مدير عام منتجع ميلينيوم المُصنعة كريستوف شلايسينج للشبيبة : الاستقرار الذي تنعم به السلطنة يمنحها ميزة تنافسيّة كبرى

مؤشر الأربعاء ٢٥/مايو/٢٠١٦ ٢٢:٣٤ م
مدير عام منتجع ميلينيوم المُصنعة كريستوف شلايسينج للشبيبة :
الاستقرار الذي تنعم به السلطنة  يمنحها ميزة تنافسيّة كبرى

مسقط - حمدي عيسى عبد الله

اوضح مدير عام منتجع ميلينيوم المُصنعة كريستوف شلايسينج الذي مديرا لاحد الفنادق في السلطنة خلال فترة التسعينات ثم عاد اليها مرة اخرى الان انه سجل تطوّراً كبيراً في البنية الأساسيّة التي تعدّ من أهم الجوانب للارتقاء بالقطاع يتابع باهتمام جهود السلطنة في تطوير عددٍ من المشاريع الكبرى في هذا المجال بهدف تحسينه وتحديثه لمواكبة النمو المطّرد والتغييرات المتنامية التي تشهدها الحركة السياحيّة عموماً وقطاع الضيافة والفنادق بشكلٍ خاص و الاستقرار الذي تنعم به السلطنة يمنحها ميزة تنافسيّة كبرى مقارنة بالعديد من دول المنطقة والعالم. مؤكدا انه يتوجب التركيزعلى الأنشطة التي تتفرّد بها السلطنة وترويجها بطريقة أفضل، وخصوصاً الغوص وغيره من الرياضات المائيّة، بالإضافة إلى تنشيط سياحة الحوافز والأعمال والمؤتمرات، حيث لم يتمّ الاستفادة من المقوّمات الفريدة التي تتمتع بها السلطنة بشكلٍ كافٍ من وجهة نظري الخاصة. كما أقترح زيادة عدد الرحلات الجوية إلى الأسواق السياحيّة الرئيسيّة مثل بروكسل وأمستردام وروما وغيرها من الأسواق المتعطشة لرحلات الاستجمام والجولات السياحيّة جاء ذلك في حوار خاص للشبيبة اكد فيه ايضا انه متفائل بمستقبل مشرق للسياحة في السلطنة، نظراً لما تمتلكه من مقومات فريدة من حيث تنوعها الجغرافيّ الغني، وتراثها العريق، وكرم الضيافة العربية الأصيلة لدى شعبها المعطاء. ولا شك بأنّ الاستقرار الذي تنعم به عُمان يمنحها ميزة تنافسيّة كبرى مقارنة بالعديد من دول المنطقة والعالم. كما أنّ لدي نظرة متفائلة لنمو القطاع في مختلف أرجاء المعمورة، حيث آمل كما يأمل الجميع بأنّ يعمّ السلام والطمأنينة أنحاء العالم أجمع.

شهد القطاع السياحيّ نمواً كبيراً،
عن المقارنة بين واقع الطاع السياحي في السلطنة خلال فترة التسعينات وما شهده منن تطور الان قال كريستوف شلايسينج :" رجوعاً إلى فترة التسعينات، لم يكن هناك سوى عددٍ قليل من الفنادق والمنتجعات في السلطنة. أما اليوم فهناك الكثير منها مما أدى إلى إيجاد نوعٍ من المنافسة من حيث تنوّع ومستوى الخدمات المقدّمة لاستقطاب أكبر عددٍ ممكن من الضيوف. ولقد شهد القطاع السياحيّ نمواً كبيراً، كما تمّ ذلك بطريقة مدروسةٍ بعناية بهدف الحفاظ على تراث السلطنة وإتاحة المجال أمام السياح للتعرّف عليه والاستمتاع بما تحظى به عُمان من مقوّمات سياحيّة مثرية وجديرة بالاهتمام. ولا يفوتني أنّ أذكر بأنّني لاحظت تطوّراً كبيراً في البنية الأساسيّة التي تعدّ من أهم الجوانب للارتقاء بالقطاع، واطلعت على جهود السلطنة في تطوير عددٍ من المشاريع الكبرى في هذا المجال بهدف تحسينه وتحديثه لمواكبة النمو المطّرد والتغييرات المتنامية التي تشهدها الحركة السياحيّة عموماً وقطاع الضيافة والفنادق بشكلٍ خاص. وفي حال رغبت السلطنة في المنافسة ضمن الأسواق الإقليمية والدوليّة بقوة، فلا بد لها من ضخ المزيد من الاستثمارات لضمان وجود بيئة متطورة للتماشي مع المتطلبات العالمية المتنامية.

تركيبة متكاملة تلائم كافة شرائح السياح
كريستوف شلايسينج قال ايضا :" تزخر سلطنة عُمان بالعديد من المقومات السياحيّة التي تجعل منها وجهة عالميّة صاعدة تنافس أبرز الوجهات الأخرى، ولا يمكن الحديث بالتفصيل عن جميع ما تنفرد به مزايا عن غيرها من دول المنطقة بل والعديد من دول العالم في هذه العجالة. فهناك تركيبة متكاملة تلائم كافة شرائح السياح الباحثين عن الاستجمام وقضاء أجمل الأوقات، بدءًا من الشواطئ الرمليّة الساحرة، والسلاسل الجبلية الرائعة، وصولاً إلى الصحاري المترامية والمدن الجميلة والمواقع التراثية المميزة، وانتهاءً بالتنوع الطبيعيّ الآسر الذي لا يمكن إيجاده في أي مكان آخر من العالم. ولا ننسى كرم الضيافة الأصيلة وتوفر بيئة آمنة ومستقرة، إضافة إلى موقع السلطنة الجغرافيّ المتوسط، حيث لا تبعد سوى أقل من سبع ساعات طيران عن نصف دول العالم تقريباً، مع إمكانية الوصول إلى أكثر من 45 وجهة دوليّة من خلال الناقل الجويّ المحلّي، شركة الطيران العُمانيّ. كل ذلك يجعل منها إحدى أكثر الوجهات الدوليّة جاذبية للسياح ورجال الأعمال على حدّ سواء.

تنشيط سياحة الحوافز والأعمال والمؤتمرات،
مضيفا :": من وجهة نظرك الخاصة، ما هي الأنشطة السياحية التي يجب أن تركز عليها السلطنة لاستقطاب السياح؟
أنا أعتقد بأنّه يتوجب التركيزعلى الأنشطة التي تتفرّد بها السلطنة وترويجها بطريقة أفضل، وخصوصاً الغوص وغيره من الرياضات المائيّة، بالإضافة إلى تنشيط سياحة الحوافز والأعمال والمؤتمرات، حيث لم يتمّ الاستفادة من المقوّمات الفريدة التي تتمتع بها السلطنة بشكلٍ كافٍ من وجهة نظري الخاصة. كما أقترح زيادة عدد الرحلات الجوية إلى الأسواق السياحيّة الرئيسيّة مثل بروكسل وأمستردام وروما وغيرها من الأسواق المتعطشة لرحلات الاستجمام والجولات السياحيّة.
و يمكنني أن أقول بأنّ هناك العديد من الجوانب التي تحتاج إلى بذل جهودٍ إضافيّة أكبر لجذب المزيد من السيّاح وتشجيعهم على الإقامة لفترات أطول، مما سيعمل على زيادة نسب الإشغال ورفع عائدات كافة القطاعات المرتبطة بقطاع الضيافة والفنادق. فكما سبق وذكرت، فإنّ السطنة تتمتع بالعديد من المناطق الطبيعية والتي لم يتمّ استغلالها أو الترويج لها كما يجب حتى يومنا هذا.

اصالة ومعاصرة
عن منتجع ميلنيوم المُصنعة و خططه المستقبلية للتطوير والتوسع قال كريستوف شلايسينج :" لقد تمّ تصميم وبناء منتجع ميلينيوم المُصنعة بطريقةٍ تجمع بين أصالة التقاليد العُمانيّة التي تمتد على مدى قرونٍ وأحدث المعايير العالميّة في عالم الضيافة، بحيث يكون الملاذ المثاليّ للترفيه والاستجمام وقضاء أجمل اللحظات لجميع أفراد العائلة. ويتميّز هذا المنتجع من فئة الأربعة نجوم بموقعٍ خلّاب على شاطئ الباطنة، حيث يوفر لضيوفه بيئة آسرة بعيداً عن صخب الحياة وروتينها المملّ، وذلك من خلال مرافقه وخدماته الاستثنائية التي لا تضاهى. كما يتمتع بإطلالات ساحرة على جبال الحجر المهيبة وصفحة المياه الهادئة للمحيط الهندي، ويمنح زائريه ومنذ افتتاحه عام 2011 تجربة رائعة في غرفهِ الرحبة البالغ عددها 234 غرفة فندقية، إضافة إلى 74 شقة فاخرة صممت خصيصاً وفق أعلى المعايير العالميّة.
و قد حرصنا على توفير تشكيلة رائعة تلائم متطلبات جميع الراغبين في قضاء أجمل الإجازات وتخليد ذكرياتٍ لا تنسى. ونحن حريصون بشكلٍ مستمر على دراسة إتجاهات السوق لإضافة المزيد من الخدمات والأنشطة التي من شأنها تعزيز مكانتنا واستقطاب أكبر عددٍ ممكن من السيّاح المحليين والدوليين على حدّ سواء. كما إنّنا دائمو الإطلاع على التطوّرات التي يشهدها القطاع السياحيّ ، ونسعى بكلّ ما أوتينا من موارد لتطوير واستحداث المزيد من النشاطات والخدمات الجديدة، كما نطرح العديد من العروض الشيّقة التي ترقى إلى تطلّعات ضيوفنا ونزلائنا وتلقى قبولاً كبيراً لديهم. ولعلّ تفاني فريق العمل لدينا في تقديم تجربة استثننائية وفق أرقى معايير الضيافة لجميع النزلاء هي أكثر ما يتمحور عليه إهتمامنا ويمنحنا ميزة تنافسيّة أكبر.

عن أهم الخطوات التي يجب اتخادها لتطوير القطاع السياحي في السلطنة قال كريستوف شلايسينج :" لا شكّ بأنّ ذلك يمثّل خطوة مهمة لتعزيز نمو الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على قطاع النفط والغاز، والذي يشكل أحد مصادر الدخل الرئيسية للبلاد. وأنا أعتقد بأنّ البداية تكون من المؤسسات التعليمية كالمدارس والجامعات، حيث ينبغي تنشئة جيل يعي أهمية السياحة، ويعرف كيفية التعامل مع مختلف الثقافات، ويكون لديه الإقبال على العمل في القطاع السياحيّ بشكلٍ عام وفي قطاع الضيافة والفنادق بوجهٍ خاص. ومن هنا فلا بدّ من توفير البرامج التدريبيّة والمبادرات التي من شأنها إعداد جيل من الكوادر المحليّة المؤهلة لقيادة القطاع وتطويره بما يتماشى مع رؤية السلطنة المستقبلية لنموه وزيادة مساهمته في الناتج المحليّ الإجمالي. كما أرى ضرورة تسهيل الإجراءات التنظيمية لاستقطاب الخبرات الأجنبية الضرورية لنمو القطاع وتبادل الخبرات والمعارف مع الكفاءات العُمانية الشابة. ومن المهم كذلك زيادة المعروض من الأنشطة الترفيهية والفعاليات المختلفة وليس في مسقط فحسب، بل في جميع أرجاء السلطنة. كما أعود وأركز على زيادة عدد الرحلات الدوليّة وخصوصاً إلى الوجهات الرئيسية التي تغذي الحركة السياحية وطرح عروض منافسة على أسعار التذاكر لاستقطاب المزيد من سياح الطبقة المتوسطة والتي تشكلّ غالبية السياح على مستوى العالم.

أفضل عرضٍ في الأسواق،
كريستوف شلايسينج اضاف قائلا :" لقد قمنا مؤخراً بطرح أفضل عرضٍ في الأسواق، حيث بإمكان ضيوفنا الحصول على غرفة مزدوجة بسريرين شاملة وجبتي الفطور والعشاء مقابل 39 ريالاً عُمانياً فقط. ويتوفر هذا العرض فقط للمواطنين العُمانيين والوافدين المقيمين في السلطنة، وذلك لتشجيع هاتين الشريحتين على زيارتنا وتجربة مرافقنا وخدماتنا المميزة. وحرصاً منا على فئة العائلات، فقد قمنا بتصميم باقةٍ من الأنشطة الخاصة بهم مثل منافسات بناء القلاع الرملية للأطفال وجميع أفراد العائلة. كما قمنا الأسبوع الماضي بافتتاح حوض السباحة المغلق والخاص بالعائلات بحيث نضمن استمتاع الأطفال بأجواء مثرية بصحبة العائلة والوالدين. وبإمكان الكبار قضاء أجمل اللحظات والاستمتاع بتشكيلة متنوعة من جلسات الاسترخاء والعلاج التكميلي في زينا سبا. و قد قمنا بإيجاد صيغة متكاملة تهدف لجذب عائلات المواطنين والوافدين لزيارتنا والاستفادة من الخيارات الترفيهية المتنوعة التي صممت خصيصاً لتلبية كافة متطلباتهم.
و بما ان الناس اجتماعيون بطبيعتهم ويفضل معظمهم قضاء الوقت والتفاعل مع الآخرين ضمن فعالياتٍ تتميّز بدفء أجوائها العائلية. ومن هنا، فلا شكّ بأنّ تنظيم مثل تلك الفعاليات سيساهم في استقطاب المزيد من الضيوف والنزلاء وتشجيعهم على البقاء لفترات إقامة أطول. وفي هذا السياق، فنحن نركز على تنظيم فعالياتٍ استثنائية ننفرد بها عن غيرنا وتحقق لنا ميزة تنافسية وقبولاً لدى العديد من شرائح المجتمع.

جهود للترويج للسياحة العمانية
عن جهود المنتجع للترويج للسياحة العمانية قال كريستوف شلايسينج :" إنّنا نعمل باستمرار لتسويق مرافقنا المميزة في السلطنة والعالم أجمع. كما لا نألو جهداً في ترويج عُمان باعتبارها وجهة سياحيّة استثنائية أينما حللنا وإرتحلنا. وفي هذا السياق، فنحن إحدى أكثر الشركات الفندقية نشاطاً على منصات التواصل الاجتماعيّ، حيث يقرأ مشاركاتنا أكثر من 140000 شخصاً بشكلٍ يوميّ وعلى موقع الفيسبوك وحده.كما اختتمنا مؤخراً مشاركتنا المميزة ضمن بورصة السياحة العالمية في نسختها الخمسين، والتي تمثّل أحد أبرز الفعاليات السياحية العالمية وتقام في مدينة برلين الألمانية، حيث استعرضنا مرافق المنتجع المميّزة ذات المستوى العالميّ أمام أكثر من 180000 زائراً. وقد لقي المنتجع قبولاً واسعاً لدى عددٍ من المؤسسات الدوليّة التي تشمل وكلاء السفر، ومنظمي الرحلات السياحيّة، وممثلي القطاع السياحيّ من أوروبا، وغيرها من الشركات المرتبطة بالسوق السياحيّة. وقمنا في الجناح الخاص بالمنتجع باستعراض أهمّ مرافقنا ومن ضمنها زينا سبا، ومركز الغوص، وغيرها من الأنشطة العائلية والفعاليات الرياضية التي أقمناها على مدى الأعوام الماضية. وقد تكللت جهودنا بالنجاح، حيث أبدت مجموعة من الشركات السياحيّة التي تنظم الرحلات الجماعيّة من فرنسا وبولندا اهتمامها بتسيير رحلاتٍ مباشرةٍ إلى المنتجع، وتمّ الاتفاق على مناقشة هذه المشاريع بشكلٍ أكثر تفصيلاً في المستقبل القريب.و نحن نطمح فيها لن تقلّ أبداً عن 100%. ونحن نتطلع حالياً لتحقيق المرحلة الأولى من خطتنا الاستراتيجيّة التي نستهدف من خلالها الوصول إلى نسبة 60% من معدّلات الإشغال.

الاستقرار يمنح السلطنة ميزة تنافسيّة
كريستوف شلايسينج اضاف قائلا :" لا شكّ بأنّ التقلبات التي تشهدها أسعار النفط تلقي بظلالها على كافة القطاعات، وليس القطاع السياحيّ بمعزلٍ عن ذلك. ومن هنا، يكمن الذكاء في طرح أفضل الأسعار والعروض القيّمة للحصول على أكبر حصةٍ في السوق السياحيّ، فقد باتت كافة الشرائح تفكرّ جيداً قبل إنفاق مواردها المالية، وينطبق ذلك على الأفراد كما ينطبق على المؤسسات والدول. ولكننا متفائلون بتحسن الأوضاع قريباً، وخصوصاً في ظل البيئة المستقرّة والآمنة التي تتميّز بها السلطنة، فضلاً عن استئناف مشاريعها الكبرى في مجال البنية الأساسية، والتي سيكون لها أثر إيجابيّ كبير في تحسن المشهد الاقتصادي بأكمله. و انا متفائل بمستقبل مشرق للسياحة في السلطنة، نظراً لما تمتلكه من مقومات فريدة من حيث تنوعها الجغرافيّ الغني، وتراثها العريق، وكرم الضيافة العربية الأصيلة لدى شعبها المعطاء. ولا شك بأنّ الاستقرار الذي تنعم به عُمان يمنحها ميزة تنافسيّة كبرى مقارنة بالعديد من دول المنطقة والعالم. كما أنّ لدي نظرة متفائلة لنمو القطاع في مختلف أرجاء المعمورة، حيث آمل كما يأمل الجميع بأنّ يعمّ السلام والطمأنينة أنحاء العالم أجمع.
ولعلي أختتم حديثي بقولي بأنّه لا بدّ للنظر إلى المنحة في كلّ محنة، وأنّه بإمكاننا التغلّب على جميع الصعاب بالصبر والتفاؤل والعمل الجاد لإيجاد الحلول من خلال النظر إلى الجانب المضيء في كلّ شيء من حولنا.