سينما لفقراء نيودلهي

مزاج السبت ٢٨/مايو/٢٠١٦ ٠٤:٣٨ ص

نيودلهي - رويترز
توفر قاعة عرض بدائية تحت جسر شيد قبل 140 عاما في العاصمة الهندية متنفسا لسائقي عربات الريكشا والعمال المهاجرين الفقراء للهروب من مصاعب الحياة اليومية والحر القائظ إلى عالم بوليوود الساحر من الأغاني والرقصات وقصص الحب.
ويوفر الجسر الحديدي الذي يعلوه الصدأ سقفا لدار العرض التي تعرض أربعة أفلام في اليوم وتغطي أرضها وجدرانها قطع قديمة من القماش تم شراؤها بأسعار زهيدة من فرن لإحراق الجثث.
وجمع المنظمون مدخراتهم لتأجير شاشة تلفاز ومشغل للأقراص المدمجة وفرض رسوم دخول قيمتها عشر روبيات (15 سنتا أمريكيا) وهو ما نسبته واحد على مئة من سعر تذكرة الدخول في أفخر دور العرض بالعاصمة.
وقال محمد نور الإسلام وهو تاجر خردة وأحد رواد دار العرض تحت الجسر المطل على نهر يامونا إن مشاهدة الأفلام تمنعه من ارتكاب رذائل مثل تعاطي المخدرات والمقامرة.
والكثير من الرجال يدمنون القمار والمخدرات والكحول ويمضون وقتهم في الشرب أو التدخين."
وتابع نور الإسلام الذي جاء إلى دلهي من ولاية البنغال الغربية في شرق البلاد قبل أربعة عقود وهو صبي في العاشرة من عمره "لكن بعضا منا لا ينغمسون في هذه الرذائل ويأتون هنا لمشاهدة الأفلام.
وتوفر القاعة المظلمة متنفسا للعمال من عملهم في الشوارع المزدحمة المختنقة بسبب الحر الذي تجاوزت درجات حرارته 47 درجة مئوية.
ومع حلول الليل تصبح دار العرض ملاذا ليليا لمن أمضوا يومهم في الحر القائظ، ويدير إشفاق وهو أحد مؤسسي دار العرض كشكا صغيرا للأطعمة بالقرب من الدار، وقال إنها مكان ممتاز للناس كي يستريحوا بعد ساعات من العمل الشاق.
ويقدم إشفاق وجبات تتراوح أسعارها بين خمس وعشر روبيات، وفي يوم عادي يستخدم نحو 100 شخص دار العرض لمشاهدة الأفلام والاستراحة والنوم.