ضغوط تدفع لابطاء الانسحاب الامريكي من افغانستان

الحدث الأربعاء ٢٥/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٥٣ ص
ضغوط تدفع لابطاء الانسحاب الامريكي من افغانستان

واشنطن – ش – وكالات

ان كانت تصفية زعيم حركة طالبان الافغانية في غارة شنتها طائرات اميركية بدون طيار شكلت خبرا سارا لادارة الرئيس باراك اوباما، الا ان واشنطن لا تزال تواجه ضغوطا لابقاء قواتها في افغانستان لفترة اطول مما هو مقرر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر ان هذه الضربة غير المسبوقة التي نفذتها طائرات اميركية بدون طيار السبت في باكستان قرب الحدود الافغانية "تثبت انه ليس امام طالبان سوى خيار واحد، وهو السعي لتسوية سلمية للنزاع".
وبعدما كان الملا اختر منصور مؤيدا بالاساس لمفاوضات سلام مع حكومة كابول، رفض مرارا بعد تعيينه زعيما للحركة الجلوس الى طاولة المفاوضات.
وقال المتحدث ان حركة طالبان "يمكنها الجلوس مع الحكومة الافغانية وبدء المفاوضات (...) اننا ندعم عملية يقوم بها الافغان انفسهم".
لكن بالرغم من هذه الامال، يبقى البيت الابيض خاضعا لضغوط لحضه على اتخاذ قرار جديد بابطاء سحب القوات الاميركية من افغانستان، وذلك رغم الوعود الانتخابية التي قطعتها اوباما اذ تعهدا في 2008 بالانسحاب من افغانستان.
وفي اكتوبر، وامام تقدم عناصر طالبان في مواجهة القوات الافغانية، اضطر الرئيس الاميركي الى اعلان ابقاء 9800 جندي طوال العام 2016 في هذا البلد بدل الانسحاب التدريجي الذي كان مقررا.
وتطلق القوات الاميركية منذ بضعة اشهر تحذيرات، داعية الى ابقاء قوات تزيد عن الـ5500 عسكري المقرر الحفاظ عليهم في افغانستان عام 2017.
وقال القائد الجديد للقوات الاميركية والاطلسية في افغانستان الجنرال جون نيكولسون في فبراير امام الكونغرس ان الامر يتطلب "سنوات" حتى يصبح الجيش الافغاني بالمستوى المطلوب.
وقال الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن مايكل اوهانلون ان "معظم العسكريين الذين اعرفهم يؤيدون الابقاء على مستوى قريب من المستوى الحالي (9800 عسكري) بدل تخفيض العديد الى 5500 العام المقبل"، داعيا من جانبه الى ابقاء عشرة الاف عسكري في افغانستان.
كما يطالب العسكريون الاميركيون بحرية تحرك اكبر لقصف عناصر طالبان.
ولا يسمح للطائرات الاميركية في الوقت الحاضر بمساندة القوات الافغانية حين تكون في وضع صعب، ولا يمكنها التدخل الا حين تواجه القوات الاميركية او الاطلسية خطرا.

قرار قبل الصيف
والوقت ايضا يضغط بالنسبة للولايات المتحدة. وحذر الجنرال الاميركي جون كامبل الذي كان يقود سابقا قوات الحلف الاطلسي في افغانستان انه اذا قررت واشنطن في نهاية المطاف ابقاء قوات تزيد عما هو مقرر في 2017 في هذا البلد، فعليها اتخاذ قرارها بحلول الصيف، حتى يتمكن الحلفاء الاطلسيون بدورهم من اتخاذ ما يستتبع ذلك من قرارات في الوقت المناسب.
وكلفت ادارة اوباما خلفه الجنرال جون نيكولسون منذ تولي مهامه في مارس، تقديم تقييمه للوضع بحلول مطلع حزيران/يونيو.
والتقى الاسبوع الماضي في بروكسل رؤساء اركان قوات دول الحلف الاطلسي لاستعراض المسالة معهم، ولم ترد اي معلومات حول تشخيصه للوضع وتوصياته.

صعوبة التكهن
وراى انتوني كوردسمان الذي ينتقد بانتظام الخيارات العسكرية لادارة اوباما، انه من المستحيل التكهن بما سيقرره الرئيس، ما اذا كان سيختار تعزيز القوات خلافا لوعوده الانتخابية، او الابقاء على وضع راهن قد يضر بمستقبل الحكومة الافغانية.
وقال ان اوباما "لا يريد ان ينظر اليه على انه الرئيس الذي حرم خلفه من خيارات" بتركه قوات عسكرية ضعيفة وعاجزة امام الوضع في افغانستان.
وتابع "لكنه من الجهة الاخرى، رئيس يزن الخيارات الى ما لا نهاية تقريبا".
وتعد القوات الاميركية 9800 جندي في افغانستان تقتصر مهامهم مبدئيا على تقديم الدعم والاستشارة للقوات الافغانية.
كما ينفذ الجنود الاميركيون مهمات قتالية ضد تنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية.
والقوات الاميركية موجودة في افغانستان منذ غزو هذا البلد عام 2001.
يذكر ان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قالت في وقت سابق إن قوات أمريكية قتلت الملا أختر منصور زعيم حركة طالبان في غارة جوية في مطلع الأسبوع لمشاركته في تآمر شكل "تهديدات محددة ووشيكة" للقوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان.
وأشار مسؤول أمريكي أن منصور كان يخطط لهجمات جديدة ضد أهداف أمريكية بالعاصمة الأفغانية كابول.
وقال المتحدث باسم البنتاجون الكابتن جيف ديفيز إن الغارة نفذت بطائرة بدون طيار على منصور داخل الحدود الباكستانية مباشرة يوم السبت الماضي بموجب قواعد الاشتباك الأمريكية التي تسمح للقوات الأمريكية بشن غارات دفاعية ضد من يشاركون في أنشطة تهدد أفراد القوات الأمريكية وقوات التحالف.
وقال مسؤولون بالبنتاجون إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أقر الغارة ضد منصور استنادا لقانون يخول استخدام القوة العسكرية في أفغانستان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول. ولأن الغارة نفذت في باكستان احتاج الأمر لتفويض رئاسي.
وقال ديفيز للصحفيين إن هذه هي المرة الأولى التي يعلم فيها أن الجيش الأمريكي نفذ هجوما داخل باكستان بموجب قواعد الاشتباك التي تحكم الضربات الدفاعية.
وأضاف "اعتبرت هذه (الغارة) ضربة دفاعية وبالنظر للموقع (داخل باكستان) فإنها تطلبت مستوى أرفع من الموافقة." ووصفت باكستان الغارة بأنها انتهاك لسيادتها.
وتابع "منصور كان يستهدف بشكل خاص القوات الأمريكية وقوات التحالف وشارك على وجه التحديد في عمليات في الماضي أدت لمقتل جنود أمريكيين وجنود من التحالف."