«الفقر».. أهم مفاتيح خارطة «العنف» في العالم

الحدث الأربعاء ٢٥/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٥٤ ص

عواصم –
قالت صحيفة إيه بى سى الإسبانية إن فنزويلا ترأس قوائم البلدان الأكثر عنفا في العالم منذ سنوات ولكن في الأسابيع الأخيرة يرافق ذلك نقص مثيرا في السلع الغذائية والدواء وغيرها من الضروريات مما جعل هذا البلد يعاني أكثر من زيادة معدل الجريمة بسبب الضغوط الذي يتعرض لها الشعب الفنزويلي

وأوضحت أن فنزويلا التي أحصت فيها السلطات 4696 جريمة قتل في الفصل الأول من 2016، و778 ألف في 2015، أي 1.58 جــــــريمة قتل لكل 100 ألف نسمة، يعارض ثلث الســـــكان فقط عمليات الضرب والركل.

وأشارت الصحيفة إلى أن محلات الســـــوبر ماركت على وجه الخصوص هي التي تتعرض للكثير من النهب العنيف، وأيضا الصيدليات بسبب نقص الأغذية والدواء، وأصبح معدل جرائم القتل في فنزويلا 90 لكل 100 ألف مما يجعل هناك حالة من التدهور على نطاق واسع. وأوضحت الصحيفة إلى أن في 2016 وجدت العديد من عمليات ضرب جماعي لأشخاص يعتقد بأنهم مجرمون في 20 من الولايات الـ 24 في فنزويلا، وقالت مندوبة النيابة العامة «لا يحق لأحد القيام بعمليات ضرب وركل، حتى لو أن الشخص ارتكب جريمة لأن أشخاصا كثيرين يظلمون».

أعلى معدلات الجريمة

في ديسمبر الفائت نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانيّة تقريراً عن معدّل جرائم القتل في دول العالم، مبيّنة الدول التي تنتشر فيها هذه الجرائم أكثر من غيرها. وتُظهر الأرقام التي نُشرت في التقرير أن أمريكا الوسطى والجنوبية حصلت على أعلى معدلات جرائم القتل في العالم، بينما حصلت الدول الأوروبية على النسبة الأقل. وبحسب «مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة» توضح الأرقام التي نشرت أن ما يقارب نصف مليون شخص يفقد حياته في أمريكا الوسطى والجنوبية، بسبب جرائم القتل العمد. وسجلت جمهورية هندوراس الواقعة في أمريكا الوسطى أعلى الأرقام، تليها فنزويلا الواقعة على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية، إذ يقتل في كل منهما أكثر من ألف شخص كل عام.

في حين سجلت البلدان المتقدمة في أوروبا وآسيا أدنى الأرقام في معدلات جرائم القتل، إذ سجلت دولتي ليختنشتاين وايسلندا الأوروبيتين أقل من معدل 0.3 جريمة قتل لكل 100 ألف شخص.
وتعرف مدينة سان بيدرو سولا الواقعة شمال غربي هندوراس بـ «عاصمة العالم» في جرائم القتل، إذ تعتبر مركزاً للعصابات وتهريب الأسلحة. وكشفت آخر التقارير أن هناك اكثر من 170 عملية قتل تحدث بين كل 100 ألف شخص.
وجاءت باستير على رأس قائمة الأمم المتحدة، إذ سجلت 131.6 جريمة قتل بين 100 ألف شخص. بينما اعتبرت الأميركيتين الأكثر جريمة في العالم، إذ سجلت ضعف متوسط معدل جرائم قتل المنطقة التي جاءت بعدها لجهة مستوى القتل، وهي أفريقيا.
وحصلت أوروبا على أدنى معدلات جرائم قتل من أي منطقة، إذ سجلت 2.1 وفاة بين 100 ألف شخص. أما الولايات المتحدة فجاءت فيها مدينة سانت لويس، تليها مدينتي نيو أورليانز وبالتيمور مع 122 عملية قتل بين كل 100 ألف شخص. ثم تأتي بعدهم كاراكاس وغواتيمالا.
ويقول مدير التحليلات السياسية والشؤون العامة، جان لوك «تنتهي حياة الكثيرين بشكل مأساوي. الكثير من الأُسر والمجتمعات تفككت»، مضيفاً «هناك حاجة مُلحة لفهم كيف أن الجريمة العنيفة تعصف في البلدان حول العام، خصوصاً تلك التي تؤثر على الشباب».
وترجع بيانات وتقارير ارتفاع نسب جرائم القتل حول العالم إلى الظروف المعيشية القاسية التي يعيشها الكثير من الناس حول العالم. فيما تتوقع دراسة أميركية أن تغير المناخ سيؤدي أيضا إلى ارتفاع مُعدل الجريمة.

تراجع معدلات في بريطانيا

في فبراير من العام 2014 أظهرت بيانات أن معدل الجرائم التي سجلتها الشرطة في المملكة المتحدة انخفض بمقدار الثلث خلال العقد الماضي.

وأشارت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية إلى أن إجمالي الجرائم التي سجلتها قوات الشرطة في إنجلترا وويلز انخفض إلى 9ر3 مليون جريمة منذ مطلع العام وحتى يونيو الماضي أي أقل بمقدار الثلث مقارنة بنفس الفترة من عامي 2002 و2003.
كما أظهرت بيانات أخرى صادرة عن مسح للجريمة في إنجلترا وويلز، أن إجمالي الجرائم التي ارتكبت ضد البالغين انخفض أيضًا بنسبة 6 في المائة خلال العام الماضي لكن المعدل عاد إلى الاستقرار إلى حد ما بعد فترة. وأشار مكتب الإحصاءات الوطنية إلى أن معدل إجمالي الجرائم المسجلة التي يعاقب عليها القانون تراجعت منذ بداية العام وحتى يونيو الماضي.
ولفتت البيانات إلى أن أعمال العنف ضد الأشخاص تراجعت بنسبة 6 في المائة وعمليات القتل بنسبة 14 في المائة والشروع في القتل بنسبة 12 في المائة.

اعداد المساجين

تؤكد بعض التقارير ان أكثر دولة في العالم من حيث عدد المساجين هي الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يبلغ عدد المساجين فيها 2 مليون و194 ألف مســـــجون تـــــــقريباً، بنسبة عالية تصل إلى 730 شخصاً من كل 100 ألف وهي النسبة الأعلى في العالم، فعدد سكان الولايات المتحدة أقــــــل من 5 في المائة من سكان العالم، ولكن لديها ربع السجناء في العالم تقريبا.

ويسجن الامريكيون لجرائم، مثل كتابة صكوك بلا رصيد واستخدام المخدرات، الى جانب اسباب نادرا ما تؤدي الى السجن في دول اخرى وهم يسجنون لفترات اطول بالمقارنة بدول اخرى.

وعدد السجناء في الولايات المتحدة الامريكية يبلغ 2.3 مليون سجين، طبقا للمعلومات التي اعدها المركز الدولي لدراسات السجون في ‹كينغز كوليدج لندن البريطانية›، وتحتل الصين، التي يزيد عدد سكانها 4 مرات عن عدد سكان الولايات المتحدة، المرتبة الثانية حيث يصل عدد السجناء فيها الى 1.6 مليون سجين. (وهذا الرقم لا يشمل مئات الالوف من الاشخاص في مراكز الاعتقال الادارية في اطار نظام اعادة التأهيل عبر العمل، الذي يركز على النشطاء السياسيين الذين لم يرتكبوا جرائم )، اما سان مارينو، التي لا يزيد عدد سكـــــــانها عن 30 الف شخص، فــــــهي في نــهاية قائمـة من 218 دولة اعدها المركز .
والدول الصناعية الوحيدة التي تقترب من معدلات الولايات المتحدة هي روسيا التي يوجد بها 627 سجينا لكل مائة الف مواطن، اما باقي الدول الصناعية فمعدلاتها منخفضة، حيث تبلغ معدلات عدد السجناء في انجلترا 151 وألمانيا 88 واليابان 63.
تجدر الاشارة الى ان معدلات السجن المرتفعة في الولايات المتحدة الامريكية ساهمت في انخفاض الجريمة.
وقد لاحظ بعض العلماء ان الدول المتحدثة بالانجليزية فيها نسبة سجناء اعلى. اما الدول المتحدثة بالفرنسية بالمقارنة فلديها سياسة خاصة بقانون العقوبات اكثر اعتدالا، وطبقا لإحصائيات وزارة العدل الامريكية، فإن مخاطر التعرض لعقاب في الفترة ما بين عامي 1981 الى 1996 ارتفع في الولايات المتحدة وانخفض في انجلترا. وتحرك معدل الجريمة في الاتجاه المعاكس، حيث انخفض في الولايات المتحدة.