" هيبة الله " زعيم جديد لطالبان الافغانية

كابول – ش – وكالات

أكدت حركة طالبان أفغانستان امس الأربعاء مقتل قائدها الملا أختر منصور في غارة لطائرة أمريكية بدون طيار وعينت أحد مساعديه خليفة له.
وأعلنت طالبان في بيان أن الملا هيبة الله أخوند زادة سيحل محل منصور قائدا للحركة.
وقد تم تعيين سراج الدين حقاني،زعيم شبكة حقاني والملا يعقوب ابن مؤسس طالبان الملا عمر نائبين لأخوند زادة .
وقالت مصادر إن أخوند زاداة ،رجل الدين المتشدد من إقليم قندهار بجنوب البلاد ، عمل كنائب لمنصور منذ الصيف الماضي ،كما شغل منصب وزير العدل خلال حكم نظام طالبان في أفغانستان في أواخر التسعينيات .
وأضافت المصادر أن مجلس قيادة اختار اخوند زادة خلال اجتماع سري في جنوب غرب باكستان خلال الأربعة أيام الماضية.
وقالت الاستخبارات الباكستانية ومصادر بطالبان إن المجلس اختار اخوند زادة من بين ستة أسماء على الأقل كانت مرشحة لهذا المنصب.
ويذكر أن طائرة بدون طيار استهدفت سيارة منصور في جنوب غرب باكستان السبت الماضي ، مما أسفر عن مقتله ورجل أخر .
وكان منصور قد تولى زعامة الحركة في أغسطس الماضي ، عقب وفاة الملا عمر عام 2013 .

ارتباك وتمرد
وشهدت فترة رئاسة منصور تمردا بين بعض القادة ، وارتباكا بشأن ما إذا كان يعتزم الانضمام لمباحثات السلام مع الحكومة الأفغانية التي تشرف عليها قوى عالمية وإقليمية .
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه تم استهداف منصور لأنه كان عائقا أمام تحقيق السلام .
وقال خبراء إن مقتل منصور أسدل الستار على مبادرة السلام الأفغانية لمدة عام على الأقل ، حيث أن الزعيم الجديد في حاجة لوقت من أجل ترسيخ سلطته .
وقال المحلل الأمني الباكستاني فيدا خان " إن أفضل وسيلة لفعل ذلك هي إرسال مقاتليك لساحة القتال ".

القائد الجديد
الملا هيبة الله اخوند زادة الذي تم تعيينه الاربعاء قائدا جديدا لطالبان افغانستان من علماء الدين البارزين وكبار قضاة الشرع في الحركة، كما كان نائبا لسلفه الذي قتل في غارة اميركية.
ولد الزعيم الجديد، وهو في الخمسينات، لاب فقيه في قندهار في جنوب افغانستان على غرار سلفيه الملا عمر والملا اختر منصور.
لجا الملا هيبة الله الى باكستان ابان الاحتلال السوفياتي قبل ان يلتحق بصفوف حركة طالبان بعد الاعلان عنها في منتصف التسعينات.
وقال الباكستاني رحيم الله يوسف زاي الخبير في شؤون طالبان ان الملا هيبة الله تولى مسؤوليات في المحاكم الشرعية ابان فترة حكم طالبان اعتبارا من العام 1996.
واضاف ان الزعيم الجديد لطالبان اقام في جنوب باكستان حيث تولى امامة احد المساجد بعد طرد الحركة من السلطة في كابول اثر الاجتياح الاميركي العام 2001.
وقال متحدث باسم طالبان ان الملا هيبة الله كان قاضي الشرع في الحركة.
عين الملا منصور الذي تم اختياره الصيف الماضي بعد فترة طويلة من البقاء في الظل، الملا هيبة الله نائبا له إلى جانب سراج الدين حقاني زعيم الشبكة القوية المتحالفة مع طالبان.
ووفقا لمصدر رفيع المستوى في حركة طالبان، فقد عين القائد السابق الملا هيبة الله خلفا له.
واعتبر يوسف زاي ان الزعيم الجديد لطالبان "يمثل الوضع الراهن. سيواصل الخط السياسي ذاته للملا منصور ولن يجري مفاوضات".
من جهته، قال الخبير امير رانا ان اختيار الملا هيبة الله يعود الى كونه الاقدم بين قادة الحركة.
واضاف "انه بين الاكبر سنا والاوسع خبرة وتم تعيينه بغية قطع الطريق على الانشقاقات والانقسامات".
وتابع رانا ان الملا هيبة الله "يعتبر من انصار مفاوضات السلام (...) لكن ليس بامكانه القيام باي شيء دون اجماع مجلس الشورى"، هيئة القيادة العليا في الحركة.

هجوم انتحاري
ميدانيا أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري الذي وقع في ضاحية بالعاصمة الأفغانية كابول ، حيث قالت إن الهجوم جاء ردا على إعدام عدد من المسلحين مؤخرا .
ويذكر أنه جرى إعدام أربعة من مقاتلي طالبان وشخصين أخرين من جماعات متشددة أخرى مطلع الشهر الجاري
وكان مسؤول قد اعلن في وقت سابق امس الأربعاء أن انتحاريا قتل ما لايقل عن عشرة أشخاص،حيث استهدف حافلة تحمل عاملين بمحكمة إقليمية بالقرب من العاصمة الأفغانية .
وقال نجيب دانيش المتحدث باسم وزارة الداخلية إن الانتحاري كان ينتظر الحافلة في ضاحية شارهراك-أي -داودخان في كابول .
وأضاف " عندما اقتربت الحافلة ، فجر نفسه".
وقد أصيب أربعة أشخاص على الأقل في الهجوم .
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم بعد . ويشار إلى أن مسلحي طالبان يستهدفون العاملين في القطاع الحكومي بصورة متزايدة ، حيث يشنون هجمات على حافلاتهم ومكاتبهم .