الشيبانية: تعدد المسارات من أبرز تحديات نظام التعليم

بلادنا الثلاثاء ٣١/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٢٢ ص
الشيبانية: تعدد المسارات من أبرز تحديات نظام التعليم

مسقط - سعيد الهاشمي (تصوير: طالب الوهيبي)

اختتم مجلس الشورى أمس مناقشة بيان وزيـــرة التربية والتعليم معالي د. مديحة بنت أحمد الشيبانية في جلسته الاعتيادية التي عقدت أمس برئاسة رئيس المجلس سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي وبحضور أصحاب السعادة أعضاء المجلس وأمين عام المجلس سعادة الشيخ علي بن ناصر المحروقي.

ودارت نقاشات متنوعة شملت جودة التعليم والتشريعات والسياسات المنظمة للتعليم والتعليم المدرسي الخاص في السلطنة والدراسات والمسابقات الدولية، والموارد البشرية والمؤشرات المحلية، والخصخصة في تقديم الخدمات الداعمة للعملية التعليمية.

واستكمل أصحاب السعادة مناقشة بيان معالي الوزيرة لليوم الثاني على التوالي، حيث ركزت استفساراتهم على مواءمة مخرجات التعليم مع سوق العمل واستراتيجية التعليم وفلسفته، حيث أشارت معاليها إلى أن تعدد المسارات من أبرز التحديات التي تواجه نظام التعليم في السلطنة وكثيرا من الأنظمة التعليمية، وأن هناك توصية في فلسفة التعليم معنية بتحديد المسار وتهدف إلى إيجاد آليات عمل توجه مخرجات التعليم، مؤكدة ضرورة وجود مخرجات وظائف تقنية.

المعلمات خارج مناطقهن

وأشار أصحاب السعادة إلى وجود عجز في تدريس بعض المواد الدراسية، وإلى معاناة المعلمات اللاتي تم تعيينهن خارج مناطقهن، حيث اقترح أحد الأعضاء تعيين خط ساخن لسهولة التواصل.
وحول هذا الموضوع ذكرت معاليها أن الوزارة سعت إلى توفير مساكن للمعلمات والإشراف عليها مع توفير الخدمات اللازمة، كما توجد تنقلات للمعلمين والمعلمات لها أسس وضوابط وفق المتاح من الشواغر.
وحول استفسار أحد الأعضاء عن الاستثمار في مجال المدارس الخاصة، أوضحت معاليها أن هناك تنسيقا بين وزارة التربية ووزارة الإسكان للاستثمار في مجال المدارس الخاصة وفق الضوابط التي وضعتها الوزارة.
وخلال الجلسة نوه الأعضاء إلى ضرورة تفعيل مبادرة تحدث المعلمين باللغة العربية الفصحى أمام الطلبة في المدارس، والتي تعد بوابة التعليم السليم وذلك خوفًا من اضمحلالها، مؤكدين في الوقت ذاته ضرورة إيجاد حل لإشكالية الضعف القرائي لدى الطلبة، وضعف مخرجات المنظومة التعليمية، والحاجة كذلك لرفع كفاءة المعلم.
كما تضمنت مقترحات الأعضاء وجود كاميرات مراقبة في المدارس، وتعديل نظام الدراسة لتكون ثلاثة فصول دراسية عوضًا عن فصلين، وكذلك العمل بالنظام الصيفي والشتوي ومراعاة ساعات الدراسة وقت الامتحانات، بالإضافة إلى ضرورة وجود مؤشرات واضحة لقياس أداء كل مدرسة على حدة. وتضمنت نقاشات الأعضاء الحديث عن بعض جوانب القصور في الإشراف والرقابة وأوجه القصور الإداري في المدارس ومنها انتشار التبغ وسوء التغذية والتسيب المدرسي لدى الطلاب.

جانب من المناقشات

تحدث سعادة توفيق اللواتي معتذرا عن سوء الفهم الذي دار حول مداخلته أمس الأول بالجلسة موجها تحية تقدير وإجلال لجميع المعلمين ومشيدا بدورهم الفاعل.
وأوضح أن أحد التحديات التي تواجه التعليم وجودته هو قلة أيام العام الدراسي، مضيفا أن ملاحظته حول إجازات المعلم لا تنتقص أبدا من جهده.
وتساءل سعادة سلطان الكعبي عن أسباب إيقاف المرشدين الدينيين بالمدارس الذي كان له الدور الكبير؟، كما استنكر كثرة المشاغل المتكررة والتي تستمر أكثر من 3 أيام والأموال التي تصرف لها.
كما تساءل الكعبي عن أسباب لجوء الطالب للدروس الخصوصية ما يكبد أولياء الأمور الكثير من الأموال.
وقالت وزيرة التربية والتعليم إن فكرة التعاون مع «الأوقاف» جاءت من قبل وزارة التربية، مؤكدة أن هناك توسعا في هيكل الوزارة باستحداث دائرة للتربية الإسلامية، ستكون مسؤولة عن الوعاظ بالتنسيق مع «الأوقاف». وأوضحت أن المشاغل على مستوى المدرسة والوزارة قامت برفع المخصصات لكل مدرسة، حيث منحت الصلاحيات للقيام ببعض الأمور وفق احتياجات المعلمين. وأكدت معاليها عدم تشجيعها للدروس الخصوصية، مضيفة أن الوزارة تسعى إلى توعية أولياء الأمور بالجوانب السلبية للدروس الخصوصية، حيث تم إعداد دروس تقوية في المدارس لمعالجة هذا الخلل. ووجه سعادة محمد الحجري تساؤلا للوزيرة قال فيه: في ظل ضعف مستوى بعض المعلمين غير العمانيين لماذا لا نوسع التعاقد مع الخريجين العمانيين ثم العمل على رفع أدائهم؟

رئيـــــس مجلـــس الشورى قال: تبنت وزارة التربيـــة والتعليم واحدا من أهم المشاريع وأكثرها جدوى في المجال التعليمــــــي والتربوي وهو مشروع «التحدث باللغـــــة العـــربية الفصحى»، مطالبا باستمرار المشروع.

بيئة محفزة

ودعا سعادة جمال العبري إلى إيجاد بيئة مناسبة ومحفزة للمعلم والطالب، وإلى مراعاة الطالب في نصاب الحصص، وطالب بعرض المناهج الجديدة على المجتمع التربوي قبل اعتمادها بحيث تتضمن حلولا لاحتياجات الوطن وربطها باحتياجات سوق العمل، كما أشار العبري إلى أن تعويض الدفعات المظلومة من الترقيات (91/‏‏92) لم يتم. وأكد العبري أهمية تعويض المعلمين خلال إجازاتهم السنوية، وقال: من غير المنطقي أن يجلب المعلم الوافد والمعلم العماني موجود. وفي معرض ردها بينت الشيبانية أن مجلس التعليم هو الجهة المسؤولة عن وضع المناهج. وأوضحت أن تعويض إجازات المعلمين يتطلب رفعه إلى الخدمة المدنية، وأن هناك صعوبة لما يؤديه من خلل بالمسيرة التعليمية واستقطاع من الزمن التعليمي، مضيفة أنه سيتم النظر في إمكانية التعويض المالي.
وأشار سعادة هلال السدراني إلى أن المدارس تفتقر إلى قاعات التغذية، وأن الطالب يتناول وجبته في الممرات وتحت الشمس. كما انتقد سياسة التعمين لمعلمي اللغة الإنجليزية واشتراطات الوزارة حول درجة اجتياز اختبار الايلتس بدرجة 6، وطالب بإعادة النظر فيه.
الشيبانية أبدت استغرابها من أن معلم لغة إنجليزية درس 4 سنوات لا يستطيع اجتياز اختبار الايلتس، في حين أن العديد من الطلبة ممن أنهوا الدبلوم العام يستطيعون اجتياز الاختبار بهذه الدرجة، وأكدت عدم التنازل عن هذا الاشتراط.

سعادة خالد المعولي طالب بالنظر في موضوع «إجازات حراس المدارس». وردت الشيبانية بأن الوزارة رفعت مقترحا للخدمة المدنية حول إجازات حراس المدارس، وتم وضع عدد من الضوابط بشأن تعويضهم بإجازات، مشيرة إلى أنه تم إقرار عدد (4 حراس) لكل مدرسة، وفي حالة تغيب اثنين منهم يتم تعويض الحارس بأجر إضافي، ولكن تم إيقاف الأجر بسبب الوضع الاقتصادي. وطالب سعادة أحمد الهدابي بزيادة ميزانية الوزارة، حيث إنها حاليا تمثل (3.6 %) من إجمالي الناتج المحلي، وهناك دول تنفق 20 % من الموازنة للتعليم لأهميته، كما شدد على موضوع الترقيات، وطلب من الوزيرة تحديد موعد الأول من يناير من العام المقبل لصرفها.

الشيبانية أكدت في معرض ردها أنه تمت زيادة ميزانية الوزارة إلى (22 %) من إجمالي إنفاق الدولة، وهي تعتبر نسبة عالية، كما تحدثت عن صرف علاوتين استثنائيتين من ميزانية الوزارة لحملة الدكتوراه من باب التحفيز لهم.
وأكدت أن موضوع الترقيات ليس بيدها، وأنه من غير الممكن بأي شكل من الأشكال تحديد موعد معين لاعتمادها وصرفها.

استراتيجية التعليم

وأشار سعادة محمد الكندي إلى أن 95 % من المعلمين لا يعلمون بوجود فلسفة واستراتيجية للتعليم، وطالب الوزارة بضرورة إشراك المعلم في وضع الخطط والاستراتيجيات. كما أكد ضرورة ترسيخ القيم والمبادئ في المناهج، وطالب بعرض خطط الوزارة في هذا المجال.
وقالت الشيبانية: إن الوزارة أجرت دراسة لتحليل وضع القيم في المناهج الدراسية، وأن النتائج أشارت إلى أن القيم موجودة، ولكنها غير مقننة، كما تحرص الوزارة على إشراك المعلم في صنع الخطط.
وناشد سعادة علي القطيطي الوزارة التركيز على المعلم كونه المحور الأساسي في المنظومة التعليمية، وطالب بوضع حلول لقضية «اغتراب المعلمات».
سعادة سلطان العبري أشار إلى أن مجلس الشورى تقدم بدراسة متكاملة حول موضوع الحافلات ولم يتم الحصول على أي رد من الوزارة. وتساءل العبري: أين أنتم من دراسة متطلبات سوق العمل؟ وقدم اقتراحا بإنشاء صندوق للحالات الطارئة، أشادت به الشيبانية وطلبت الدراسة إذا كانت متوفرة.

وبينت أنه لم يتم المساس بعقود أصحاب الحافلات، وأن شركة النقل تخضع للتقييم، كما تدرس الوزارة إمكانية الاستفادة من معلمي رياض الأطفال للتعليم في الحلقة الأولى. وعند مطالبة أحد الأعضاء بوجود مشرفات في الباصات أوضحت الشيبانية أنه لا توجد اعتمادات مالية لتوفير مشرفات في الباصات.