ترامب بين استمرار التقدم واستهداف تجمعاته

الحدث الأربعاء ٢٥/مايو/٢٠١٦ ٢٣:١٢ م
ترامب بين استمرار التقدم واستهداف تجمعاته

لوس انجلوس – ش – وكالات

فاز رجل الاعمال الاميركي دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية الجمهورية في ولاية واشنطن مقتربا بذلك من الحصول على اصوات المندوبين اللازمة لنيل ترشيح الحزب رسميا، فيما استهدف متظاهرون احد تجمعاته الانتخابية في نيو مكسيكو.
والقت اعمال العنف المناهضة للملياردير الاميركي بثقلها على فوزه في واشنطن الذي يعتبر خطوة كبرى اضافية نحو الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي في العام 2016.
وسادت فوضى امام تجمع انتخابي لترامب حين قام متظاهرون في البوكيركي (نيومكسيكو) باحراق قمصان والقاء زجاجات على الشرطة وحاولوا اقتحام مركز المؤتمر حيث كان دونالد ترامب يلقي كلمته.
واستخدمت الشرطة القنابل الدخانية ورذاذ الفلفل في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين ردد العديد منهم شعارات بالاسبانية ضد ترامب.
وكتبت الشرطة على تويتر ان عددا من عناصرها اصيبوا برشق حجارة.
ولوح البعض باعلام المكسيك الواقعة على حدود نيو مكسيكو، في ما بدا انه لتنديد بتصريحات المرشح الجمهوري الذي اتهم المكسيك بارسال مجرمين الى الولايات المتحدة، واقترح بناء جدار فاصل بين البلدين لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
وهذه الولاية تعد اعلى نسبة سكان من المتحدرين من دول اميركا اللاتينية (قرابة 50%) واظهرت استطلاعات الرأي ان هذه الشريحة من الاميركيين تعارض بشدة اقتراحات ترامب حول الهجرة.
وافادت صحيفة البوكيركي ان ترامب كان يتحدث امام حوالى اربعة الاف شخص مساء الثلاثاء لكن المتظاهرين قاطعوه عدة مرات.
وتمكنت الشرطة من وقف مجموعة تضم مئة متظاهر حاولت اقتحام مركز المؤتمرات حيث كان ترامب يتحدث بحسب الصحيفة. وتم نشر شرطة مكافحة الشغب بعد ذلك.
وهذه الحوادث هي الابرز منذ الاشتباكات التي اعقبت الغاء تجمع كبير لترامب في شيكاغو في مارس.
ويواجه ترامب انتقادات تاخذ عليه تحريضه على العنف خلال التجمعات الانتخابية التي يعقدها.

" شكرا واشنطن "
واعلنت شبكات التلفزة الاميركية فوز ترامب في ولاية واشنطن بعيد اغلاق صناديق الاقتراع عند الساعة 3,00 ت غ الاربعاء.
ومع فرز اكثر من ثلثي الاصوات، نال ترامب 76% من الاصوات.
وكتب الملياردير الاميركي في تغريدة على تويتر "شكرا واشنطن!".
ولا يواجه المرشح الجمهوري اي منافس منذ ثلاثة اسابيع واصبح يعتبر المرشح المرجح لنيل ترشيح الحزب الجمهوري. لكن الانتخابات التمهيدية مستمرة حتى السابع من حزيران/يونيو في الولايات التي لم تصوت حتى الان بدون اي تاثير كبير.
وانسحب تيد كروز وجون كاسيك من السباق بعد طباعة اوراق الاقتراع في ولاية واشنطن، وكان اسماهما لا يزالان واردين عليها. وحصل كل منهما على حوالى 10 بالمئة من الاصوات. اما المنافس السابق الثالث بن كارسون، فانسحب من السباق في اذار/مارس لكنه لم يطلب رسميا من السلطات الانتخابية المحلية سحب اسمه.
وتتمثل واشنطن بـ 44 مندوبا في مؤتمر الحزب الجمهوري. وقبل الثلاثاء، كان ترامب حصل على اصوات 1189 مندوبا من اصل اصوات 1237 مطلوبة للحصول على ترشيح الحزب، وفق تقديرات "سي ان ان". ومن المتوقع ان يحقق ترامب هذه النسبة في 7 حزيران/يونيو، عندما يدلي الناخبون في كاليفورنيا واربع ولايات اخرى باصواتهم.
اما من جهة الديموقراطيين، فمن المتوقع ان تحقق هيلاري كلينتون عدد الاصوات المطلوب للترشيح الرسمي في 7 حزيران/يونيو، رغم ان منافسها بيرني ساندرز يواصل حملته بنشاط حاشدا عشرات الالاف من مؤيديه في مؤتمراته الانتخابية، لا سيما في ولاية كاليفورنيا هذا الاسبوع.
وكانت الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين في ولاية واشنطن جرت في اذار/مارس وفاز فيها ساندرز بسهولة.
وسيعقد مؤتمر الترشيح الرسمي للجمهوريين في كليفلاند (اوهايو) من 18 الى 21 حزيران/يوليو، على ان يسمي الديمقراطيون مرشحهم الاسبوع الذي يليه، في فيلادلفيا (بنسلفانيا).

"عنصرية متأصلة"
قال الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" إن في الولايات المتحدة خزانا من "العنصرية المتأصلة"، معتبرا أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب يستغل هذا الأمر.
وفيما اعتبر أن انتخاب باراك أوباما للرئاسة كان خطوة إلى الأمام، أشار الرئيس الديموقراطي السابق إلى اعتقاده بأن ذلك "أثار غضبا كبيرا لدى بعض الجمهوريين، مبني على أسس عرقية، ضد حقيقة وصول أسود إلى سدة الرئاسة".
وأضاف كارتر البالغ من العمر 91 عاما أن الولايات المتحدة "استيقظت خلال السنتين أو ثلاث سنوات الأخيرة على حقيقة أننا لم نحل مسألة العنصرية بشكل كاف"، لافتا إلى قساوة الشرطة في التعامل مع السود، وارتفاع معدلات البطالة وسجن الأميركيين الأفارقة.
ومتحدثا عن أرضية خصبة للعنصرية، قال كارتر إن الملياردير الجمهوري المرشح للرئاسة دونالد ترامب "استغل خزانا جوفيا من العنصرية المتأصلة (في الولايات المتحدة)".
وتابع أن ترامب "انتهك الحقوق الإنسانية الأساسية" بتظهيره المهاجرين المكسيكيين كمجرمين محتملين، ودعوته إلى إغلاق حدود الولايات المتحدة أمام المسلمين.