تزايد ترجيحات انفجار الطائرة المصرية في الجو

الحدث الأربعاء ٢٥/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٠٩ م
تزايد ترجيحات انفجار الطائرة المصرية في الجو

القاهرة – ش - وكالات

أكدت مصادر مطلعة بلجنة التحقيق المصرية في سقوط طائرة مصر للطيران فجر الخميس الماضي بمياه البحر المتوسط خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة أن الوثائق الخاصة بحالتها الفنية والتعامل مع رادار مصر تؤكد سلامتها.
وقالت المصادر في تصريحات صحفية في ساعة مبكرة من صباح امس الأربعاء إن صور هذه الوثائق موجودة لدى اللجنة كما توجد صور منها لدى الشركة الوطنية للملاحة الجوية ــ المراقبة الجوية ــ وشركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية وقطاع العمليات بمصر للطيران، حيث "أكدت وثائق الحالة الفنية سلامة الطائرة من أية أعطال مؤثرة وهو ما أكدته إحدى الوثائق التي اطلع ووقع عليها قائد الطائرة والمهندس المسئول عن فحص أجهزة ومحركات الطائرة قبل الإقلاع".
وأضافت المصادر أن الوثائق تتضمن إرسال 11 رسالة إلكترونية تعرض حالة الطائرة الفنية منذ إقلاعها وبدأت قبل سقوطها بثلاث دقائق في إرسال تسع رسائل بدأتها بوجود تغير في درجة حرارة النافذة اليمنى المجاورة لمساعد قائد الطائرة حتى اختفت الطائرة عن شاشات الرادار بينما توضح الوثائق الخاصة بأجهزة الرادار والتي تتضمن تسجيلا لجميع الاتصالات التي تمت وقت الحادث بين المراقبة والطائرات الموجودة في منطقة الطائرة أن الطائرة المنكوبة لم تجر أية اتصالات بالمراقبة المصرية.
وتوضح الوثائق أن المراقبة المصرية رصدت الطائرة راداريا عند النقطة الحدودية بين المجال الجوي المصري واليوناني، والمعروفة باسم "كومبي" والتي تبعد عن القاهرة بحوالي 260 ميلا بحريا وكانت الطائرة وقتها على ارتفاع 37 ألف قدم داخل حدود الطريق الجوي ودون أي انحراف اختفت عن شاشات الرادار بعد أقل من دقيقه من دخولها الأجواء المصرية.
وكلنت صحيفة الاهرام المصرية قد اكدت في وقت متأخر امس الاول الثلاثاء إنه وفقا لسجل فني وقعه قائد طائرة مصر للطيران المنكوبة فإن الطائرة لم تبلغ عن أي مشاكل فنية قبل إقلاعها من مطار شارل ديجول في باريس.
ونشرت الصحيفة في موقعها الالكتروني صورة ضوئية للسجل.
وأفادت الصحيفة المملوكة للدولة أيضا بأن طائرة مصر للطيران في الرحلة رقم 804 أرسلت 11 "رسالة إلكترونية" بدءا من الساعة 2109 بتوقيت جرينتش في 18 مايو أايار. وأشارت أول رسالتين إلى ان المحركات كانت تعمل بشكل طبيعي.
وقالت الاهرام إن الرسالة الثالثة جاءت الساعة 0026 بتوقيت جرينتش في 19 مايو وأظهرت إرتفاعا في درجات الحرارة في نافذة مساعد الطيار. وأضافت الصحيفة أن الطائرة واصلت إرسال رسائل على مدى الثلاث دقائق التالية قبل أن تختفي من شاشات الرادار.
وإختفت طائرة مصر للطيران في رحلتها 804 من شاشات الرادار يوم الخميس الماضي بينما كان على متنها 66 شخصا.

انفجرت في الجو

في السياق ذاته نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن خبراء عالميين قولهم إن اكتشاف البحرية الأمريكية منطقة ثانية تحتوي على حطام الطائرة المصرية تنتشر في دائرة قطرها 3.5 ميلا. يعد دليلا على تعرض الطائرة لعملية تحطم في الهواء.
وقالت الصحيفة إن الأنقاض جرى تحديدها من خلال طائرة بحث أمريكية طراز "P-3 أوريون، وأرسل الجيش المصري قوارب صغيرة إلى المنطقة لجمع الحطام.
وأكد الخبراء أن تبعثر الحطام في تلك المساحة الواسعة مؤشر قوي على تحطم الطائرة في الهواء، ويستبعد فرضية سقوطها سليمة بمياه البحر المتوسط.
وأضاف الخبراء، بحسب الصحيفة الأمريكية: "إحدى أفضل الطرق لتحديد إذا ما كانت الطائرة تحطمت أثناء الرحلة هو تحديد إذا ما كان الضحايا ما زالوا مرتدين ملابسهم، إذ أن الهواء شديد السرعة عندما يدخل فجأة طائرة محطمة، يكون كافيا لتجريد الضحايا من ملابسهم فورا".
وأشارت الصحيفة إلى أن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع 37 ألف قدم عندما اختفت من شاشات الرادار، وفُقد الاتصال بها.
ورجحت أن يكون نظام الرادار المصري قد فقد الاتصال مباشرة مع الطائرة بمجرد تفككها، وفقًا لخبراء سلامة.
واستشهد الخبراء بانفجار طائرة تابعة لشركة الطيران الأمريكية "تي دبليو إيه" في الرحلة 800 خلال تحليقها في الهواء عام 1996 جراء اشتعال أبخرة الوقود، بما بدد تقارير أولية آنذاك مفادها أن قنبلة وراء الحادث.
وكانت مصادر مصرية مطلعة من لجنة التحقيق في حادثة سقوط طائرة "مصر للطيران" قد اكدت في وقت سابق أن التقرير الأولى للطب الشرعي يشير إلى تعرض الطائرة لانفجار أدى إلى سقوطها.
وقالت المصادر إن فرق البحث كانت قد عثرت على مجموعة من أشلاء ضحايا الطائرة وتم تسليمها إلى مصلحة الطب الشرعي، وهي عبارة عن قطع صغيرة في حجم كف اليد أو أصغر.
وقالت المصادر إن التقرير الأولي للطب الشرعي يؤكد فرضية حدوث انفجار "لأن الطائرة لو سقطت سليمة ستكون الجثث في حالتها أو أشلاء كبيرة جدا، حيث يحدث في هذه الحالة انفجار في الرأس فقط نتيجة فرق الضغط بينما يحتفظ الجسم بحالته"، مشيرة إلا أن فحص الأشلاء أكد عدم تعرضها للافتراس من الأسماك بالبحر المتوسط.
وأضافت أنه "جارى فحص الأشلاء بمعرفة خبراء متخصصين في كشف أسباب الوفاة للتعرف على طبيعة هذا الانفجار، سواء كان بمتفجرات أو أسباب أخرى".
وأوضحت أنه "تم أخذ عينات من الأشلاء وترقيمها لإجراء تحليل البصمة الوراثية، وتم الحصول على عينات من أسر الضحايا لإجراء تحاليل عليها للتعرف على الأشلاء وتسليمها إلى ذوي الضحايا لدفنها" .
ياتي هذا بعد نفى رئيس قطاع الطب الشرعي في مصر اليوم تلميحات إلى أن صغر حجم الأشلاء المنتشلة من مياه البحر المتوسط منذ سقوط طائرة شركة مصر للطيران الأسبوع الماضي يشير إلى وقوع انفجار على الطائرة.
ويبحث المحققون -الذين يسعون بدأب لتحديد سبب اختفاء الطائرة من على شاشات الرادار يوم الخميس وعلى متنها 66 من الركاب وأفراد الطاقم- عن دلائل فيما انتشل حتى الآن من البقايا البشرية وحطام الطائرة.
ولم تسفر جهود البحث حتى الآن عن تحديد مكان تسجيلات الطائرة وجسمها لتحديد سبب سقوطها وهي في طريقها من باريس إلى القاهرة.
وقال مسؤول في الطب الشرعي المصري إن جهود البحث أسفرت منذ يوم الأحد عن العثور على أشلاء ملأت 23 كيسا لكن أكبر الأشلاء لا يزيد حجمه على كف اليد.
وأضاف المسؤول الذي طلب ألا ينشر اسمه أن صغر حجم الأشلاء يشير إلى وقوع انفجار على متن الطائرة على الرغم من عدم العثور على أي آثار لمتفجرات.
لكن هشام عبد الحميد رئيس قطاع الطب الشرعي في مصر قال إن هذا القول "مجرد افتراضات" وإن من المبكر جدا الوصول إلى استنتاجات.
وقال مصدران آخران متصلان مباشرة بالتحقيق أيضا إن من السابق لأوانه الحديث عن سبب سقوط الطائرة.
وقال أحدهما "كل ما نعرفه أنها اختفت فجأة دون إرسال إشارة استغاثة" مضيفا أنه لا يمكن للسلطات أن تبدأ في رسم صورة أوضح عن السبب المحتمل للحادث إلا بتحليل الصندوقين الأسودين أو كمية كبيرة من الحطام.