صلالة - ش
نجح قسم الجراحة العام بمستشفى السلطان قابوس في صلالة، الذي يترأسه د.سالم أحمد تبوك، استشاري أول في الجراحة العامة، في إجراء عملية جراحية نادرة جداً لإنقاذ حياة مريض تعرض لحادث سير ولحقت به جراء ذلك إصابات بالغة الخطورة وتهدد حياته شملت الرأس والصدر والبطن والأطراف.
أجريت العملية المعقدة على يد د.غولاش، استشاري أول في الجراحة العامة، وبمساعدة فريق من الجراحين بالمستشفى.
وكان المريض يقود سيارته دون ربط حزام الأمام، وتعرض لإصابة في صدره نتيجة الاصطدام بعجلة القيادة. وعندما تم نقله لقسم الحوادث والطوارئ في المستشفى كان ضغط دمه منخفضاً، وكان يعاني من قصور في الدورة الدموية. كما أنه واجه صعوبة في التنفس حيث كان الهواء يتسرب من رئتيه إلى الخارج (تجمع هوائي تحت الجلد). وقام الطاقم الطبي في قسم الطوارئ بمحاولة إنعاشه وأخضعه للتنفس الصناعي كي تبقى أعضاؤه الحيوية قادرة على العمل. وكشفت الأشعة عن تراكم للهواء والدماء حول الرئتين والقلب وتجويف الصدر، وإثر ذلك قام الفريق المعالج بإدخال أنابيب في الصدر كي يتم التخلص من الهواء والدم المتجمع في الصدر.
وعندما تم قطع أجهزة التنفس الصناعي عن المريض أخذ يسعل بشدة ويختنق، ولم يكن قادراً على بلع لعابه فقد كان يلفظه إلى الخارج على الدوام، ولذلك كان جسمه يعتمد على السوائل المغذية التي يتم ضخها إلى جسمه عن طريق أنبوب متصل بأوردته. كما أظهرت الأشعة المقطعية وفحوصات الباريوم ونتائج منظار القصبة الهوائية وكذلك منظار الجهاز الهضمي وجود تمزق في المريء والقصبة الهوائية في منتصف الصدر، ما أدى إلى اتصال المريء بالقصبة الهوائية وجعل الطعام يجد طريقه إلى القصبة الهوائية.
ويبلغ احتمال وفاة المريض في مثل هذه الحالات نسبة تصل إلى 100 % تقريباً وذلك في حالة عدم التدخل الجراحي، وينخفض خطر الوفاة إلى 20 % في حالة التدخل الجراحي.
كما تبين من بعض الفحوصات التي قام بها الجراحون وجود (منطقة متصلبة في منتصف الصدر) نتيجة لالتهاب ولم يكن من الممكن فصل الأنسجة عن بعضها البعض، فقام الجراحون بقطع المريء من أعلى وأسفل نقطة اتصاله بالقصبة الهوائية وتركوا جزءاً منه ليحل محل جدار القصبة الهوائية، وقاموا أيضاً بفصله عن القصبة الهوائية في المنطقة العلوية من الصدر ثم قاموا بمد المعدة من الأسفل إلى العنق كي تلتقي بالمريء، وأخيرا، أجرى الأطباء عملية ربط المريء بالمعدة داخل العنق.
ولم يواجه المريض أي مضاعفات أثناء فترة نقاهته بعد العملية وصار قادراً على تناول طعامه حين ترخيصه من المستشفى.
يذكر أنه خلال مئة عام لم يواجه العالم سوى 61 حالة مماثلة. وكما يبدو فإن هذه سابقة لمستشفى السلطان قابوس أن تُجرى مثل هذه العملية الجراحية المعقدة في السلطنة.