أمينة ومحمد
أمينة رمضان، سورية من مدينة حلب تملك من العمر 48 سنة. فقدت زوجها على شواطىء ليسبوس بعد رحلة شاقّة. اقترنت به عام 2006 بعد أن التقته خلال دوام عملها في المستشفى حين كانت تعمل كممرضة.
رفض أهل أمينة الزواج بمحمد، وعمر الأخير 38 سنة وهو خريج أدب إنكليزي لكن سبب عدم قبول الأهل بهذا الزواج يعود غلى ان محمد هو من ذزي الإحتياجات الخاصة، لا يقدر على المشي بل يستعمل الكرسي المساعد. لم ترضخ لراي اهلها وتزوجت أمينة من محمد بعد 4 سنوات من التعارف عليه.
حلب وأزمير
بعد أن اشتد سعار الحرب في مدينة حلب، قررت العائلة الصغيرة أن تخرج من المدينة، حاولوا بداية أن يخرجوا بطريقة نظامية دون أن يساعدهم أحد، إلّا أنهم فشلوا. في النهاية وكما الأكثرية من الشعب سلكوا طريقهم إلى تركيا بطريقة غير شرعية وباتوا 10 أيام في أزمير.
البحر والوداع
4 محاولات للسفر غلى أوروبا، 3 منها تكللها الفشل والرابعة كللتها فاجعة.
تروي أمينة كيف صعد زوجها محمد إلى العبارة التي ستنقلهم إلى الجزيرة الأوروبية، وجلس في المؤخرة حيث قيل لها أن الكرسي يجب أن تكون هناك. كل ما كانت تبتغيه هي أن تصل الجهة المقصودة وترى زوجها من جديد، إلّا أن بحيث أن محمد ابتلع مياه فيما حاول المختصون إسعافه على الشاطىء وهذه هي الصورة الأخيرة التي رأته فيها أمينة، لم يصمد محمد كثيراً، قضى. مات.
تعيش أمينة وحيدة في جزيرة ليسبوس بعد أن وصلتها وفقدت زوجها. "حتى ولد لا أملك منه ولا عندي قطعة ثياب له" تضيف أمينة في حوارها مع قناة الـBBC عربي "كل ما املكه هو بعض الصور على جهازي الخليوي، أنظر إليها في الصباح والليل وفي كل الأوقات".
هذه قصة أمينة، إحدى اللاجئات السوريات، التي قست عليها الحياة وباغتتها الإيام. امينة الوحيدة التي تبيع الشاي في المدينة الأوروبية قد يكون هناك المئات ولربما الاف ممن يملكون نفس أو قصة قريبة لهذا الواقع الأليم.
الشبيبة