" الرفد" يدرس تحديات التسويق التي تواجه مستفيديه

مؤشر الاثنين ٣٠/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٠٥ م
" الرفد" يدرس تحديات التسويق التي تواجه مستفيديه

مسقط - ش

فرضت المنافسة في المجالات الاقتصادية المختلفة، سواء محليا أو عالميا، اهتماما كبيرا بالجانب التسويقي ، تسعى من خلاله المؤسسات لصناعة الفارق في تحقيق رقم المبيعات ، كونه يسهم في استمرارية وتواصل عطائها ، حيث يركز في الأساس على المستهلك الذي يملك قرار الشراء أو الامتناع عنه.هذا ما دفع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى حتمية رؤية المستقبل بعين تسويقية ، تسعى إلى التطوير الدائم نحو الأفضل ، وتعتمد على جملة من النشاطات والعمليات التسويقية التي تؤول في محصلتها إلى الفوز برضا الزبون أو المستهلك، وهناك يكمن التحدي، فالتسويق الحديث أصبح من أصعب العمليات خصوصا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التيلا تزال في مرحلة البدء، وتحتاج إلى كثير من الخبرات التراكمية لوضع استراتيجية تسويقية تقوم على أسس علمية صحيحةتتوائم مع التوجه العالمي الحديث، وتحافظ على استمرار تلك المشاريع الوليدة في المنافسة.

أهم التحديات
وكون التسويق أحد أهم التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تجد تلك المؤسسات نفسها أمام منافسة غير متكافئة مع المؤسسات الكبيرة خصوصا في مجال التصدير، وذلك لافتقادها الكثير من الجوانب التسويقية مثل البحوث والدراسات التسويقية المتخصصة، بالإضافة لقلة الكفاءة التسويقية وعدم وجود منافذ تسويقية منتظمة لتعريف المستهلكين محليا وخارجيا بمنتجات تلك المؤسسات، لذاكان لابد لنا أن نفتح ملف التسويق ونستمع للتحديات التي يواجهها مستفيدي صندوق الرفد في مجال التسويق، ونناقشها مع الخبراء لوضع حلول قابلة للتطبيق تسهم في تذليل تلك التحديات والصعاب.

تحديات ومعوقات
أكد العديد من مستفيدي الصندوق الذين استطلعنا آرائهم أن التحدي الأكبر الذي يواجههم في مجال التسويق هو المنافسة مع المؤسسات الكبرى التي تملك مقومات مالية وإدارية كبيرة تنمي من قدرتها التسويقية، وتقلل فرص المنافسة بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
فيما أكد عبد الناصر البلوشي صاحب مشروع صناعة أسياخ اللحام وأحد المستفيدين من الدعم التمويلي بصندوق الرفد على أن المنافسة في السوق في غاية الصعوبة لدرجة أنها تشكل عائق على أصحاب الأعمال الجدد ، خصوصا في ظل عدم وجود أسواق جديدة وضيق الأسواق القديمة بسبب تدفق السلع المستوردة، التي لا نملك بإمكانياتنا التسويقية المحدودة منافستها، لذا أدعو الجهات الحكومية والمحلية الخاصه إلى المزيد من الدعم للمنتج العماني، كونه يسهم في دعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ويرفع القيمة المضافة للمنتج العماني، ويجعل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أكثر قدرة على المنافسة والتصدير للخارج، ويعزز من دورها المستقبلي.
من جهتها قالت خولة بنت ناصر البحرية صاحبة سبورتاج لصناعة وبيع الشكولاتة على الرغم من الدور والجهد الذي يبذله الصندوق في دعم ومساندة أصحاب المشاريع في مجال التسويق، وسعيه الدوؤب لترويج منتجاتهم وتوفير عقود مع القطاعين العام والخاص إلا أننا نظل في حاجة إلى إقامة مؤسسات متخصصة لتسويق منتجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، عبر وضع الإستراتيجيات التسويقية على أسس علمية سليمة.

ذو أهمية بالغة
بدوره ناشد أسعد الحوسني أحد مستفيدي الصندوق وصاحب مشروع الأحذية الملكية بضرورة التواصل مع القنوات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة لوضع تخفيضات كبيرة تتناسب مع الإمكانيات المادية المحدودة لرواد الاعمال الجدد وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
فيما شددت شمسة الشكيري صاحبة مقهى كوفي شوب وإحدى مستفيدات الدعم التمويلي بالصندوق على عدم قدرة المؤسسات الصغيرة على القيام بعمليات الدعاية والإعلان الكافية لمنتجاتهم في وسائل الإعلام المختلفة لضعف الإمكانيات، لأنها ترى أن الدعاية والإعلان ذو أهمية بالغة ، وأن اللجوء للمختصين فيه يكلف أموالا قد لا تتناسب مع عوائد المشروع الوليد.
فيما تنوعت باقي التحديات التي تحدث عنها المستفيدين حول ضعف الترويج الخارجي لسلعهم مما يفقدهم ميزة غزو الأسواق الخارجية لما يفرضه ذلك من نفقات باهظة تفوق قدراتهم، وارتأوا الى ضرورة فتح منافذ لدى الطيران العماني واستهداف رواد الأعمال في مشاركات الجهات الحكومية بالمعارض والملتقيات الدولية بهدف ابراز منتجات المستفيدين.

المعرفة بطرق التسويق الحديثة
من جهته أكد عبدالحكيم بن عبدالله بن خلفان الكهيلي صاحب شركة خاصة بتقديم خدمات استشارية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، على ان اهم التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجال التسويق تعود إلى عدم إلمام رواد الاعمال بالوسائل العلمية للتسويق والترويج, واعتمادهم على الوسطاء في تصريف منتجاتها، بالإضافة الى نقص المعلومات والإمكانيات فيما يتعلق بالتعرف على الأسواق وطبيعة المنافسة فيها والمواصفات المطلوبة، ونقص المعلومات حول التغيرات التي تحصل في الأسعار.
وشدد الكهيلي على أن التسويق العلمي أصبح أحد أهم الثوابت في المؤسسات عموما والصغيرة المتوسطة على وجه الخصوص نظرا للمنافسة الشديدة بين الشركات العابرة للقارات التي تسعى الى رضا المستهلك في كل مكان بالعالم، ورأى أن المفهوم الحديث للتسويق يركز على أن المستهلك هو أساس العملية التسويقية، وعلى جميع العاملين بالمشروع أن يستهدفوا إرضاء المستهلك، حيثأن ارضاء المستهلك يخضع لنوع النشاط المستهدف ويتم تحديد ذلك منذ بداية المشروع، فدراسة الجدوى السليمة التي تقوم على دراسة متأنية للسوق، وعملاؤه قد تكون مدخلا مهما للإستراتيجية التسويقية التي ستنتهجها المؤسسة في مراحلها الاولى.
وأكد الكهيلي على أهمية الإهتمام وعدم التهاون بدراسة السوق (الجدوى التسويقية) قبل الشروع في تأسيس المشروع حيث أن غياب الخطة التسويقية الواضحة، هي أبرز العقبات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في بدايتها لذا تسعى الشركة التي امتلكها الى مساعدة أصحاب الأفكار الإبتكارية في ترتيب علمي ومنظم لكافة انشطة المؤسسة وأهمها النشاط التسويقي .

التسويق الإلكتروني
أجمع جميع المستفيدين الذين استطلعنا آرائهم اعتمادهم على التسويق الإلكتروني في مشاريعهم نظرا لدرايتهم الجيدة به بالإضافة إلى تكلفته الزهيدة ، فمن ناحيته قال أسعد الحوسني:أنه يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي في التسويق لمنتجاته، بالإضافة الى اعتماده على المنشورات والاعلانات الورقية التي تتضمن المنتجات والخدمات التي يقدمها بتصاميم جذابة يتم تغييرها بشكل دوري .
تشارك في الموضوع خولة البحرية صاحبة برستيج لصناعة الشوكلاته وتضيف أنها تعتمد في تسويق منتجاتها على وسائل التواصل الإجتماعي، بالإضافة إلى الاعلانات الاذاعية والتلفزيونية وعبر قناة اليوتيوب ، كما تضيف: نقوم بعمل عروض مميزة وتخفيضات لجذب الزبون، بالإضافة إلى تصميم منشورات وتوزيعها، وشاركتها شمسة الشكيري صاحبة مقهى كوفي شوب الطرق التسويقية، وأكدت أن التسويق الرقمي أصبح أكثر سهولة وأقل تكلفة، لكنها ترى عدم كفاية الترويج في مواقع التواصل الاجتماعي وحده ولا بد أن نتجه للترويج عبر التلفزيون والإذاعة.

من أهم الطرق
من جهته رأى عبد الله البحراني الاعلامي والمختص في مجال تقنية المعلومات أن عملية تخصيص شبكات التواصل الاجتماعي في مجال التسويق الإلكتروني تعتبر من أهم الطرق التي من الممكن استخدامها للوصول لزبائن مؤسسة تجارية معينة أو مؤسسة خدمية, لأنها تقوم على فكرة التواصل الإنساني الذي يقع ضمن الطبيعة البشرية في عملية التعامل والتواصل. وهذا يعتبر فقط جانب واحد من الجوانب المهمة وهي اختيار الطريقة المناسبة. ولكن الاهم في ذلك هو ضمان وصول المعلومة للزبون او المستفيد والحصول على المعلومات الراجعة منه في نفس الوقت مما ينتج عنه بناء قواعد بيانات يتم الاستناد عليها في وضع الخطط الإستراتيجية المستقبلية لتطوير الأعمال وخطط تقديم الخدمات. والمتوفر حاليا من منصات شبكات التواصل الاجتماعي مختلفة التخصصات يعطي اختيارات متعددة ومتنوعة للمؤسسة في انتقاء الأنسب وذلك حسب نوع المعلومة وفئة المستفيد منها من شرائح المجتمع. حيث تمتلك هذه الشركات قواعد بيانات ضخمة للمشتركين بها توفر لأصحاب الخدمات والأعمال امكانية دراسة طبيعة العمل والخدمة قبل تقديمها, ليس ذلك فقط بل تصل قوتها إلى إمكانية تخصيص وصول المعلومة حسب المنطقة الجغرافية والمراحل العمرية.لذا على القطاعات المهتمة في عملية الوصول للمجتمع على اختلاف شرائحه وفئاته ان تقوم بتوظيف شبكات التواصل الاجتماعي بالشكل الصحيح والمدروس لما له من أهمية كبرى في عصرنا الحالي لخلق تواصل انساني حقيقي ينتج عنه ولاء للمنتج واستدامته في العلاقة أيا كان نوعها بين مقدم الخدمة والمستفيد.
وحول أهم الأدوات التسويقية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أشار الكهيلي إلى توجه العديد من الشركات والمؤسسات إلى التسويق الإلكتروني بعد التطور التكنولوجي واستخدام وسائل التواصل في الجانب التجاري وذلك لعدة أسباب منها سهولة الوصول إلى الزبون و توفيرها الجيد للمال والوقت ، كما أن العديد من شركات التواصل أنتجت برامج متنوعة لتسهيل عملية التواصل بين الأطراف على الصعيد الشخصي أو التجاري حيث أسهمت هذه البرامج في نشر ثقافة التسويق الإلكتروني.
واختتم الكهيلي حديثه عن ضرورة الاهتمام بنوعية الإعلان واختيار الجهة المستهدفة بعناية ومعرفة رغبات الزبائن ، فهذه الأسس تساعد على الشهرة وسرعة الانتشار في السوق ، وعلى قدر الجهد المبذول تتحقق النتائج المرجوة وفي بعض الأحيان يحتاج المنتج لبعض الوقت لكي ينتشر ويكون ذا صيت وهنا يجب على صاحب العمل أن لا ييأس ويحاول الاستفادةلتطوير منتجه واعلانه وشركته.