فلسطين تشيد بالدور الريادي للسلطنة

الحدث الأحد ٢٩/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٢٢ ص
فلسطين تشيد بالدور الريادي للسلطنة

القاهرة - خالد البحيري
ثمن القائم بأعمال وزير الإعلام الفلسطيني د. محمود خليفة الدور العماني في دعم القضية الفلسطينية، وما تبذله الدبلوماسية العمانية على مختلف الأصعدة من أجل إقرار حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.

أيادٍ بيضاء
وقال إن السياسة الهادئة والحكيمة لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- تلقى الترحيب الكامل والتقدير من جانب كل الفلسطينيين قيادة وشعبا، كما أن أيادي جلالته البيضاء موجودة في كل ركن من أركان فلسطين، ويعتز ويفخر بها كل مواطن عربي.
وأضاف خليفة في حوار لـ"الشبيبة" على هامش مشاركته في اجتماعات وزراء الإعلام العرب بالقاهرة: تدرك السلطنة بحكم الوعي والفهم لمجريات الأمور أن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى وأن السعي نحو حلها من شأنه إشاعة الاستقرار والأمن ليس في المنطقة العربية بل في كل أرجاء العالم.
وتابع: أثرت "رياح الربيع العربي" على الدعم الإعلامي العربي للقضية الفلسطينية وانشغلت الفضائيات والصحف بمتابعة أخبار ونتائج التطورات التي حلت بالمنطقة العربية منذ العام 2011، وقد استغلت إسرائيل ذلك وتوسعت في بناء المستوطنات وعملت على التغيير الديموغرافي للقدس وما حولها.

وعي السلطنة
كيف تنظرون للدور العماني فيما يخص القضية الفلسطينية؟
الفلسطينيون قيادة وشعبا يقدرون المواقف العمانية الداعمة لقضيتهم، وما تتخذه السلطنة من قرارات وتدابير مساندة للتحركات العربية في هذا الصدد، ولعل ذلك نابع من أمرين: الأول: أن السلطنة تؤمن وتدرك أنها جزء من هذه الأمة العربية وبالتالي قضية فلسطين هي قضيتها، ولا تتخذ هذه القرارات على أساس برتوكول وإنما من أجل مساندة ودعم الشعب الفلسطيني الأعزل، والحفاظ على القدس بما لها من مكانة في قلوب المسلمين.
أما الأمر الثاني فنستطيع أن نجزم أن ما تمارسه السلطنة بقيادة جلالة السلطان قابوس - حفظه الله ورعاه - والدبلوماسية العمانية من سياسة هادئة وحكيمة أمر مقدر من الجميع، فهي تتخذ قراراتها استنادا لدورها الفاعل في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني، وإيمانا بالقضية الفلسطينية لأنها قضية العرب الأولى.
ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نشكر دور سلطنة عمان على كل الدعم المقدم لأشقائها في فلسطين، وننتظر منها مزيدا من الدعم والمساندة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، كما عهدناها دوما.

الإعلام العربي وفلسطين
هل خصمت تغطيات ومتابعة ما يعرف بـ"الربيع العربي" من رصيد القضية الفلسطينية في وسائل الإعلام العربية؟
نعترف بصراحة بأن الكثير من وسائل الإعلام العربية ذهبت بعيدا عن التركيز حول القضايا المهمة، وذهبت لنقل صورة الحرائق والدمار الذي لحق بالدول العربية من جراء يد خفية، ولا نريد أن نشير إلى جهة محددة أو نتهم طرفا معينا، ولكن علينا أن نعترف أن ابتعاد الإعلام العربي عن دعم القضية الفلسطينية بسبب ما تعانيه الدول من أزمات داخلية كان خطأ كبيرا، والكل يعلم أن القضية الفلسطينية هي لب الصراع العربي الإسرائيلي، أو الإسرائيلي العربي، وهي القضية الأهم في الوطن العربي، وإذا حُلت القضية الفلسطينية واستقر الشعب الفلسطيني فإن العالم كله سيكون بأمان واستقرار، من كل المؤامرات التي تحاك ضده وعلى مختلف الصُعد .
وقد انتبه العالم العربي إلى مسألة مهمة وهي أن سلطة الاحتلال اشغلت العالم العربي بقضايا جانبية من أجل أن تتوفر لها الفرصة الكافية والكاملة لإعادة صياغة الاتفاقيات التي وقعاتها بشأن القدس، ومن أجل كسب الوقت لبناء مزيد من المستوطنات والتوسع الاستعماري في الأراضي الفلسطينية، ومن ثم فرض وقائع جديدة تمس الواقع الجغرافي في القدس.

لدينا وسائل إعلام ناطقة بلغات أجنبية متعددة.. هل لها تأثير في دعم القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي؟
عندما ننظر إلى حجم وسائل الإعلام العربية الناطقة باللغات الأجنبية الحية سنجد أنها ليست بذات التأثير، وذهبت إلى جانب الترفيه أكثر من أن تقدم لأجيالنا القادمة المضمون الإعلامي والثقافي والتربوي والسياسي الصحي السليم، بينما نجد الأخر ركز على ضرورة التأثير في العالم العربي من خلال إلصاقه بصورة نمطية، ليس لها علاقة بالثقافة العربية أو التراث أو التاريخ العربي، وهذا يجعلنا نذهب في هذا الاتجاه إلى مسألة مهمة جدا، وهي أن "هوليود" بكل مخرجاتها ذهبت إلى إتهام العربي بالمتطرف والمسرف والجاهل، وفي نفس الوقت لم يرد الإعلام العربي ولو بعمل إبداعي واحد يؤكد بأن العربي ليس بهذه الصورة، وأن المثقف والمبدع العربي هو جزء من هذه المنظومة الكونية، ويريد أن يكون شريكا في صناعة المستقبل ويحمل الثقافة والعلم والحضارة التي تؤهله أن يكون جزء منه. فلا شك أننا بحاجة إلى عمل إبداعي عربي كبير بعيد عن التطرف ويحمل رؤيتنا وثقافتنا كأمة عربية تريد أن تكون جزء من المجتمع الدولي.

التنسيق العربي الفلسطيني
بنظرك.. هل التنسيق بين السلطة الفلسطينية والجامعة العربية على المستوى المأمول؟
لا شك أن البيت العربي الذي أنشئ من أجل فلسطين وهو جامعة الدول العربية يعود الآن من جديد لاتخاذ القرارات المناسبة من أجل فلسطين، والتركيز على هذه القضية، واستخدام كل الامكانيات والآليات من أجل القدس ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، واتخاذ القرارات التي من شأنها أن تؤثر على مصادر القرارات الدولية.
وقريبا سوف يحل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ضيفا على جامعة الدول من أجل تقديم شرح واف لتطورات القضية من أجل إطلاع الأشقاء العرب على المستجدات خاصة ما يتعلق بالمبادرة الفرنسية لتحريك عملية السلام والتي رفضت من جانب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتنياهو، وكذلك المبادرة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

برأيك.. ما أبرز التحديات التي تواجه العرب على الصعيد الإعلامي؟
نحن أمام مجموعة من المتغيرات التي يعيشها عالمنا العربي، وكان على الإعلام العربي أن يقدم تاريخه وثقافته وحضارته العربية للأخر، ولكن للأسف لم يسع الإعلام العربي لنقل هذه الصورة ونسي كل هذه القيم ، وبات يبحث عن ثقافة الاستهلاك وعن مصالحه الشخصية فاختلت البوصلة، رغم أن كل الثقافات والعلوم الأوروبية ارتكزت في تقدمها على ما قدمه أسلافنا العرب في الطب والرياضيات والهندسة والعلوم، وبالتالي الأمر يحتاج الآن إلى قرار وموقف جاد يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح فيما يتعلق بأولويات واهتمامات الإعلام العربي .

نقل الصورة الحقيقية
ألا ترى دورا لإعلامنا في حلحلة القضية الفلسطينية؟
بالطبع نعم.. نقل الصورة الحقيقية عن كل ما يدور في القدس وفلسطين وما يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل من ظلم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى العالم الخارجي لنصرة القدس، فكل ما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في القدس وبيت لحم وأريحه، وفي الخليل، كلها تأتي في إطار رؤية الأخر، وأنا أؤكد عندما أتحدث عن رؤية الآخر "الإسرائيلي" ، فأنا أتحدث عن المتطرف الفاشي الذي يريد أن يذهب بالمنطقة إلى حالة من الانفجار، فهذه القضايا إذا ما أخذت وقدمت للرأي العام العالمي، ستتحول إلى قرارات دولية تدفع سلطة الاحتلال وحكومته المتطرفة إلى الالتزام بالمواثيق الدولية وتنفيذ القرارات والاتفاقيات ذات الصلة، والانكفاء والانحصار مرة أخرى والانسحاب من حياة الفلسطيني ومن التأثير السلبي في مجالات التنمية والبناء بفلسطين .

الإعلام شريك في التنمية.. هل تتفق معي؟
بالطبع.. نحن نتحدث عن إعلام حتى هذه اللحظة شريك في بناء المستقبل، ويحمل رؤية ومسئولية مجتمعية، فنحن لا نريد إعلاما ناقلا وإنما نريد إعلاما متفاعلا، يحمل رسالة التنمية والبناء والمستقبل وهمّ وطموحات الشباب والمرأة والأطفال والشيوخ والفلاحين والمزارعين، فكل هذه القطاعات تحتاج من إعلامنا التركيز على الاهتمامات، فهناك إعلام يتحدث بسلبية عن كل القرارات التي تتخذها المؤسسات الحكومية وهذا خطأ كبير، على الإعلام أن يوضح لصاحب القرار ما هي احتياجات المواطن ويطالب المسئولين بضرورة تأمين حياة الناس، وفي نفس الوقت يوضح للمواطن أنه شريك في العملية التنموية، وبالتالي من مصلحة المواطن أن يكون جزء فاعلا فيها، فمن مهمة الإعلام أن يوجه الطرفين نحو الصواب " المواطن - والمسئول " ومن مسئولياتنا جميعا أن نعدل مسيرة الإعلام نحو الوجه الصحيح .
فالبعض يريد تسمية العربي أو رمي تهمه أن العربي متطرف وجاهل ولا يمكن أن يكون شريك في بناء تنموي، وأنه غير قادر على أن يكون جزء من المنظومة الدولية، ولكن على العكس نحن لدينا رؤية شاملة عربية تسعي إلى البناء التنموي السليم وتسعي إلى بناء الإنسان الفاعل والمتفاعل في المجتمع، وتسعي إلى توضيح أن مهمة المسئولين هي تقديم الخدمات وأن نكون خدام للمواطن العربي أينما كان.
فبعض وسائل الإعلام العربي الممولة التي تحمل الأجندات ذهبت بنا إلى مساحات بعيدة عن الحقيقة وعن نقل الصورة الحقيقية للدولة والمؤسسة الرسمية والثقافة العربية التي تري في نفسها أنها جزء فاعل ورئيسي في بناء التنمية.