العوابي - محمد بن هلال الخروصي
تزخر ولاية العوابي، إحدى ولايات محافظة جنوب الباطنة، بالعديد من المواقع والأماكن السياحية، إلا أنها تعاني من ظاهرة مقلقة منتشرة في قراها ومناطقها وهي ظاهرة رمي المخلفات بأنواعها في أراض خصصت للمواطنين.
وأصبحت تلك المواقع بحاجة إلى تسوية لتعود إلى ما كانت عليه سابقاً وإزالة المخلفات المتراكمة منذ فترة عليها، حيث يتساءل الأهالي عن الجهات الرقابية ودورها في التصدي لهذه الظاهرة.
حول هذا الموضوع التقت "الشبيبة" عضو مجلس الشورى ممثل ولاية العوابي سعادة هلال بن عبدالرحمن الخروصي الذي قال: إن ظاهرة رمي مخلفات المنازل والسيارات في الأراضي السكنية تشكل خطراً على صحة الإنسان والبيئة فهي تهدد الحياة الفطرية كونها سلوكا غير حضاري وبهذه الظاهرة تنتشر القوارض والحشرات وتؤدي إلى تكاثرها وانتشارها في الأحياء السكنية وتصل إلى المزارع القريبة من تلك الأراضي.
وأضاف: أتمنى من المواطنين والمقيمين أن يحرصوا على نظافة الأراضي السكنية التي لم يتم بناؤها وإلقاء المخلفات في الأماكن المخصصة لها لكي نحافظ على بيئتنا سليمةً خالية من التلوث بمختلف أنواعه.
جهود توعوية
وقال عضو المجلس البلدي ممثل ولاية العوابي زاهر بن خلفان الخزيري إن ظاهرة رمي المخلفات من الظواهر السيئة التي تستدعي أن تكثف الجهات المعنية التوعية لتبصير المجتمع بخطرها حيث يعتبر رمي المخلفات ظاهرة غير حضارية وتعطي انطباعا سلبيا للزوار والسياح.
وأشار المكلف بأعمال مدير إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة جنوب الباطنة خميس بن حمود السعدي إلى أن الإدارة تقوم بدور بارز وملموس في التصدي لظاهرة نقل الأتربة وأن هناك فريق عمل يعمل بصفة مستمر حيث تم رصد جملة من المخالفات لهذه الظاهرة المقلقة، داعيا الجميع للتكاتف والتعاون لما فيه الصالح العام.
سلوك غير حضاري
وقال منصور بن ناصر البحري إن رمي مخلفات المنازل والسيارات في الأراضي السكنية سلوك غير حضاري يشوه المظهر العام وينبغي التعامل مع هذه المخلفات بشكل أفضل كإعادة التدوير فيمكن أن ننتج صناعات جديدة ومفيدة للمجتمع من هذه المخلفات مثل الحدائق والمشاتل من إطارات السيارات أيضا واستراحات جميلة وإبداعية من هذه المخلفات.
وأضاف البحري: يمكن طمر المخلفات بما يسمى الطمر الصحي تجنبا لمخاطرها على البيئة والمجتمع المحلي.
وقال سامي بن ياقوت الخروصي: مما يؤسف له رمي بعض الناس مخلفاتهم المختلفة بشتى أنواعها في الأرضي السكنية، متسائلا: أين هؤلاء الناس من النظافة التي دعا لها رسولنا الكريم، وأين هم من الصحة التي هي مطلب ومقصد كل شخص؟
وقال أيوب بن محمد العوفي إن ما يبعث في النفس الأسى ويثير الحفيظة لدى المخلصين من أبناء الوطن التساهل في تشويه الطبيعة الخلابة لبلدنا مع وجود قوانين وجهات مختصة تصون هذه الطبيعة وتحافظ على جمالياتها.
وأضاف العوفي أن رمي مخلفات البناء على ضفاف الأودية وبالقرب من المناطق الصناعية والسكنية شاع في الآونة الأخيرة حتى أصبح ظاهره في ظل غياب الرقيب المختص.
وأكد أن ولاية العوابي تعد من الولايات التي تتميز بجذب سياحي وتتميز بطبيعة جمالية خلابة تميزها عن بقية الولايات ولكن ما يحز في النفس أن نرى بين جنبات الطبيعة مخلفات البناء ملقاة على ضفاف الوادي وبخاصة في منطقة الصبيخاء التي تعد وجهة سياحية مميزة طيلة أيام السنة ومخلفات أخرى بالقرب من المنطقة الصناعية وأخرى في مناطق سكنية كالظاهر والمحدوث وأخرى في وادي بني خروص وأماكن أخرى كثيرة.
وتساءل عن التدابير التي اتخذتها الجهة المختصة بالولاية كونها المسؤولة في هذا الشأن حيث ان هذه المخلفات تشوه المنظر العام والحضاري للولاية وتؤثر على البيئة وتجمع بين ركامها الحشرات ونواقل الأمراض وتشكل خطرا على الأطفال لما تحتويه من مكونات حادة مثل الحديد والأخشاب المتكسرة.
وطالب بتخصيص مكان لرمي المخلفات والعمل على تثقيف المقاولين وممارسة دور رقابي بشكل ملموس.
فرق تفتيش
وقال عبدالله بن موسى الخروصي: ما نراه اليوم في ولايتنا من رمي مخلفات المباني وحطام السيارات هو شيء مزعج حيث يتطاير حطام المخلفات ويجلب الأمراض من خلال الرياح المصاحبة إلى المنازل، راجياً من الجهات المعنية التدخل في أسرع وقت وإيجاد مكان خاص لرمي هذه المخلفات بعيدا عن المساكن.
وطالب بفريق خاص بالتفتيش على المخططات السكنية البعيدة عن المدينة باستمرار.
وقال طلال بن علي الهطالي: الجميع مسؤول في الحفاظ على ارض الوطن. ومن المظاهر التي يجب التصدي لها مشكلة رمي المخلفات في غير الأماكن المخصصة لها التي بدورها تؤثر سلبا على الصحة العامة والحياة البيئية من خلال رمي عدة أنواع من المخلفات مثل مخلفات البناء ومخلفات ورش النجارة ومخلفات ورش السيارات.
وأضاف الهطالي: يقوم البعض برمي زيوت السيارات المستعملة وصبها على الأشجار والتربة حيث تتسرب داخل التربة وتقتل الطبيعة، كما يتم تلويث المياه الجوفية من خلال تسرب الزيوت وتشويه المنظر العام، وتتكدس المخلفات بشكل كبير.
وقال: مِمَّا يؤسفني أنه لا توجد لافتات تدل على منع رمي المخلفات، وأقترح على الجهات المعنية تبني إعادة تدوير لهذه المخلفات بجميع أصنافها، وكذلك وضع قوانين صارمة تحد من هذه الظاهرة.
وقال شيخان بن سعيد الشريقي: أصبحت ظاهرة الرمي العشوائي للنفايات المنزلية تشوه الوجه الحضاري للأحياء السكنية وتجاوزت هذه السلوكيات غير الحضارية حدود السيطرة رغم الجهود المبذولة من قبل رجال النظافة وسهرهم على تنظيف الأحياء والأماكن العامة، حيث من الملاحظ قيام البعض برمي هذه المخلفات في الأودية والشعاب أو رميها في مخططات سكنية غير مبنية، ما يتسبب بظاهرة بيئية خطيرة، وفي بعض الأحيان قيام بعض الأسر كذلك بحرق هذه المخلفات قرب المنازل، ما يسبب انبعاث غازات سامة تؤثر سلباً على الأفراد. لذا نرجو من الجهات المختصة التصدي لهذه الظاهرة السيئة بتعزيز الوعي لدى المواطن والمقيم.