"اعلانات عنصرية " .... اثارت الغضب والجدل

الحدث الاثنين ٣٠/مايو/٢٠١٦ ٠٤:٣٢ ص

بكين – عواصم –
قدمت شركة مسحوق غسيل في شنغهاي اعتذارا محدودا وألغت إعلانا على الانترنت كان قد انتشر بشكل واسع، بعد أن تم وصفه بأنه عنصري.

وقدمت شركة «شنغهاي ليشانج كوزمتيكس ليميتيد» اعتذارها مساء أمس الاول السبت للسود الذين انزعجوا بسبب الجدل الناجم عن الاعلان التجاري الذي حول فيه مسحوق الغسيل رجلا أسود إلى رجل آسيوي ببشرة فاتحة.

وفي بيان على الإنترنت نشر في وقت متأخر أمس الاول السبت، بدأت الشركة بنشر قائمة طويلة من وسائل الاعلام الاجنبية التي تحدثت عن الاعلان ثم قدمت اعتذارها بسبب الجدل الناجم عن محتوى الاعلان. لكن الشركة المصنعة لمسحوق الغسيل «كيوبي» لم تذهب إلى حد الاعتذار عن أي عنصرية في الاعلان نفسه.
وقالت الشركة في بيان باللغة الصينية «بسبب انتشار الاعلان والتفسيرات الواسعة للرأي العام، فإن ذلك أضر بالاشخاص من أصول إفريقية».
ونقلت صحيفة «جلوبال تايمز» الرسمية عن موظف بالشركة قوله «ربما كانت وسائل الاعلام الاجنبية حساسة للغاية».

استياء عالمي

أثار الاعلان الصيني حول ماركة مسحوق لغسل الملابس موجة انتقادات في العالم، في حين لم يثر في الصين الكثير من الاهتمام. ويظهر في اعلان مسحوق «كياوبي» رجلا مفتول العضلات يرتدي قميصاً قطنيا ملطخا بالطلاء وهو يصفر لشابة صينية.

فتطلب منه الشابة ان ينضم اليها قبل ان ترغمه على شرب المسحوق وتضعه في الغسالة. وتجلس الشابة على غطاء الغسالة فيما الرجل يصرخ.
وبعد لحظات قليلة يخرج شاب اسيوي من الغسالة مع بشرة فاتحة اللون مرتديا قميصا قطنيا ابيض ناصعا امام المرأة التي ترمقه بنظرات الاعجاب.
وأثار الاعلان ردود فعل مستنكرة على مواقع اخبارية امريكية عبر الانترنت باعتبار أن الشريط دليل على التمييز الذي يتعرض له السود في الصين.
واعتبر موقع «فوكس. كوم» ان «هذا الاعلان عنصري صراحة. وهو يظهر أن الآراء حول العرق ولون البشرة في الصين قد تكون سخيفة جدا». إلا ان الاعلان لم يثر موجة استنكار مماثلة في الصين.

وكان الإعلان عرض في صالات السينما خلال مايو قبل ان يبث عبر الانترنت وهو لم يشاهد الا الفي مرة على منصة تشارك اشرطة الفيديو الشعبية جدا في الصين «يوكو». اما التعليقات عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي فكانت قليلة.

ويكاد تاريخ الصين يخلو من أي هجرة افريقية إليها، الا ان عدد السكان السود في السنوات الاخيرة بدأ يزيد ولا سيما في كانتون (جنوب) اذ اصبحت البلاد الشريك التجاري الاول لافريقيا. وثمة ميل في الصين الى تفضيل الاشخاص اصحاب البشرة الفاتحة.
ولم ترد شركة «شانغهاي ليشانغ» التي تسوق المسحوق الوارد في الاعلان على اتصالات وسائل الاعلام.

بيع عنصري

في مارس الفائت أثار إعلان لبيع سيارة قام بنشره رجل بريطاني على موقع التواصل الإجتماعي” تويتر” غضب العديد من النشطاء.

وقال صاحب السيارة المدعو «ستيف» في الإعلان : “لا داعي لاتصال مسلمين بي، فلن أبيعهم سيارتي»، مما دفع العديد من مستخدمي“تويتر” إلى تداول صورة الإعلان عبر هاشتاغ «#BuyStevesCar» معبرين عن غضبهم من هذا الفعل.
وأجبرت كثرة الاتصالات “ستيف” على تغيير رقم هاتفه حسبما كتب أحد المغردين أن رقمه مغلق.
ويأتي هذا بعد إلقاء الشرطة البريطانية القبض على رئيس العلاقات العامة ماثيو دويل، بتهمة التحريض على الكراهية، بعد أن كتب على “تويتر” أنه يقوم “بمواجهة” امرأة مسلمة حول هجمات بروكسل التي أسفرت عن مقتل 34 شخصا.

إعلان إسرائيلي

في اغسطس من العام 2008 نجحت «الرياض» ومركز تلفزيون الشرق الأوسط (mbc) عبر تقرير إخباري في وقف بث إعلان عنصري يعود للوكيل الإسرائيلي لشركة نيسان للسيارات اليابانية .

وأعلن وكيل الشركة الإسرائيلي عبر بيان صحفي أن الوكالة «اضطرت لوقف حملتها الإعلانية بناء على طلب من المقر الرئيسي للشركة في اليابان»،
ويصور الإعلان العنصري رجل أعمال خليجي يشتم ويضرب سيارة ذات تقنية تساهم في توفير الوقود بزعم انها ستقلل من أرباح الخليجيين!
وكانت محطة الـ(mbc) قد بثت التقرير في نشرتها الرئيسية.
ولقي تعليق بعض الصحفيين خلال النشرة تناولاً إسرائيلياً إعلامياً واسعاً احتجاجاً على التعليق وبثت التقرير أيضا قناة فوكس نيوز الأمريكية.
وأعرب البعض في تعليقهم على التقرير عن الدهشه من «الخطوة العنصرية للوكيل الإسرائيلي» وقال إن «السوق العربي أكبر بكثير من السوق الإسرائيلي لتسويق هذا المنتج». وأضاف إن الإعلان الإسرائيلي لم يفاجئه لأن «المجتمع الإسرائيلي والكيان الإسرائيلي معروف عنهما العنصرية» واستشهد الزميل هاني وفا بأنه «حتى في داخل المجتمع الإسرائيلي توجد تفرقه بين الأشكناز (الغربيين) والسفاردم الشرقيين)». وتناولت الصحف والفضائيات الإسرائيلية هذه التصريحات بوصفها عنصرية ! وبثت القناتان الأولى والعاشرة الإسرائيليتان تقارير نقلت خلالها تقرير الـmbc والتعليقات عليها التي وصفت التقرير بأنه «وجه نقداً حاداً للكيان الإسرائيلي» وقالت صحيفة (إسرائيل اليوم) في خبرها الرئيسي بعد التقرير «هذا النقد الحاد حظيت به إسرائيل هذا الأسبوع في إحدى نشرات الأخبار المهمة في السعودية، ليس بسبب أعمالها أو مواقفها بل بسبب الإعلان الإسرائيلي لشركة نيسان للسيارات الذي أذيع مؤخراً في إســــــرائيل» وتناولت التقرير عدد من القنوات الفضائية الإسرائيلية كان أبرزها القناة العاشرة المختصة بالشؤون الاجتماعية والاقتصادية لدول الشرق الأوسط.

غضب

في السياق نفسه انتقدت جماعات عربية أمريكية بشدة إعلانا لشركة كوكاكولا سيعرض في نهائي دوري كرة القدم الأمريكية يظهر فيه رجل عربي يسير في الصحراء مع جمل.

وقالت إحدى الجماعات إنها ستطلب من الشركة العملاقة للمشروبات الغازية تغيير الإعلان قبل أن تعرض قناة (سي.بي.اس) المباراة التي يتابعها أكثر من مائة مليون أمريكي. وقال وارين ديفيد رئيس اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز ‹لماذا يظهر العرب دائما في صورة شيوخ فاحشي الثراء أو إرهابيين أو راقصات؟›
وطرحت كوكاكولا مقتطفات من الإعلان على الانترنت الأسبوع الماضي ظهر فيه عربي يسير في الصحراء ثم يرى رعاة بقر وفتيات حسناوات وشخصيات فيلم (ماد ماكس) يتسابقون للوصول إلى زجاجة كوكاكولا ضخمة.
وتطلب كوكاكولا من المشاهدين التصويت على الإنترنت واختيار الشخصية التي تستحق الفوز بالسباق لكن الاختيارات لا تشمل التصويت لشخصية العربي.
وقال عابد أيوب مدير الشؤون القانونية والسياسية في اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز ‹ماذا يريد أن يقول الاعلان بهذا؟ حين لا يشترك العربي في السباق من الواضح أن العربي يوضع في مكانة مختلفة لدى مقارنته بالشخصيات الأخرى في الإعلان.
وقال إمام علي صديقي رئيس المعهد الإسلامي للدراسات الدينية في رسالة بالبريد الالكتروني ‹إعلان المشروبات الغازية المقرر لمباراة نهائي دوري كرة القدم الأمريكية عنصري، ويصور العرب على أنهم متخلفون يركبون الجمال وليست أمامهم فرصة للفوز في العالم›.
وأحجمت قناة (سي.بي.اس) عن التعليق. وقالت لورين تومسون المتحدثة باسم كوكاكولا إن الشركة اتخذت منحى ‹سينمائيا› في الإعلان ووظفت الشخصيات في إشارة إلى أفلام قديمة.