مونتفيديو - (د ب أ): بعد عشر سنوات رائعة وناجحة تحت قيادة المدرب الكبير أوسكار تاباريز، يخوض منتخب أوروجواي لكرة القدم فعاليات النسخة المئوية من بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) بهدف تعزيز مكانته المتميزة على خريطة كرة القدم العالمية.
ويحلم منتخب أوروجواي "السيليستي" أو "السماوي" باستعادة اللقب القاري من خلال هذه النسخة الاستثنائية التي تستضيفها الولايات المتحدة الامريكية من الثالث إلى 26 حزيران/يونيو المقبل ليعزز الفريق الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب كوبا أمريكا والذي يستحوذ عليه حاليا برصيد 15 لقبا مقابل 14 لقبا للأرجنتين وثمانية ألقاب للسامبا البرازيلية.
ولكن اللقب القاري لن يكون الهدف الوحيد لمنتخب أوروجواي حيث يضع الفريق عينه بقيادة تارباريز على استكمال مسيرته الناجحة في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 .
ويتصدر منتخب أوروجواي تصفيات المونديال بعد ست مباريات خاضها حتى الآن وذلك برصيد 13 نقطة وبفارق الأهداف أمام الإكوادور.
وتمثل كوبا أمريكا 2016، التي تستضيفها الولايات المتحدة بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس اتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية (كونميبول) وبداية انطلاق بطولات كوبا أمريكا، فرصة جيدة لتتويج جهود عشر سنوات متصلة قضاها تاباريز في قيادة الفريق والإشراف على جميع منتخبات الشباب والناشئين في أوروجواي.
وخلال السنوات العشر له مع الفريق، صنع تاباريز أسلوبا للفريق ووضع نموذجا للعمل المتواصل كما تغلب على الضغوط والشكوك التي كانت تساور مسؤولي اللعبة واللاعبين والمشجعين والصحفيين.
وكانت أبرز إنجازات تاباريز مع الفريق هي الفوز بالمركز الرابع في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا والفوز بلقب كوبا أمريكا 2011 بخلاف الفوز بالمركز الرابع في كأس القارات 2013 بالبرازيل.
كما نال تاباريز احتراما وتقديرا هائلين من الجميع داخل أوروجواي وعلى الساحة الدولية.
وعلى مدار هذه السنوات التي قضاها تاباريز مع الفريق، توافد على صفوف منتخب أوروجواي عشرات اللاعبين حيث نجح تاباريز في تقديم تعاقب ناجح وطبيعي للأجيال في صفوف الفريق وكانت استعانته باللاعبين الشبان في الوقت المناسب مع تقديره لاعتزال النجوم المخضرمين مثل دييجو فورلان وقلب الدفاع دييجو لوجانو.
واستعاد منتخب أوروجواي، بداية من آذار/مارس الماضي، أحد عناصر القوة الضاربة له بعودة لويس سواريز نجم برشلونة الأسباني إلى صفوف الفريق بعد انتهاء الإيقاف الذي حرمه من المشاركة في المباريات الرسمية مع الفريق على مدار نحو عامين وبالتحديد منذ فرض الإيقاف عليه خلال بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل لعضه المدافع الإيطالي جورجيو كيليني خلال مباراة المنتخبين بالدور الأول للبطولة.
ولكن منتخب أوروجواي أكد أنه لا يعتمد على سواريز بمفرده حيث يضم الفريق لاعبين بارزين في كل الصفوف مثل المدافع دييجو جودين قائد الفريق ونجم أتلتيكو مدريد الأسباني واللاعب الشاب خوسيه خيمينيز زميل جودين في أتلتيكو ولاعب الوسط كارلوس سانشيز (مونتيري المكسيكي) والمهاجم إدينسون كافاني (باريس سان جيرمان الفرنسي) .
واعتمد عمل تاباريز على فلسفة من ثلاثة محاور هي (الشرح والتدريب والتقييم) ولكنه يراهن أيضا بشكل دائم على الابتكار والإبداع في الملعب وعلى المهارات الفردية للاعبيه.
وقال تاباريز : "أحب اللاعبين الذين يحترمون النظام والتعليمات لكنهم يتخذون أيضا القرارات".
نجم الفريق : توج لويس سواريز هدافا للدوري الأسباني لكرة القدم في الموسم المنقضي كما فرض اللاعب نفسه ضمن أبرز الهدافين في الملاعب الأوروبية خلال المواسم الأخيرة. ويحظى سواريز بأهمية بالغة لما يقدمه في الملعب سواء من أهداف أو أداء راق أو من مساعدة لزملائه وتعاون معهم حيث يجيد أيضا صناعة اللعب وتسديد الضربات الثابتة. ونجح سواريز أخيرا في السيطرة على أعصابه داخل الملعب ليؤكد نضجه فعليا.
المدير الفني للفريق : يتسم أوسكار تاباريز بالتواضع الشديد كما يتميز بالاعتماد بشكل كبير على النواحي الخططية مع ترك بعض المساحة للاعبيه من أجل إظهار قدراتهم ومواهبهم الفردية. ويسعى تاباريز دائما لفرض اسلوب لعبه على المنافس وألا يكون فريقه أسيرا لطرق لعب المنافسين. ومع استمراره لعشر سنوات في قيادة الفريق حتى الآن، سيكون تاباريز 69/ عاما/ هو الأكثر استمرارا مع فريقه من بين جميع المدربين في كوبا أمريكا 2016 .
مباريات الفريق في كوبا أمريكا 2016 : يستهل منتخب أوروجواي مسيرته في البطولة بلقاء نظيره المكسيكي في الخامس من حزيران/يونيو المقبل بمدينة فونيكس ثم يلتقي نظيريه الفنزويلي والجامايكي في التاسع و13 من الشهر نفسه بمدينتي فيلادلفيا وسانتا كلارا على الترتيب.
إنجازات الفريق : الفوز بلقب كأس العالم 1930 و1950 وكوبا أمريكا 15 مرة آخرها في 2013 إضافة للمركز الرابع في كأس القارات 2013 .