القدس المحتلة – نظير طه – زكي خليل
أعلن وزير حماية البيئة في حكومة الاحتلال، أفي غباي، من حزب «كولانو»، أمس الجمعة، عن استقالته من منصبه بعد سنة تقريبا من توليه المنصب. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن قرار غباي بالاستقالة نابع من ضم رئيس حزب «يسرائيل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان، إلى الحكومة.
وكان غباي قد صرح خلال اجتماعات مغلقة بأن ضم ليبرمان لحكومة الاحتلال وتعيينه وزيرا للأمن هي «خطوة لن يتمكن من التعايش معها».
وقال غباي عن انضمام ليبرمان إلى الحكومة، إن «الخطوات السياسية الأخيرة وتغيير وزير الأمن هي بنظري عمل خطير يتجاهل ما هو مهم لأمن الدولة وسيؤدي إلى المزيد من تطرف الشرخ في الشعب».
وأضاف أن هذه أيضا خطوة تمنعه من الاستمرار في عمله بإخلاص، «وهذا خط لا يمكنني أن أكون شريكا له وهذا أمر جوهري بنظري يمنعني من الاستمرار كعضو في الحكومة».
ويذكر أن ضم ليبرمان إلى الحكومة أدى إلى استقالة وزير الأمن في حكومة الاحتلال، موشيه يعلون، يوم الجمعة الفائت، حيث أعلن عن اعتزاله الحياة السياسية لفترة محددة.
ويعتبر غباي أحد أكثر المقربين من رئيس حزب «كولانو» ووزير المالية، موشيه كحلون، الذي لا يتوقع أن يعين عضو كنيست آخر من حزبه مكان غباي.
الحكومة السيئة
وعقب عضو الكنيست نحمان شاي، من كتلة «المعسكر الصهيوني» المعارضة، على استقالة غباي قائلا إن «حجرا آخر يسقط من سور نتنياهو، وصوت عاقل آخر يغادر الائتلاف المتطرف والمهووس. رئيس الحكومة يضحي بدولة إسرائيل ومستقبلها على مذبح بقائه السياسي. وسنعمل في كمعارضة مقاتلة من أجل كبح هذه الحكومة السيئة».
يأتي ذلك في وقت يحاول فيه رئيس حزب «يسرائيل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان، بعد انضمامه إلى حكومة الاحتلال وتعيينه وزيرا للأمن، تحسين صورته المألوفة كسياسي قومي متطرف ومنفلت من عقاله، ويسعى إلى تهدئة مخاوف قادة الجيش الإسرائيلي والمسؤولين في وزارة الأمن.
الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت عدّ وصول ليبرمان إلى رأس قيادة الحرب، مؤشّرًا للتصعيد، وتوقّع أن تزداد احتماليّة أن تتحوّل الأحداث العاديّة إلى مواجهات كبيرة، غير أنّه اعتبر في ذات الوقت أن انضمام ليبرمان إلى الحكم سيفرض عليه قيودًا أكبر مما هي عليه في المعارضة حيث كان بإمكانه أن «يطلق تصريحاته يمينًا ويسارًا كما يشاء».
ورأى شلحت أنّ انضمام ليبرمان يعكس التطورات الداخليّة الإسرائيلية التي حتّمت هذا الائتلاف الهادف لتعزيز سيطرة اليمين على الحلبة السياسية الإسرائيلية، في ظلِّ تراخي المعسكر اليساري وانزياح المجتمع نحو اليمين المتطرّف.
وقال إبراهيم جريس المختص في الشؤون الإسرائيلية إن «ليبرمان ليس المتطرّف الشاذ في حكومة نتنياهو». وأضاف أنّ ليبرمان ينساق مع توجهات حكومته التي تعدّ الأكثر تطرّفًا، في إشارة إلى التشريعات والقوانين العنصرية المناهضة للفلسطينيين.
تطرّف ليبرمان
وحول قرار التصعيد بخوض أيّ حرب مقبلة، قال جريس: «إذا كان هناك قرار استراتيجي لشن حرب، لن تنتظر إسرائيل تطرّف ليبرمان»، مبيّنًا أنّه وبالرغم من تراجع مكانة الجيش الإسرائيلي داخل المؤسسة الحاكمة، إلّا أنّ قرار خوض الحرب من عدمه يظلّ في يد الجيش أكثر مما هو في يد ليبرمان».
ورأى المحلل السياسي هاني حبيب «أنّ الحديث عن مخاوف وصول ليبرمان لقيادة وزارة الحرب الإسرائيلية «مبالغ فيه» باعتبار أن سياسة ليبرمان لا تختلف عن مكوّنات الحكومة التي يقودها نتنياهو وتتماشى مع توجهاته «لا تحتاج إسرائيل إلى ليبرمان لشنِّ حرب، هي ستقوم بذلك بدون الحاجة إليه إذا أرادت».
وطرح المحلل السياسي عماد غياظة سببين لتولي ليبرمان منصب وزير الحرب؛ الأول: أنّه جاء لسدّ الطريق أمام عملية السلام والجهود الفرنسية والأمريكية، ولمواجهة أي ضغوط أمريكية قد تمارس في نهاية ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بينما جاء السبب الثاني لتعزيز مكانة نتنياهو وحكومته، ولو مؤقتًا، في ظلّ بعض التخوّفات من الملاحقة بتهم الفساد.
ويعتقد غياظة أن ليبرمان سيلتزم بنهج حليفه نتنياهو ولن يخرج عن طوره، ولن يقود وصوله لمواجهة مع السلطة الفلسطينية، حيث يعتقد ليبرمان أنّ وجودها يحقق مصلحة إسرائيل، مضيفًا أن ليبرمان سيخفف من حدّة تصريحاته العنيفة تجنبًا لإثارة القلاقل.