الشبيبة ترصد اهم السمات الشخصية للرؤساء .. (1) اوباما ... المعاناة مع ازمة الهوية الدافع لاقتحام عالم السياسة

الحدث الثلاثاء ٢٤/مايو/٢٠١٦ ٢٢:١٥ م
الشبيبة ترصد اهم السمات الشخصية للرؤساء .. (1) اوباما ... المعاناة مع ازمة الهوية الدافع لاقتحام عالم السياسة

كتب – محمد البيباني
الحديث عن الرئيس الامريكي باراك اوباما لا يمكن ان يغفل ازمة الهوية التي عاناها في طفولته وبداية تكوينه الفكري والثقافي فدائما وابدا كانت الفجوة الحضارية بين الولايات المتحدة التي ولد بها وبين كينا مسقط راس والده وموطنه الاصلي وهو ما اشار اليه الرئيس نفسه حين تحدث عن مرحلة الطفولة المبكرة قائلا: "إن والدي لم يبدو أبداً مثل الناس من حولي حيث أنه كان شديد السواد، ووالدتي بيضاء كالحليب ووصف كفاحه من أجل التوفيق بين المفاهيم الاجتماعية المتعددة الأعراق لهذا التراث المتشعب في مرحلة الشباب خلال سنوات تكوين الفكر في هونولولو وكتب أوباما: "إن الفرصة التي سنحت لى في هاواي للتعايش مع مجموعة متنوعة من الثقافات في جو من الاحترام المتبادل أصبح جزءا لا يتجزأ من نظرتى للعالم، وأساسا للقيم التي أعتز بها"
اوباما كتب وتحدث عن تجربته مع الكحول والماريجوانا والكوكايين خلال سنوات المراهقة "لمحاوله نسيان الأسئله التي تجول بخاطرى بخصوص الهوية" وفي عام 2008 خلال المنتدى المدني للرئاسة تحدث عن فترة الثانوية وتجربة المخدرات باعتبارها "أكبر فشل أخلاقي".
ولعل هذا ما قد يفسر مرحلة اللاهدف التي عاشها الرئيس الامريكي خلال فترة المراهقة وهو ما تحدثت عنه زوجته السيدة الأمريكية الأولي"ميشيل أوباما"، بقولها بأنه كان يفضل أن يعيش أيامه خلال فترة دراسته بالمرحلة الثانوية متكاسلا تجاه التزامات الدراسة.
وأضافت "ميشيل" لبرنامج المقابلات "ذا ريال" أن أوباما كان يعيش أيامه في فترة الثانوية، ولم يأخذ الأمور بجدية، وبالكاد يوفي بالتزاماته، وكان كسولاً، عليه أن ينضج قليلاً، ولم يبدأ حياته جدياً سوى دخوله الجامعة.
وتضيف أنه كان صريحاً حول تجاوزات فترة المراهقة، لكن تشير إلى أن ظل كذلك تحول إلى شخصية ناجحة.
كما انه لايمكن الحديث عن اوباما الذي يرأس" أكثر الدول نفوذاً في العالم مما يعطيه قدراً هائلاً من القوة والمسئولية، واستطاع انتشال الاقتصاد الأمريكي من كبوته، فقد تقلد منصبه في مطلع عام 2009 التي مثلت أصعب مراحل الأزمة المالية والركود الاقتصادي، لكن في عهده نما الناتج المحلي الإجمالي بـ 3 تريليونات دولار إلى 17.4 تريليون دولار وتراجع معدل البطالة لأدنى مستوياته منذ عام 2008.
لايمكن الحديث عن هذا كله دون الاشارة الى معاناة اوباما الطفل وكفاح اوباما الشاب حيث انفصل والداه عندما كان عمره عامين، وتطلقا في عام 1964.
عاد والد أوباما إلى كينيا بعدها، وشاهد ابنه مرة واحدة فقط قبل أن يموت في حادث سيارة عام 1982.
بعد طلاقهما تزوجت والدته من الطالب الإندونيسي لولو ستورو الذي كان يدرس بالكلية في هاواي. وعندما تولى سوهارتو حكم إندونيسيا في عام 1967 قام باستدعاء جميع الطلاب الذين يدرسون في الخارج لإندونيسيا، وانتقلت الأسرة إليها.
وفي فترة من عمر ست سنوات حتى العاشرة التحق بالمدارس المحلية في جاكرتا، بما في ذلك مدرسة بيسوكي العامة، ومدرسة سانت فرانسيس أسيسي.
في عام 1971، عاد إلى هونولولو للعيش مع جدته لأمه والتحق بمدرسة بونهاو، وهي كليه إعدادية خاصة من الصف الخامس وحتى تخرجه من المدرسة الثانوية في عام 1979.
عادت والدته إلى هاواي في عام 1972 وبقيت هناك حتى عام 1977 عندما انتقلت إلى إندونيسيا للعمل كأنثروبولوجية ميدانية. وفي النهاية عادت إلى هاواي في عام 1994 وعاشت هناك لمدة سنة واحدة قبل أن تموت بسرطان المبيض.
في أعقاب انتهائه من المدرسة الثانوية انتقل إلى لوس أنجلوس في عام 1979 للالتحاق بكلية اوكسيدنتال، وفي عام 1981 انتقل إلى جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك حيث تخصص في العلوم السياسية مع تخصص في العلاقات الدولية، وتخرج وحصل على البكالوريوس في عام 1983. وعمل لمدة عام واحد في شركه المؤسسة الدولية، ثم في نيويورك لمجموعة البحث من أجل المصلحة العامة.
التحق أوباما بكلية الحقوق بجامعة هارفارد في أواخر عام 1988، وتم اختياره كرئيس تحرير لمجلة القانون في جامعة هارفارد قبل نهاية السنة الأولى من دراسته، ورئيس مجلس إدارة المجلة في السنة الثانية.. وخلال الصيف عاد إلى شيكاغو وعمل كمتدرب خلال الصيف في شركة سيدلي أوستن في عام 1989، ولدى هوبكنز & سوتر في عام 1990.
وبعد تخرجه بتقدير جيد من جامعة هارفارد في عام 1991 عاد مرة أخرى إلى شيكاغو. وقد احتلت مجلة القانون اهتمام وسائل الإعلام الوطنية بعد انتخابه باعتباره أول رئيس من أصل أفريقي وأدى ذلك إلى نشر عقد مقدم لكتاب عن العلاقات العرقية على الرغم من تطور الأمر ليصبح مذكرات شخصية. المخطوط نشر في منتصف عام 1995 تحت اسم أحلام من أبي.
لمدة إثني عشر عاما عمل كأستاذ للقانون الدستوري في كلية الحقوق بجامعة شيكاغو كمحاضر من عام 1992 حتى عام 1996، وبوصفه أحد كبار المحاضرين في الفترة من 1996 إلى 2004. وكان في عام 1993 قد التحق بشركة ديفيس مينر جالند وبارنهيل للمحاماه، وهي مكونه من اثني عشر محاميا متخصصا في الحقوق المدنية وفى تطوير الأحياء اقتصادياً، حيث كان أحد الشركاء لمدة ثلاث سنوات في الفترة من 1993 إلى 1996، ثم محام استشارى من 1996 إلى عام 2004، حيث أصبحت رخصته للمحاماه غير سارية في عام 2002.
معهدُ "بولدْ داتَا" جردَ بياناتٍ عنْ خطبِ أوباما، ورصد مضامينها بكثير من التدقيق، ليخلصَ إلى حقائق عنْ شخصيَّة أول رئيس أسود للولايات المتحدة الأمريكيَّة
احدى هذه الحقائق تؤكد ان النجاحُ الذِي حققه أوباما يمكن عزوهُ، في قسمٍ كبير منه، حسب الدراسة إلى أسلوبه في إلقاء الخطب، وربطه بين الكلمات التِي ينتقيها بعناية، وطريقه توضيبه للأفكار التي يعرضها وإقامة علاقات سببية بينها، فضلا عن استخدام كلماتٍ مؤثرة في المتلقي .
الوثوقُ في الخطابات سمةٌ أخرى من سماتِ أوباما، فيما يعرضُ من أفكار، حيث إِنَّ الكلمات التِي يلقيها غالبًا ما تجيءُ بالدرجة نفسها من التأكيد، وإنْ كانَ أوبامَا، يميلُ نحو نسبيَّة أكثر مع نهاية السنة، كما حصل في غشت 2011، حين كان يهمُّ برفع سقف الدين الفيدرالِي، إذْ كانَ أكثر احترازًا، وهو ما ينطبقُ أيضًا على الأشهر السابقة على الانتخابات، وتقديمِ برنامجه بطريقة متفائلة ومؤثرة، للناخب الأمريكي.
روسيا؛ أكثر كلمة يلهجُ بها لسان أوباما بعد أمريكا
بعد كلمة الولايات المتحدة الأمريكيَّة الأكثر ترددا في خطب أوباما، تأتِي روسيا مباشرة إلى جانب الصين وكوريا الشمالية.
وعند قياس تردد أسماء الدول في خطب أوباما، تبرز أربع مستويات، أولها دولٌ قلما يشيرُ إليها أوْ لا يشير إليها البتة، مثل المغرب وجنوب إفريقيا والنرويج، فيما يضمُّ المستوى الثاني دولًا من أوربا وأخرى كالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من قبيل فرنسا وأوكرانيا وليبيا ومصر وسوريا.
في جانب اخر من الدراسة تتناول إحساس الرئيس أوباما، تجاه بعض الأحداث الكبرى، وذلكَ بناءً على ما جرى رصدهُ من 2009 حتى 2013، لتخلصَ إلى أنه يبدُو سعيدًا لدى الحديث عن خططه، وإن كان تفاؤله يخفتُ في بعض الأحيان، كما حصل في ديسمبر 2010 وقدْ خرج من نقاشٍ حول المصاعب الاقتصاديَّة التي تواجهها بلاده.
بيد أنَّ أوباما تحدثَ بنبرة الواثق يومَ قتل رأس تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في باكستان، وخرجَ بغيرِ قليلٍ من الذاتية، ليقولَ إنَّ الحرب التِي تخوضها الولايات المُتحدَة ضدَّ الإرهاب، كسبتْ أحد راهاناتها بمقتل بن لادن.
بدءً من مارس 2012، كان شعورُ باراك أوباما تخفتُ بشكل ملحوظ بسبب الانتخابات الرئاسيَّة، حتى أنَّ جلستي النقاش اللتين جمعتاه برومني،أبانتا عنْ نقص في الثقة بالنفس، وهو ما تغير بشكلٍ ملحوظٍ في النقاش الثالث بعد إعادة انتخابه رئيسًا للولايات المتحدَة. وهو ما تظهرُ معه دراسة الباحث أنس بنسرير، أنَّ ثقة أوباما في نفسه، لا تثبتُ على حالٍ واحد.