هل نحن محترفون؟!

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٩/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٤٥ ص

خميس البلوشي
amrad77@hotmail.com

انتهى في شهر أبريل الماضي الموسم الكروي الثالث الذي يندرج تحت بند (الاحتراف) ولم يكن هذا الموسم بافضل حالاً من الموسمين السابقين، الهموم تكبر والصراخ يعلو والآذان صماء ولا أحد يعترف بالواقع الذي نعيشه.. نعود إلى عنوان هذه المساحة هل نحن محترفون فعلاً؟! الحقيقة على مستوى ومعنى كلمة الاحتراف فنحن بعيدون كل البعد عنه ..وإن كان بمبدأ النسب المتفاوتة فنحن نخطو خطوات ثقيلة جداً .. وإن كان حسب ما صرح به رئيس الاتحاد بأن العقود المكتوبة بين اللاعب والنادي تعني أننا محترفون فهذا موضوع آخر لا يقبله العقل ولا المنطق ولا حتى تقبله كرة القدم نفسها..

مع كل التقدير للجهد المبذول، ثلاثة مواسم مضت دون أن يكون هناك التطور الملموس الذي كنا نتوقعه ودون أن يكون هناك دعم حكومي للمشروع والحكومة كما تعلمون طلبت التريث في تنفيذ هذا الاحتراف ودراسته بشكل أعمق لأنه يتطلب أعباء مالية كبيرة لكن هناك من أراد لعب دور البطولة لغرضٍ في نفسه..
ثلاثة مواسم والجدال حول الاحتراف مستمر وتذكرون مثلا قبل بداية الموسم الماضي كيف أن عددا من الأندية طالبت بإلغاء مسمى الاحتراف عن دورينا لسبب بسيط وهو أن الاتحاد قال سنوقف الدعم بداعي ترشيد الإنفاق ..ناهيك عن مشاكل المستحقات المالية للأندية والحكام وغيرها الكثير ..هذه الهشاشة لا تبني مشروعاً قوياً وهذا الانفراد بالتنفيذ بعيدا عن الحكومة لا يؤسس لنجاح قادم..العالِم(بكسر اللام) بأحوال الأندية يعرف حجم الديون التي تراكمت عليها وحجم المشاكل المتعلقة بالعقود والمطالبات المالية وكذلك حجم المال المطلوب للعمل قبل بداية كل موسم...هل نحن محترفون أيها الإخوة ؟! التناقض العجيب والغريب في الموضوع أن الجميع ومنهم المسؤولون عن كرة القدم العمانية يتحدثون وينتقدون في كل مناسبة واقع أنديتنا المرير ومشاكلها الإدارية وكيف يصل بها الحال الى أن ثلاثة أو ربعة أشخاص هم من يديرون النادي مضافاً إليها الواقع الأكثر إيلاما وهو ضعف أو ندرة الحالة المادية فيها وأنها لا تملك الدخل الثابت ولا المنشآت الاستثمارية التي تدر المال وأنها تعتمد على هبات الداعمين وأشياء كثيرة جداً تعلمونها جميعا ..رغم كل ما سبق يمارسون سياسة فرض الواقع ويصرون على الأندية تطبيق الاحتراف والالتزام بالمعايير ومن ثم العيش في وهم لا نهاية له ..كيف نطبق هذا المشروع المهم والكبير في بيئة لا تملك أدنى الشروط المطلوبة للتنفيذ؟! كيف بأندية لا تملك ملعباً صالحاً للتدريب أن تكون محترفة؟! وكيف بأندية لا يزيد الدخل الشهري الثابت لبعضها عن ألف ريال أن تكون محترفة؟! وكيف بأندية لا تملك إلا حافلة واحدة لجميع فرقها أن تكون محترفة؟! وكيف بأندية لا تستطيع دفع مكافأة الفوز للاعبيها أن تكون محترفة؟! وكيف بأندية يديرها متطوعون هواة أن تكون محترفة ؟! ثم إننا ومع كل تلك الصورة المزعجة التي تشوه كلمة الاحتراف نحن في الأصل لا نملك الشرط البديهي والأساسي للاحتراف وهو تفرغ اللاعب !! معظم اللاعبين إن لم يكن جميعهم موظفون في جهات مختلفة وتعلمون جميعا كيف أن بعض الجهات تمنع تفريع اللاعب لناديه وأن اللاعب أحيانا يصل قبل المباراة بوقت بسيط والأندية تشتكي والمدربون يشتكون واللاعبون يتذمرون ولا مجيب ..هل هذا هو الاحتراف ؟! معادلة مختلة الأركان ..لا الأندية قادرة على التنفيذ ولا اللاعبون متفرغون لكي نسميهم مجازا محترفين.. ما هذه الفلسفة العجيبة ؟! اليوم علينا مراجعة المشروع وليس التراجع عنه -أكرر-وليس التراجع عنه..نحن ماضون في طريق شائك رغم أن كل شيء واضح.. وليس من مصلحتنا الاستمرار في الخطأ لأن الدائرة تتوسع.. انتهى عهد التنظير وتجميل المشهد والتصريحات الناعمة وعلينا أن نقترب أكثر من الواقع حتى نستطيع الانطلاق للأفضل لأن الإصرار على هذا النجاح المزعوم ستكون له آثار سلبية كبيرة ومن الخطأ الجسيم وغير المقبول بتاتاً أن نصدق بأننا محترفون فقط لأن لدينا عقود احتراف موثقة بين النادي واللاعب، فالفرق الأهلية في مسابقة شجع فريقك تملك ذلك أيضاً..فهل نحن محترفون؟!