الكشف عن صفحات خفية وجديدة من سجن ومحاكمة صدام حسين

الحدث الثلاثاء ٢٤/مايو/٢٠١٦ ٢٢:١٦ م
الكشف عن صفحات خفية وجديدة من سجن ومحاكمة صدام حسين

نشر موقع روسيا اليوم، رسالة وصلتهُ من توفيق العاني، عضو مجلس قيادة الثورة وعضو القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في العراق سابقا، يشرح فيها ما تعرض له رئيس العراق الراحل صدام حسين في سجنه، وقام موقع روسيا اليوم بدورهِ بنشر الرسالة كما هي.
ومما جاء في نص الرسالة: "ذكر لنا الرئيس صدام خلال فترة الاستراحة في محاكمات الانفال أن الأمريكان اعتدوا عليه بالضرب بعد اعتقاله وكشف لنا عن رجله اليسرى ورأينا آثار الضرب. كما قال إن الأمريكان أدخلوا حقنة طبية كبيرة في ظهره حتى خرجت من ظهره وكان مرتابا وغير مرتاح لطريقة العلاج. وفي جلسة استراحة أخرى في محاكماة الأنفال جرت أحاديث حول الاعتداءات التي تعرض لها بعض المعتقلين فقال الرئيس صدام حسين إن أبو نادية (طه ياسين رمضان) قال له في محاكمات الدجيل (اجتلونه) اي ضربونا.. فقلت له يا (أبو نادية كلنا أجتلونه "ضربونا") وأكد انه تعرض للاعتداء والضرب بعد أن اعتقله الأمريكان .
وجاء في الرسالة أيضا: "ذكر لنا الرئيس صدام ان الامريكان بعد اعتقاله منعوا عنه كل شيئ (الصحف ...المذياع ..التلفزيون ) ولم تتغير المعاملة الا قبل اعدامه بفتره قصيرة وقال ان تغيير المعاملة يعود للجهود المخلصة التي قام بها مترجمه جورج من القطر اللبناني والذي اصبح صديقا لصدام".
وتابع العاني في رسالته لروسيا اليوم: "قام العقيد الأمريكي مدير سجن المحكمة بمحاسبة المترجم واتهمه بالتساهل مع صدام ومعنا فوقفنا بقوة في وجهه وهددناه بالاضراب عن الطعام وفضح تعسفه داخل قاعة المحكمة وامام الاعلام فخاف وتراجع عن اجراءاته بسرعة".

وأكد أنهم كانوا "بعد انتهاء جلسات المحكمة نعود إلى زنازيننا في قبو بناية المحكمة وهي بناية القيادة القومية لحزب البعث قبل الاحتلال والزنازين صغيرة لا يفصل بينها الا جدار بسمك مليمترات وحين يهمس احد منا يسمعه الجميع واحيانا يسمح لنا بفتره استراحة للتدخين او الرياضة وقد فرح صدام فرحا شديدا عندما رجع من الرياضة إلى زنزانته في محاكمات الانفال ووجد ستارة كارتونية قد وضعت امام المرافق لان الامريكان لم يسمحوا بمثل هذه الستاره خلال محاكماة الدجيل وكنت قد رجعت قبله إلى زنزانتي فقال لي وهو في غاية السعادة (أبو خنساء هذه ستارة والله هاي حيل زين)".

وتابع قائلا: "استفزاز واخراج الرئيس من قاعة المحكمة اكثر من مرة لاسباب لا تستوجب ذلك وكنا في محاكمات الانفال نتضامن معه ونخرج من قاعة المحكمة الامر الذي كان يفرح ويسعد صدام وفي احدى المرات حاول الحرس منعنا بالقوة من الخروج مع صدام من قاعة المحكمة فتعرض الفريق حسين الرشيد رئيس الاركان للضرب داخل قاعة المحكمة واصيب الفريق سلطان هاشم بجروح بيده وعلى اثر ذلك وبعد رفع جلسة المحكمة تم عزل الرئيس صدام والفريق حسين الرشيد بقرار من المحكمة نفذه الحراس الامريكان وكان يترتب على عقوبة الحجز او العزل بقاء المعتقل في زنزانته لا يخرج منها الا لقضاء الحاجة ويحرم من الرياضة والتدخين".

ومما جاء في الرسالة "قال لنا الرئيس صدام بعد عودته من قاعة المحكمة انه يشعر بالم في احدى يديه لان حرس المحكمة امسك بيده بعنف ليمنعه من الهتاف في جلسة المحكمة التي صدق فيها حكم الاعدام الذي صدر عليه في محكمة الدجيل وتوقع صدام ان يكون رد المقاومة على تصديق حكم الاعدام الصادر عليه من محكمة الدجيل قويا ومزلزلا يرغم الامريكان وازلامهم في سلطة بغداد على عدم تنفيذ الحكم ".
وأشار إلى أنه "في يوم صدورحكم الاعدام صادف جوا عاصفا وممطرا مصحوبا بصوت الرعد الذي يسمع بين الحين والاخر فظن صدام انه صوت انفجارات العمليات التي تقوم بها المقاومة العراقية ردا على تصديق الحكم وسالني والفريق صابر الدوري هل تسمعون صوت الانفجارات....؟؟ وكان المعتقلون الاخرون معنا نيام ".

وختم العاني رسالته قائلا: "بعد عودتنا إلى معتقل كروبر علمنا أن عمليات المقاومة انخفضت بل توقفت بعد تصديق الحكم وإعدام المرحوم صدام لان تنظيم القاعدة كان يخشى من تجيير عملياته لصالح البعثيين وكان صدام خلال محكمة الأنفال صبورا وكريما يحرم نفسه من الطعام والسجائر ليقدمها للآخرين، كما تعرض برزان ابراهيم التكريتي في إصابة في قدمه عندما اخرجه الحرس من قاعة المحكمة بعنف وقسوة في محكمة الدجيل" .