غدير الحبسية
إلى من سأنثر كلماتي، وإلى من سأعزف آهاتي، ومن سيستمع إلى صرخاتي، هاج الكيان ولم تعد الروح ترغب بالحياة، والقلب يتمزق أشلاء انتثر فتاتها في كومة الأحزان، مجبرة على الصمت، لم أعد أطيق الحياة، فقط أريد الجلوس بمفردي، بعيدا عن جميع الكائنات، هناك حيث لا أحد غيري، أريد أن أعيش بعيداً عن تفاهات الحياة وهمومها، أنا اكتفيت ولا أريد مزيداً من الأحزان، فقط دعوني بمفردي، هذا الانكسار وهذه الحسرات لم أكن أتوقع أنها ستملؤني ذات يوم، ستملأ فراغات قلبي، أبواب الأحلام ضاعت مفاتيحها، وتناثرت وهي الآن تتلاشى، حتى أنني أصبحت أجيد الحزن أكثر من الفرح، أنا مشردة وسط قيود من الإخفاقات، متاهات الحياة تلك التي كنت أقاومها حبستني وسط كبدها، لا ترغب أن تتركني وحيدة، أما الفرح فقد ارتدى عباءته السوداء وذهب بعيداً يبحث عن أشخاص غيري، فقد يأس من تحريري، فأطياف الأحزان أسرتني، وظلام حالك يسود أفكاري، ولا شيء ينثر أحزاني، هي فقط متمسكة بي، بجذور من حديد، تشهق بها نفسي عندما تنغرس بحثاً عن وقودها، بحثاً عن حزن آخر، يدمي قلبي الهالك، قلبي المتعفن بالأحزان.