو طفح مياه مجاري أو بسبب المستأجرين الأجانب الذين صاروا للأسف الشديد هم سكان الأحياء القديمة والذين عاثوا في البيوت القديمة التي تمثل الهوية الحقيقية فساداً في ثقافتنا وعاداتنا، بل وصل الأمر في أحيان كثيرة بأن يطالب بخدمات حاله حال المواطن، ناهيك عن الازدحام الشديد أيام المواسم والأعياد.
نحن اليوم صدمنا بخطة التطوير الأخيرة التي ضيعت معها كل شيء كان المواطن البسيط يحاول أن ينجز شيئا في محيط منطقته وكانت الخطط السابقة تتطلب إعادة سكان مطرح ووقف الهجرة منها ولكن اليوم الظاهر انتهى كل شيء.
يطالبون بمساهمة المواطنين كل في حلته لا بأس ولكن أين الخدمات التي تجعل من المواطنين يرجعون لمناطقهم وأماكن سكناهم لا خدمات صرف صحي ولا شبكة اتصالات تغطي المنطقة بشكل جيد ولا مواقف للسيارات ولا ولا ولا؟؟؟؟
أين هم المستثمرون؟.. أقولها بأعلى صوت: هناك مستثمرون عمانيون لهم الرغبة الجادة في استثمار بعض المواقع في الولاية وبالأخص في مواقف السيارات متعددة الطوابق ولكن هناك الكم الكثير من العقبات والعراقيل التي تعترض تحقيق مشاريعهم من جانب بعض الجهات.
وهناك أشخاص لهم أملاك في قلب مطرح القديمة يريدون الاستفادة منها ببعض المشاريع التي تخدم المنطقة ولكن مرة أخرى، الاشتراطات هي العائق، وقد أفصح لي بذلك أحد أبناء الولاية حيث يمتلك 18 موقعاً فقط وسمح له بتجديد 3 مواقع. أقولها في النهاية مجرد كلام ووعود ما يحاولون إسكاتنا به في الوقت الحالي ومشكلة هبوط أسعار النفط هي العذر، والخطة المذكورة بدلا من أن تنتهي في 50 سنة ستصل إلى 70. والله يرحمنا برحمته.
قلاع وأبراج وجبال ووديان وبحر وسواحل كلها محفزات لصناعة سياحية راقية يمكنها أن ترتقي بولاية مطرح وتكون في مصاف المدن السياحية الساحلية الأخاذة فإن كنتم لا تقدرون عليها فاتركوها على حالها وما هي عليه، ربما ستكون أجمل وأحلى في نظر السائح ولتبق مشاريعكم وأفكاركم لكم تنام بدفء الأحلام بدل أن تعثوا فساداً في مطرح بمشاريعكم المئوية التنفيذ».
مناشدة أعتقد أنها كفت ووفت وشرحت واقع الحال بكل أبعاده وكأقرب ما يكون... أتمنى هنا من الجهات المعنية الاهتمام بتطوير ولاية مطرح ولو على مراحل متقاربة بدلاً من الخطط الخمسينية التي ذكرت مؤخرا أو إعطاءها لشركات استثمارية متخصصة بتطوير المدن والأسواق التاريخية إن كانت الاعتمادات المالية هي العائق أو من خلال السماح بإنشاء شركات أهلية من أبناء الولاية فهم أحق.
كم هو جميل أن تكون مطرح المدينة العريقة تجمع بين الأصالة والحداثة. والخوف أن يكون الأمر مجرد أفكار في طي الأدراج.