مصر ترجح انفجار الطائرة المنكوبة

الحدث الأربعاء ٢٥/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٥٢ ص
مصر ترجح انفجار الطائرة المنكوبة

القاهرة – عواصم – ش – وكالات
مع استمرار البحث عن حطام الطائرة المصرية الرحلة 804 التي سقطت بطريقها من باريس إلى القاهرة، برز تضارب في الروايات حول ما سجلته جهات المراقبة في مصر واليونان حول الدقائق الأخيرة، إلى جانب بدء ظهور معلومات عن طلب عينات من الحمض النووي DNA من عائلات الضحايا. وقال مصدر من عائلة أحد الضحايا إن فرق الإنقاذ بدأت بالعثور على بقايا بشرية، مشيرا إلى أن السلطات طلبت منهم إجراء اختبار الـDNA ما يفتح احتمال العثور على جثة قريبهم.

أشلاء الركاب دليل
وفي الأثناء؛ كشف مسؤول قضائي مصري، في تصريحات خاصة لوكالة أسوشيتد برس، حقيقة ما جرى للطائرة المصرية المنكوبة، القادمة من باريس، والتي تحطمت فوق جزيرة باليونان بالبحر المتوسط.
وقال المسؤول، إن أشلاء ركاب الطائرة المصرية المنكوبة تدل أن انفجارا وقع على متنها. واختفت طائرة مصرية أثناء قدومها من باريس إلى القاهرة، وعلى متنها 66 شخصًا بينهم ثلاثة أطفال.
وأرجع المسؤول تقديره إلى صغر حجم الأشلاء التي تم انتشالها حتى الآن من موقع سقوط الطائرة بالبحر المتوسط. لكن مسؤولا آخر بالطب الشرعي قال إن ما وصل من الأشلاء حتى الآن عدد صغير جدا وإن من السابق لأوانه التأكد من وقوع انفجار قبل سقوط الطائرة.
وقال مسؤول الطب الشرعي الذي تحدث عن وقوع انفجار "الأشلاء أكبرها كان بحجم كف اليد وملأت حوالي 23 كيسا" جرى جمعها منذ يوم الأحد.
وأوضح المصدر أنه تم إحضار 80 جزء من أجساد بشرية إلى القاهرة، وأشار إلى عدم وجود عضو جسدي كامل مقل ذراع أو رأس، الأمر الذي قد يفسر بحدوث انفجار في الطائرة، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".

إشارات استغاثة
ويقول محققون فرنسيون إن الطائرة كانت أرسلت عدة إشارات استغاثة تشير إلى رصد دخان على متنها إضافة إلى أعطال محتملة أخرى في أجهزة الكمبيوتر قبيل اختفائها.
ولم يتضح من الإشارات سبب الدخان وقال خبراء طيران إنه لا يمكن استبعاد وجود تخريب متعمد أو حدوث عطل فني. ويقول أشخاص شاركوا في تحقيقين سابقين لانفجارين متعمدين إن المحققين يعتمدون على الحطام والحقائب والملابس وكذلك على التحليل الكيميائي في معرفة إن كان انفجار قد وقع.

وسبق أن قال رئيس مجلس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل إنَّه لا يستبعد فرضية العمل الإرهابي بشأن حادث الطائرة المصرية التي اختفت فجر الخميس الفائت.
وأعلن الجيش المصري، أنه عثر الجمعة الفائتة، على أجزاء من حطام طائرة مصر للطيران في مياه البحر المتوسط على بعد 290 كيلومترا شمالي مدينة الإسكندرية الساحلية كما عثر على بعض متعلقات الركاب من بينها أشلاء بشرية ومقعدان وحقائب.

مطالب مصرية
وكانت النيابة العامة المصرية قد قالت الاثنين، إن النائب العام المصري طلب من اليونان وفرنسا وثائق خاصة بطائرة الركاب المصرية المنكوبة خلال وجودها في فرنسا وفي المجال الجوي اليوناني.
وقال البيان إن النائب العام نبيل أحمد صادق طلب من السلطات اليونانية نص اتصالات طاقم الطائرة مع أبراج المراقبة الجوية اليونانية. وطالب النائب العام المصري بسؤال مسؤولي المراقبة الجوية اليونانية عن معلوماتهم حول الحادث وتلك المحادثات منذ بدايتها وحتى لحظة اختفاء الطائرة وانقطاع الاتصال بها وما إذا كان تم الاستماع لاستغاثات قبل انقطاع الاتصال بالطائرة وما رصدته السلطات اليونانية من إشارات أو معلومات أخرى بشأن الحادث.
كانت الطائرة وهي من طراز "إيرباص 320A" قد سقطت في البحر المتوسط يوم الخميس الماضي وعليها 66 شخصاً بعد قليل من تركها المجال الجوي اليوناني ودخولها المجال الجوي المصري. كانت الطائرة في طريقها من باريس إلى القاهرة.

وفي غضون ذلك؛ نفى رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية الحكومية لخدمات الملاحة الجوية، إيهاب عزمي، أن تكون طائرة «مصر للطيران» المنكوبة قد دارت حول نفسها قبل تحطمها فوق مياه البحر المتوسط.
ويأتي ذلك رداً على تصريح أدلى به وزير الدفاع اليوناني، بانوس كامينوس، مفاده أن الطائرة المصرية دارت حول نفسها دورتين حادتين في الهواء قبل غرقها في البحر المتوسط.
وقال كامينوس إن طائرة «إيرباص 320» «قامت بانعطافة 90 درجة إلى اليسار ثم 360 درجة إلى اليمين أثناء هبوطها من ارتفاع 37 ألف قدم إلى 15 ألف قدم»، قبل أن تختفي عن شاشات الرادار فيما كانت على ارتفاع عشرة آلاف قدم.
بيد أن المسؤول المصري أكد، أمس الثلاثاء، أن الطائرة لم تدر حول نفسها أو تغير اتجاهها قبل اختفائها. وأضاف عزمي أن الطائرة كانت تطير على ارتفاع معتاد لهذه الرحلة في هذا الموقع، وهو 37 ألف قدم، قبل أن تختفي فجأة من على شاشة أجهزة الرادار، مؤكداً أن هذه الحقائق تقلل من أهمية ما قاله اليونانيون في السابق بهذا الصدد، إذ أن الطائرة كانت تبدو بحالة جيدة لدى دخولها المجال الجوي المصري حيث تم رصدها لمدة دقيقتين قبل اختفائها.
وفي هذا الإطار، أشار رئيس الشركة القابضة لـ«مصر للطيران»، صفوت مسلم، في تصريح لـ«بي بي سي»، إلى أن كل الاحتمالات واردة فيما يخص سبب سقوط الطائرة، لكنه استبعد إمكانية انتحار الطيار.
وأضاف مسلم أنه «لم يكن ليُسمح للطائرة بالإقلاع حال الكشف عن عطل فني فيها»، منوهاً إلى أن الطائرات عادة ما يجري لها فحص شامل قبل أن تتحرك. وأكد المحققون أن دخاناً انبعث من أجزاء مختلفة من قمرة قيادة الطائرة قبل اختفائها بثلاث دقائق، لكن السبب لا يزال مجهولاً.

سيناريوهات السقوط
من جانبها، أفردت صحيفة ذا ميرور البريطانية، مساحة كبيرة لشرح سيناريوهات سقوط الطائرة المصرية المنكوبة، مؤكدةً أن هناك 5 سيناريوهات حول كارثة الطائرة في مقدمتها إمكانية تعرضها للخطف أو الاستهداف أو التصادم المتعمد.
وكان السيناريو الاول بحسب الصحيفة، هو دراسة المحققون احتمال أن يكون خاطفون سيطروا على الطائرة وأسقطوها بشكل متعمد في البحر المتوسط. ويشبه هذا السيناريو ما حدث مع طائرتي برجي مركز التجارة العالمي بالولايات المتحدة في أحداث 11 سبتمبر عندما هيمن خاطفون تابعون للقاعدة على طائرتي ركاب بوينج 747 واستهدفوا البرجين في عمل إرهابي منسق أسفر عن مقتل 2606 شخصا، داخل البرجين ومحيطهما، بالإضافة إلى 157 شخصا كانوا على متن الطائرتين.
وعادت الصحيفة لتتساءل: لماذا يعمد إرهابيون إلى مهاجمة طائرة في جنح الظلام تحمل على متنها 66 راكبا وتابعة لشركة ذات أهمية متواضعة نسبيا؟، لكن الإجابة قد تكون أنهم يريدون إلحاق ضرر أكبر بالاقتصاد المصري الخاص بقطاع السياحة الذي يعاني منذ سقوط الطائرة متروجيت في واقعة أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن تنفيذها.
وقد يكون الحادث أيضا يستهدف ضرب قلب فرنسا، التي ما زالت تعاني من تداعيات هجمات باريس في نوفمبر الماضي المرتبطة بداعش، إذا خطط المعتدون للسيطرة على كابينة القيادة، فمن المرجح أن يكونوا قد هربوا أسلحة على متنها، لكن ذلك يقلل من احتمال حدوث تلك النظرية، لا سيما في ظل وجود ثلاثة من حراس الأمن على متنها.
وأما السيناريو الثاني فهو محاولة اختطاف فاشلة من قبل أفراد حاولوا الهيمنة على الطائرة لكن ذلك أسفر عن سقوطها وتحطمها بدافع صراع المعتدين مع الطيارين في كابينة القيادة أو مع الركاب.
وقد يتناغم ذلك مع تقارير غير مثبتة بعد أفادت بأن الطائرة المنكوبة انحرفت بحدة بزاوية 90 درجة قبل اختفائها من شاشات الرادار، السيناريو المشابه لذلك حدث في محاولة فاشلة لاختطاف طائرة كانت تستهدف ضرب البنتاجون في 11 سبتمبر 2001.
الحادثة المذكورة ارتبطت بالرحلة 93 من نيوجرسي إلى كاليفورنيا، وكانت تحمل 44 شخصا على متنها، بينهم 4 خاطفين، لكنهم جميعا قضوا نحبهم، لكن محاولة بعض الركاب إعادة السيطرة على الطائرة أسفرت عن سقوطها فوق أحد الحقول وتحطمها. وفي مارس من العام الماضي، لقي 150 شخصا مصرعهم بالإضافة إلى طاقم الطائرة عندما أسقطها عمدا مساعد الطيار أندريه لوبيتز على متن رحلة 4U9525 التابعة لشركة "جيرمان وينجز" الألمانية، لتتحطم في منطقة جبال الألب بفرنسا، وانتهز لوبيتز خروج الطيار من الكابينة ليغلقها من الداخل رافضا نداءات القائد بفتحها، ووضع الطائرة في مسار تصادمي مع الجبال.
السيناريو الثالث لسقوط طائرة مصر للطيران فهو تفجيرها في الهواء جراء قنبلة على الأرجح. وترى الصحيفة أن السيناريو الرابع يتعلق بإخفاء قنبلة قبل دخولها فرنسا، حيث أفادت تقارير أن طائرة مصر للطيران قطعت رحلة من القاهرة إلى تونس، ثم ذهبت إلى أسمرة بإريتريا خلال اليومين السابقين لذهابها إلى باريس لتبدأ رحلتها المنكوبة إلى القاهرة.

الإجراءات الأمنية
الإجراءات الأمنية في مطاري تونس وإريتريا أقل شدة من شارل ديجول أو القاهرة بما يطرح احتمال زرع قنبلة في تلك المحطات، كما أنها أماكن قريبة من المتعاطفين مع داعش. ويماثل هذا السيناريو كارثة تفجير طائرة تابعة لشركة بان آن الأمريكية المتعلقة بالرحلة 103 عبر قنبلة كانت مخبأة على متنها في حقيبة عام 1988 الشهيرة بكارثة لوكيربي.
وكان الفرضية الخامسة للصحيفة هو إصابتها بصاروخ من الأسفل، حيث يماثل ذلك ما حدث للطائرة الماليزية على الرحلة "إم إتش 17" عام 2014 فوق الأراضي الأوكرانية.
في تلك الرحلة، كانت الشركة تطير من أمستردام إلى كوالالمبرو حاملة على متنها 283 بخلاف الطاقم قبل أن يتم إسقاطها من خلال صاروخ أرض جو صنع في روسيا. الطائرة المصرية كانت تطير من اليونان إلى مناطق ذات سيطرة مصرية عندما اختفت من الرادار. ورغم إعلان داعش امتلاكه صواريخ قادرة على إسقاط طائرات، لكن ثمة شك من أن يتمكن التنظيم من استهداف طائرة مصر للطيران من مسافة 37 ألف قدم عندما اختفت إيرباص إيه 321 من الرادار.

*-*

تلغراف: تناقض حاد في روايات حادث الطائرة المصرية
لندن – ش – وكالات
ذكر تقرير لصحيفة ديلي تلغراف أن الغموض الذي يكتنف كارثة الطائرة المصرية أخذ منحى جديدا بعد الادعاء بأن قائد الطائرة قام بـ"هبوط مفاجئ" في محاولة لإطفاء حريق على متنها.
وأشارت الصحيفة إلى ما نقلته مصادر الطيران في باريس بأن الطيار محمد علي شقير أبلغ برج المراقبة الجوية المصرية أنه لجأ لمحاولة الهبوط الاضطراري لأن الطائرة كانت تمتلئ بالدخان.
ووفقا لمحطة التلفزيون الفرنسية إم6 جرت محادثة لـ "عدة دقائق" بينما كان شقير يحاول جاهدا السيطرة على الطائرة. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك المزاعم تناقض تقرير المحققين بشأن تحطم طائرة إيرباص 320 التي يقولون بعدم وجود أي اتصال لاسلكي من الطيار قبل تحطمها في البحر المتوسط.
وأضافت أن المسؤولين المصريين نفوا تقرير محطة التلفزيون الفرنسية، وأصروا على أن "هذه الادعاءات غير صحيحة وأن الطيار لم يتصل بالمراقبة الجوية في مصر قبل الحادث".
وألمحت الصحيفة إلى أن الهبوط الاضطراري للطائرات يمكن أن يكون خطيرا لأنه قد يسبب تغييرات كبيرة في ضغط هواء المقصورة، وقد يكون هذا، كما هو متكهن، ما أدى إلى سقوط الطائرة المصرية في البحر من ارتفاع 37000 قدم.
وفي السياق، أشارت صحيفة غارديان إلى أن الطائرة المصرية التي سقطت في البحر المتوسط الخميس الماضي لم تنحرف قبل سقوطها وهو ما يناقض بشدة تصريحات لوزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس عن "انحرافات مفاجئة".
وذكرت الصحيفة أن الروايات المختلفة للأحداث من القاهرة وأثينا جاءت مع استمرار الجهود الجوية والبحرية الدولية للبحث عن الصندوقين الأسودين وأي حطام آخر للطائرة التي سقطت ولقي جميع ركابها وطاقمها الـ66 حتفهم.
وكان رئيس خدمات الملاحة الجوية المصرية إيهاب عزمي قد أبلغ وكالة أسوشيتد برس أن الطائرة لم تنحرف أو تفقد ارتفاعها قبل اختفائها من الرادار. وقال عزمي إن قراءة الرادار أظهرت تحليق الطائرة على الارتفاع المعتاد (37000 قدم) في الدقائق السابقة لاختفائها.
وأشارت الصحيفة إلى رواية وزير الدفاع اليوناني الذي قال الأسبوع الماضي إن "الطائرة قامت بانحراف تسعين درجة لليسار ثم 360 درجة لليمين وهبطت من ارتفاع 37000 قدم إلى 1500 وضاعت الإشارة عند ارتفاع 10000 قدم".