مسقط - العمانية
تواصلت لليوم الثاني على التوالي أعمال المؤتمر الدولي
للاستثمار في قطاع النخيل والتمور / الواقع والآفاق/ الذي تنظمه المديرية العامة
لمشروع زراعة المليون نخلة بديوان البلاط السلطاني بهدف التعرف على الرؤى العالمية
في هذا المجال وتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب التسويقية الناجحة ووضع
المقاييس المعتمدة لجودة التمور ومنتجاتها.
وفي الجلسة الأولى التي حملت عنوان / التقنيات الحديثة لمعاملات ما بعد الحصاد
وخزن التمور/ وترأسها الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية للابتكار
الزراعي بدولة الإمارات العربية المتحدة استعرض الباحثون استثمار التقنية النووية
وعناصر المكافحة المتكاملة لحشرات عث التمور في بساتين ومخازن التمور في العراق
كنموذج للدول الأخرى والإدارة المستنيرة لآفات التمور المخزونة والطرق الحديثة
لتجفيف التمور واستخدام قش النخيلة كوسيلة ثقافية والمفهوم الجديد لاستخدام تمور
أشجار النخيل.
وقال الدكتور مجدي بن محمد بن قناوي فواز مهندس استشاري بالحدائق والمزارع
السلطانية بشؤون البلاط السلطاني إن الإجراءات التي يجب اتباعها في الحقل هي فحص
التمور قبل جمعها بفترة كافية وهي على النخلة للتعرف على مدى اصابتها ببعض
حشرات المخازن والمعروف أنها يمكن أن تصيب ثمار النخيل في الحقل وتنتقل مع
التمور إلى المخزن اضافة إلى التخلص من التمور المتساقطة وعدم خلطها مع التمور
التي يتم جمعها من النخلة ويجب جمع التمور في موعدها المحدد للتقليل من فترة
تعرضها للإصابة بالحشرات.
وأضاف قناوي فواز أنه عند نقل التمور لأماكن التعبئة والتخزين يجب استخدام وسائل
نقل نظيفة وخالية من أية بقايا أو مخلفات المحاصيل الزراعية الأخرى خاصة التمر
الملتصق على جدرانها من المحصول السابق .. أما في المخازن فيجب الاهتمام بالنظافة
العامة في المخازن والمكابس والتخلص من بقايا التمور من المواسم السابقة والتأكد من
تغطية الفتحات والمنافذ الموجودة بالمخزن بسلك ذي ثقوب ضيقة لمنع دخول الحشرات
والفئران.
أما الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان / تصنيع وتسويق التمور ومنتجات النخيل/
وترأسها الدكتور رعد البصام استشاري التخمرات الصناعية من الولايات المتحدة
الأمريكية فناقشت مشاريع استثمار المنتجات الثانوية للنخيل /مخلفات النخيل/ وتصنيع
الخل من التمور العمانية ودور الهيئة العامة للصناعات الحرفية في تطوير الصناعات
الحرفية المرتبطة بالنخلة والمشتقات الرئيسية للتمر في الجزائر وانتاج وتسويق التمور
في تونس وتنظيم قطاع نخيل التمر وتطوير الأغذية الزراعية بالإضافة إلى عرض فيلم
قصير عن تصنيع منتجات وأثاث من النخيل.
وقال الدكتور رعد البصام أستاذ التقنية الحيوية بجامعة براورد بالولايات المتحدة
الامريكية رئيس الجلسة الثانية يعد تطور علوم التقنية الحياتية أحد العلوم الحديثة التي
تبحث في توفير بدائل طبيعية واقتصادية مهمة لسد حاجة تطور الانسان عن طريق
استخدام الأحياء الدقيقة مثل البكتيريا والخمائر في إعادة تصنيع تمور الدرجة الثانية
والتمور الرديئة خارج التسويق الزراعي وتحويلها إلى منتجات جديدة ذات قيمة غذائية
واقتصادية كبيرة .
وفي ورقة عمل مشتركة للهيئة العامة للصناعات الحرفية أكد سليمان بن حمدان الحارثي
خبير الصناعات الحرفية ومحسن بن علي العوفي مدير دائرة التدريب والانتاج الحرفي
أن تنمية قطاع الثروة الزراعية لاسيما النخيل منها تعد خطوة هامة نحو الاستفادة
القصوى بما تجود به هذه الشجرة المباركة خاصة في السلطنة التي تزخر بأفضل وأجود
انواع نخيل التمور وأشهرها وكانت مصدر دخل لعدد كبير من المزارعين وتساهم بشكل
مباشر في رفع المستوى المعيشي للفرد آنذاك .
وفي الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز الجنوبي من جامعة
الملك سعود واصل الباحثون الحديث عن تصنيع وتسويق التمور ومنتجات النخيل
واستعرضوا عدة أوراق عمل منها تحسين القدرة التنافسية لقطاع التمور وجهود وزارة
الزراعة والثروة السمكية في الارتقاء بالنخيل في السلطنة والملامح التسويقية للبلح في
محافظة الوادي الجديد بمصر والمكافحة الميكانيكية لسوسة النخيل الحمراء وإعادة تدوير
مخلفات النخيل.
وقال ماهر بن محمد بن عبد الحافظ الباحث بالمعمل المركزي لأبحاث النخيل بجمهورية
مصر العربية إنه بالرغم من أهمية محصول البلح في محافظة الوادي الجديد الذي يعتبر
المحصول الرئيسي في المحافظة إلا أن المحصول تواجهه مجموعة من التحديات المتعلقة
بالجوانب التسويقية مستعرضًا بعض الملامح التسويقية للبلح في محافظة الوادي الجديد
من وجهة نظر تجار الجملة والتجزئة بالمحافظة.
من جانبه أكد المهندس منير بن حسين اللواتي مدير عام التخطيط والتطوير بوزارة
الزراعة والثروة السمكية أن النخيل يعتبر المحصول الأول في السلطنة من حيث التعداد
والانتشار بنظام بيئي متكامل حيث يوجد في السلطنة أكثر من/8/ ملايين نخلة لأكثر من
/250/ صنفًا موضحًا أنها ميزة تنفرد بها السلطنة حيث تلامس النخلة المجتمع العماني
بكافة تفاصيله وتدخل في جميع مفرداته فمن النخلة الغذاء ومنها الدواء ومنها الكساء.
واستعرض اللواتي أهم الإحصاءات التحليلية المتعلقة بالنخلة والجهود التي بذلتها وزارة
الزراعة والثروة السمكية للارتقاء بها من خلال الاستراتيجية الوطنية للنهوض بنخير
التمر مصنفة إلى ثلاثة محاور رئيسية هي المشاريع والدراسات البحثية والتنموية،
والمشاريع والدراسات الاستثمارية والتسويقية للتمور العمانية، والمشاريع الإرشادية
والخدمية التي نفذتها الوزارة لتطوير النخيل.
من جانب آخر قال الدكتور عمر الجابري أستاذ مساعد ومتخصص في إدارة الأعمال
والاقتصاد بجامعة السلطان قابوس إن تحسين القدرة التنافسية لقطاع التمور تدريجيا مع
وضع أهداف استراتيجية لتحسين جودة إنتاج التمور ورفع الإنتاجية لتصل على الأقل
/100/ كجم للنخلة سيعود بالنفع على المزارعين وعلى الناتج المحلي الإجمالي كما أنه
سيكون داعما للأمن الغذائي.
وتوقع الجابري في هذه الحال أن يرتفع مردود قطاع التمور خلال السنوات القادمة وأن
يتم فيها احلال نسبة من النخل ذي الأصناف الرديئة والأشجار القديمة إضافة الى تحسين
انتاجية الأصناف الجيدة مع توفير الدعم التسويقي وتوفير البيانات الصحيحة لمعرفة
مقدار التنافسية حتى يعود التمر العماني منافسًا في الأسواق العالمية.