عدد السوريين المحاصرين قد يرتفع

الحدث الأحد ٢٩/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٢١ ص
عدد السوريين المحاصرين قد يرتفع

عواصم – ش – وكالات
قال مسؤول العمليات الانسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبريان أن عدد المدنيين السوريين المحاصرين من قبل مجموعات مسلحة أو القوات الحكومية السورية ارتفع ب 75 ألفا ليبلغ الإجمالي 592 ألفا و700 شخص.
واوضح المسؤول ان الرقم السابق كان 517 ألفا و700 مدني لكن مدنيين آخرين باتوا محاصرين منذ مارس 2016 في حي الواعر بحمص الذي تحاول القوات الحكومية استعادته.
وبحسب المصدر ذاته فان 452 الفا و700 محاصرون من القوات الحكومية خصوصا في ريف دمشق. وهناك 110 آلاف شخص محاصرون من "تنظيم داعش" في دير الزور (شرق) و20 الفا محاصرون من "جبهة النصرة" ومجموعات اخرى في ادلب.
وهناك عشرة آلاف محاصرون من مجموعات مسلحة والجيش السوري في مخيم اليرموك الفلسطيني قرب دمشق. وعلق المسؤول الدولي قائلا "هذه الارقام صادمة لانها تظهر تدهورا واضحا لوضع المدنيين في الوقت الذي تسري فيه هدنة وقف الاعمال القتالية" في سوريا منذ نهاية فبراير 2016.
واضاف "يجب ان تنتهي فورا العقوبة التي يعانيها المدنيون" مبديا اسفه لكون "تدخل وتضييقات اطراف النزاع، وخصوصا الحكومة ، مازالت تمنع وصولا فعالا للمساعدة" للمدنيين السوريين.
واكد مجددا انه في حال استمرار العراقيل وعدم تمكن قوافل برية من الوصول الى المناطق المحاصرة، فان الامم المتحدة تعتزم بداية من الاول من يونيو القاء المساعدة بالطائرات.
وقال ان الحكومة السورية لم تسمح للامم المتحدة بنجدة سوى 14 بلدة وعرة المنافذ في حين طلبت الامم المتحدة الوصول الى 35 بلدة ضمنها حلب والواعر.
لكن السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري رفض هذه الأرقام مؤكدا أن بلاده سمحت بوصول 19 قافلة انسانية من 26 طلبتها الأمم المتحدة في مايو، لكن ثلاثة قوافل فقط ارسلت فعليا.
وأضاف السفير "ان مسالة وصول المساعدة الانسانية موضع تلاعب". وقال أن الأرقام التي تقدمها الامم المتحدة "بعيدة عن الواقع وتقوم على مصادر غير موثوقة".
وتعد مسألة تحسين وصول المساعدات الإنسانية من الملفات التي تعوق استئناف المفاوضات السورية في جنيف. وكان المبعوث الدولي إلى سوريا أعلن الخميس الفائت أنه لا ينوي استئناف هذه المفاوضات قبل اسبوعين أو ثلاثة.
وعلى صعيد متصل؛ قالت الكاتبة جنين دي جيوفاني إن إبادة جماعية تجري ببطء في سوريا بينما الدبلوماسيون يثرثرون، وأضافت أن المجموعة الدولية لدعم سوريا اجتمعت في جنيف أوائل الشهر الجاري لمحاولة تقرير مصير الشعب السوري، لكن المجتمعين غادروا من دون أن يتوصلوا سوى لوعود بمحاولة وقف الأعمال العدائية.
وأشارت جيوفاني إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سبق أن صرح بأن التحدي يكمن في مدى إمكانية تحويل هذه الاحتمالات إلى اتفاق حقيقي على الأرض في سوريا، وأنه أشار إلى "إطار سياسي" لسوريا موحدة وغير طائفية.
وأضافت أن هذه التصريحات التي يطلقها الدبلوماسيون لا تعني شيئا بالنسبة للمقاتلين على الأرض في سوريا الذين يحاولون السيطرة على مزيد من المناطق بالبلاد التي تعصف بها الحرب الدامية منذ سنوات.
وأشارت الكاتبة إلى أن القذائف والبراميل المتفجرة تتساقط على مدينة حلب بينما تحوم المروحيات ويسمع أزيزها في السماء، وأن مدينة داريا قرب دمشق تتعرض لحصار قاس يفرضه عليها الجانب الحكومي منذ 2012، وأن أكثر من ثمانية آلاف نسمة فيها يتضورون جوعا.
إلى ذلك؛ قال المحلل السياسي روبيرت وورث، مؤلف كتاب "الغضب للنظام.. فوضى الربيع العربي من ميدان التحرير إلى داعش،" إن سوريا ستبقى منقسمة جراء ما تشهده من حرب في الوقت الحالي، وذلك في رد على سؤال حول ما الذي يتوقعه لدول الربيع العربي بشكل عام وسوريا بشكل خاص؟.
وأوضح وورث في مقابلة مع الزميلة كريستيان آمانبور لـ "سي أن أن": أعتقد أن سوريا ستبقى منقسمة بين غرب سوريا التي ستحكم من قبل الرئيس الأسد أو ربما شخص آخر، سواء أردنا ذلك أم لا، ثم سيكون هناك دولة كردية في الشمال، أما في الشرق فسيكون هناك نوع من الأراضي القفراء."
وأضاف: "اعتقد أن السؤال المهم في المستقبل هو حتى وإن هزمنا داعش وحقق التحالف الدولي انتصارا على التنظيم فمن سيقوم بتولي حكم تلك المناطق؟ وكيف يمكن أن توجد دولة قادرة على الحكم في تلك المناطق؟"
وتابع قائلا: "اعتقد أن علينا الانتظار لوقت طويل، وحتى ذلك الوقت أعتقد أننا سنرى فشل دول، لا أعتقد أن دولا جديدة ستولد مع استثناء محتمل لكردستان العراق التي تعتبر دولة إلى حد ما حاليا."