مسقط-ش
اختتمت الجمعية العمانية لهواة العود مساء الأربعاء الفائت الدورة التدريبية التأسيسية التاسعة للمستجدين من الجنسين في العزف على آلة العود والتي بدأت بتاريخ 16 فبراير واستمرت لمدة ثلاثة أشهر حيث شارك فيها حوالي أكثر من 50 مشارك من الذكور الذين تم تقسيمهم الى مجموعتين وقام بتدريبهم كل من د. مدثر أبو الوفا وخالد التويجري، وأكثر من 12 مشاركة من الاناث وقام بتدريبهن الفنان سالم المقرشي.
وبدأ الحفل بكلمة ألقاها مدير الجمعية فتحي بن محسن البلوشي الذي أكد فيها على أهمية هذه الدورات التدريبية التأسيسية للمستجدين وحفلاتها الختامية والتي تعتبر بداية المشوار في مجال العزف على آلة العود، وهي القاعدة الأساسية التي يتم من خلالها أخذ القواعد النظرية والعملية في كيفية العزف على هذه الآلة الشرقية، وهذا النهج الذي تنتهجه إدارة الجمعية لبناء قاعدة من المواهب الجيدة والمتمكنة في العزف الصحيح والسليم على آلة العود، خاتما حديثه بالشكر للحضور الداعمين لهؤلاء المواهب من أساتذة وفنانين ومتذوقين لآلة العود.
وتنوعت فقرات الحفل ما بين عزف أكاديمي وشرقي وعربي وتخلل المقطوعات عزف منفرد لتبرز بصمة المشاركين من الجنسين على أوتار العود، وشارك في العزف كل من رائد الفارسي على آلة الأورج ونعيم البلوشي وتركي الهادي على آلة الايقاعات كانت أولى فقرات برنامج الحفل عزف سألوني الناس وهي من الأغاني المشهورة للفنانة فيروز وعزف أغنية حلوه عمان التي تردد في المناسبات والحفلات.
وأبدع المشاركون في عزف الأعمال الأكاديمية مثل عزف (دولاب راست) و(سماعي دارج راست) من تأليف الفنان عبد المنعم عرفه وعزف (دولاب بياتي) و(سماعي بياتي) وهي من التراث، ومقطوعة (ذكرياتي) تأليف محمد القصبجي وعزف أغنية (بنت الشلبية) تأليف سيد درويش، وتخلل هذه الفقرة عزف منفرد لعدد من المشاركين لإبراز مهاراتهم في العزف على آلة العود.
كما كان للغناء مساحة مع العزف الجماعي، فتناغم اللحن مع الكلمة وتفاعل الجمهور مع الأغاني التي تم اختيارها بإتقان فأبدع الفنان الصاعد محمود النوفلي في أداء أغنية (نسّم علينا الهوى)، في حين تناغمت الأصوات مع أجمل أغاني الفنان الراحل سالم الصوري (يا حلوه يا جاره) التي أداها محمد الخروصي بإتقان، وختمت هذه الفقرة بالأغنية التراثية (هوه يا زينه) بصوت الفنان محمود النوفلي.
وحرصت الجمعية العمانية لهواة العود على التدريب المستمر لمخرجاتها من الدورات التدريبية الفائتة، وذلك من أجل تطوير مهاراتهم وتدريبهم على بعض المقطوعات الموسيقية من مؤلفات الأعضاء المبدعين الذين ظهرت بصمتهم الإبداعية في التأليف الموسيقي الذي تعتبره إدارة الجمعية إنجاز آخر لها يضاف لرصيدها وتفتخر به وبأعضائها من عازفي الجمعية المحترفين.
وأعدت الجمعية برنامجا تدريبا قام كل مؤلف بتدريب مجموعة من الأعضاء على مؤلفته الموسيقية، ومن خلال هذا الحفل خُصصت مساحة لعرض هذا التدريب وهو النتاج الأول الذي سيعقبه نتاجات لمؤلفات أخرى من أعضاء الجمعية.
كانت البداية مع مقطوعة (سماعي همس) تأليف الفنان يوسف اللويهي وهي من الأعمال ذات الحس الراقي وظهرت ابداعات المؤلف الذي شارك مجموعته في العزف من خلال ترنمه على عوده في العزف المنفرد، ثم أبحر العازفون الى الحضارة الغربية من خلال مقطوعة (رصيف نيويورك ) تأليف الفنان المجيد نبراس الملاهي، التي امتزجت بالطابع الغربي وتوظيف آلة العود في تناغم أوتاره الشرقية مع لون الجاز، في حين كانت مؤلفة الفنان المتمكن زياد الحربي (ولع الهمس) جاءت بهمسات وترية وبأنغام تنوع فيها حس الفنان المتمكن من ريشته وولعه بعوده، وتخلل المقطوعات توزيع صولوهات للعازفين المتدربين ليضعوا بصمتهم في العزف على آلة العود.
وأختتم برنامج الحفل بظهور (آلة القربة) هذه الآلة التراثية والتي لها محبوها فقدم عازف القربة مبروك العلوي عدد من الأغاني التراثية العمانية والعربية والخليجية وذلك بمصاحبة الايقاعات، فكانت ختاما مبهراً تمازجت في الألحان الايقاعية مع تفاعل كبير من الحضور.
وأخيرا قام فتحي البلوشي بتقديم شهادات المشاركة على جميع المشاركين من مدربين ومتدربين في هذه الدورة، ومن مساهمين في هذا الحفل وذلك تعبيراً عن شكر الجمعية للجهود المبذولة في نجاح هذا الحفل.