ارتفاع تسعيرة الوقود يزيد الطلب على "العادي"

مؤشر الأحد ٢٩/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٠٣ ص
ارتفاع تسعيرة الوقود يزيد الطلب على "العادي"

مسقط - سعيد الهاشمي

بعد سنوات طويلة من عدم تقبله كوقود لسياراتهم إلا فيما ندر، عاد ما يطلق عليه "البنزين العادي" إلى الواجهة بقوة فأصبح الطلب عليه كثيراً متساوياً أو متجاوزاً ربما الطلب على "الوقود الممتاز" بعد رفع الدعم الحكومي عن الوقود وتغير تسعيرته شهرياً.
وأفاد مستهلكون بانتقالهم من تعبئة الوقود الممتاز إلى الوقود العادي في المركبات الصغيرة. كما أكد عاملون في محطات وقود ازدياد الطلب على الوقود العادي مقابل الممتاز.
وفيما تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي بعض المعلومات التي تبين الوقود المناسب للمركبة، يؤكد مختصون أفضلية تعبئة السيارات الصغيرة بالوقود الممتاز، مشيرين إلى أن دليل السيارة هو الموضح الوحيد لما يناسب المركبة.
خبير الهندسة الميكانيكية بالهيئة العامة لحماية المستهلك م.عبدالرزاق عثماني يقول: كتيب الإرشادات الذي يأتي من الجهة المصنعة للسيارة يحدد نوعية الوقود المناسب للاستعمال في المركبة بحسب طبيعة عملها، وليس كل ما يتداول في مواقع التواصل الاجتماعي صحيحاً، ولكن في الغالب فإن مركبات ذات الدفع الرباعي التي تزيد سعة محركاتها عن 2.5 لتر يمكن استعمال البترول العادي لها (دون أي تأثيرات جانبية)، أما بالنسبة للمركبات الخفيفة (الصالون) والتي يمكن تعبئتها بالوقود العادي فيما هي في الأصل مجهزة لاستخدام الوقود الممتاز فإن ذلك يؤثر على محركها على المدى البعيد، لأنه يرهق المحرك أثناء الفترة الزمنية للاحتراق الخليط (الهواء والبترول).

رقم الأوكتان

وأضاف عثماني: تم وضع سلم قياسي للوقود، وهو رقم الأوكتان، فكلما زاد الرقم دل على وقود سهل الانفجار، وانخفاض الرقم يدل على وقود ذي قدرة انفجار (توقيت الاشتعال) عالية.
وبين عثماني أن رقم الأوكتان يعد أهم خصائص البنزين، وهو مقياس لقدرة البنزين على مقاومة الاحتراق المبكر: فمثلا 87 أوكتان تعني أن البنزين له كفاءة تشغيل مثل خليط من 87 % ايزو أوكتان، 13% هيبتان. وعندما يكون رقم الأوكتان مرتفعا فإنه يكون أكثر صلاحية وسلاسة في الاحتراق، أما عند انخفاض نسبة الأوكتان فتنخفض جودته وسلاسته في الاحتراق.
كذلك، يقول وليد السالمي، فني في إحدى وكالات السيارات، إن الفرق بين الوقود العادي والوقود الممتاز هو فقط اختلاف الأوكتان، فالوقود العادي يكون فيه الاوكتان أقل عن الوقود الممتاز، حيث تكون نسبته في العادي 87 إلى 91 %، أما في الممتاز فتكون نسبته من 92 إلى 95 %، وهنالك بنزين آخر يستخدم لسيارات السباق ويكون الأوكتان فيه مرتفعاً جداً قرابة 98 %.
وأضاف وليد السالمي أن كل مركبة حديثة يأتي معها كتيب للإرشادات، ومن ضمن هذه الإرشادات بيان نوعية الوقود المناسب للاستخدام فيها: هل هو بنزين عادي أو ممتاز، فبعضها يتناسب معها الوقود العادي والأخرى الممتاز، وإذ استخدم البنزين العادي في المركبات التي يتناسب معها الوقود الممتاز تظهر الكثير من الأعطال بعد مدة من الزمن كوجود أصوات، كما أن استجابة المحرك (العزم) تقل نسبياً، والعكس صحيح، فالكثير من السيارات لا تحتاج أكثر من نسبة 90 % من الأوكتان، وما يحدد ما هو المناسب للسيارة هو صانع السيارة، أي الكتيبات الإرشادية.

نسبة الرصاص

المهندس يعقوب السالمي، أحد العاملين في شركة تنمية نفط عمان، قال إن الفرق بين الوقود العادي والممتاز يكمن في نسبة الرصاص.
وأوضح "يكون الرصاص في البنزين العادي أكثر من الممتاز، وحينما يستخدم في المحرك يؤثر على حركة "البستنات" حيث لا يكون الاحتراق كاملاً في محرك السيارة، ومع مرور الزمن يترسب الرصاص على "البستنات" فتصبح حركة "البستن" ضعيفة، ما يتسبب بمشاكل في محرك السيارة.
وأكد السالمي أن تأثير الوقود العادي قد لا يكون على المدى القريب ولكن يظهر تأثيره على المدى البعيد، والنصيحة هي باستخدام الوقود الممتاز، ولكن بعض السيارات تمتاز بمحرك قوي لا تؤثر عليه نسبة الرصاص مثل السيارات الأمريكية.
ودعا السالمي الجميع إلى اتباع الإرشادات الموجودة في السيارة عند شرائها لمعرفة نوع الوقود المناسب لها، وما إذا كان الوقود العادي لا يؤثر في المحرك.

إحصائيات

وتشير الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن إنتاج وقود السيارات النوع العادي (90) خلال شهر يناير الفائت بلغ 389 ألفاً و700 برميل بنسبة ارتفاع قدرها 74.3 في المئة، مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2015 التي شهدت إنتاج 223 ألفاً و500 برميل من وقود السيارات العادي.
وبلغ إنتاج الوقود الممتاز مليوناً و465 ألف برميل بنسبة انخفاض قدرها 17.5 في المئة عن الفترة نفسها من العام 2015 التي شهدت إنتاج مليون و775 ألفاً و400 برميل.

العادي أنسب للقديمة

هلال الهاشمي، أحد مستوردي المركبات، يقول إن نصف المركبات ذات موديلات من 2005 فما دون، وهذه المركبات يتناسب معها العادي كونها قديمة نوعاً ما، مثل السيارات الأمريكية والكورية واليابانية، على عكس السيارات الألمانية التي يفضل استخدام الممتاز لمحركاتها.
لكن بدر الهاشمي، أحد المهتمين بعالم السيارات، يقول إنه لا فرق بين نقاوة العادي والممتاز وإن المركبات يتناسب معها العادي، مشيراً إلى أنه أصبح يستخدم الوقود العادي لسيارته اليابانية الصغيرة الحجم والمحرك.
أما شهاب المعمري فيقول إن الوقود العادي أقل نقاوة وبه شوائب مع كونه أرخص سعراً، وأنه على المدى البعيد يضر بمحرك السيارة. ويضيف: استخدمت لسيارتي الوقود العادي الذي أثر على محرك السيارة ما كبدني مبلغاً كبيراً لإصلاح الأعطال.
ويقول سعيد الجهوري إنه بات يستخدم الوقود العادي. وحينما سألناه عن تأثير ذلك على مركبته قال:عزم السيارة جيد ولم تظهر أي أعطال.
وأبدى حمد الكيومي، صاحب حافلة ركاب، تخوفه من استخدام البنزين العادي، وقال: أنصح باستخدام الوقود الممتاز لأنه لا يرهق المحرك عند احتراقه، وهو يحافظ على المحرك أكثر من الوقود العادي.
يذكر أن اللجنة المكلفة بدراسة وتحديد أسعار بيع المنتجات النفطية ستعلن غداً الاثنين التسعيرة الجديدة للمنتجات النفطية (العادي والممتاز والديزل) لشهر يونيو المقبل، أما حالياً فإن سعر لتر الوقود من نوع الممتاز (M-95) يعادل161 بيسة وسعر لتر الوقود من النوع العادي (M-90) يبلغ 149 بيسة في تسعيرة مايو الجاري.