عواصم –
اعلن قائد الشرطة في ماليزيا امس السبت توقيف اربعة ناشطين يشتبه بارتباطهم بتنظيم داعش كان احدهم يخطط لتنفيذ هجوم انتحاري.
وقوات الامن في حالة انذار في مختلف انحاء البلاد منذ الاعتداءات الدامية الخميس في جاكرتا عاصمة اندونيسيا الارخبيل المجاور. واوقف احد المشتبه بهم وهو ماليزي في ال28 امس الاول الجمعة في محطة للقطارات بوسط المدينة وتم ضبط «اسلحة ووثائق مرتبطة بتنظيم داعش «، حسبما كتب قائد الشرطة خالد ابو بكر على تويتر دون ان يحدد طبيعة الاسلحة التي كانت بحوزته. واضاف خالد «لقد اقر المشتبه به بانه خطط لتنفيذ اعتداء انتحاري في ماليزيا وبانه كان ينتظر تعليمات من احد عناصر التنظيم في سوريا»، حيث يسيطر التنظيم على مساحات شاسعة.
من جانبه، اعلن ايوب خان ميدين بيتشاي المسؤول في مكافحة الارهاب لوكالة فرانس برس ان سكينا ووثائق لها علاقة بالتنظيم الإرهابي ضبطت خلال تفتيش منزل المشتبه به. وتابع خالد انه تم توقيف ثلاثة ماليزيين اخرين يشتبه بانهم على علاقة مع التنظيم الإرهابي اثنان منهما رجل وزوجته كانا اوقفا في 11 يناير عند عودتها بعد طردهما من تركيا. ومضى يقول ان الناشطين الثلاثة اوقفوا في تركيا «حيث حاولوا الالتحاق بالإرهابيين في سوريا».
واسفرت الاعتداءات الانتحارية والهجمات المسلحة المنسقة في وسط جاكرتا الخميس عن سقوط قتيلين من المدنيين واكثر من عشرين جريحا. كما قتل المنفذون الخمسة لهذه الاعتداءات التي تؤكد المخاوف من ظهور تنظيم داعش في اندونيسيا التي تعد اكبر بلد مسلم من حيث التعداد السكاني في العالم.
استعادة فندق وتحرير رهائن
من جهة اخرى وفي نفس السياق قال سيمون كومباوري وزير الأمن في بوركينا فاسو امس السبت إن العمليات الأمنية لإخراج مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة من فندق سيطروا عليه في العاصمة واجادوجو في وقت متأخر أمس الاول الجمعة انتهت بتحرير 126 رهينة. وأضاف «قتل ثلاثة جهاديين. كانوا عربيا وإفريقيين أسودين.»
و اعلن كومباوري تحرير 126 شخصا من بينهم 33 جريحا بينما قتل ثلاثة جهاديين في تدخل لقوات الامن ضد منفذي اعتداءات في وسط واغادوغو، مشددا الى استمرار الهجوم. وصرح كومباوري «تم تحرير 126 شخصا من بينهم 33 جريحا على الاقل. وقتل ثلاثة جهاديين هم عربي وافريقيين»، موضحا ان «الهجوم على فندق +سبلنديد+ ومقهى +كابوتشينو+ المقابل له انتهيا لكن هناك هجوم لا يزال جاريا في فندق ييبي» بالقرب من المقهى.
تنظيم القاعدة
من جانبه قال تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي إنه تمكن من قتل ثلاثين ممن سماهم « الصليبيين» في هجوم واحتجاز رهائن بفندق « سبلنديد» في قلب واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو.
وقال أحد منفذي الهجوم في تسجيل صوتي نشرته وسائل إعلام محلية في موريتانيا وبثته مؤسسة الأندلس للإعلام والنشر الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي «إن الهجوم الاول من نوعه ضد بوركينا فاسو يستهدف فرنسا « و «سيقاتلها التنظيم ما بقيت فيه روح»
واستغرق التسجيل الصوتي أكثر من ثلاث دقائق وهو لأحد منفذي الهجوم وكان يتحدث خلال عملية الاحتجاز لكن لم يكشف عن هويته وإن كان يتحدث بالعربية بلكنة « حسانية» وهي العربية الدارجة التي يتحدثها سكان موريتانيا وشمال مالي وجزء من النيجر والصحراء الغربية وجنوب المغرب.
وكان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي قد قال إن عناصر من كتيبة « المرابطون « التابعة له نفذت الهجوم ثأرا من فرنسا الصليبية.
« داعش» في جنوب شرق اسيا
و غداة الهجمات الدامية في جاكرتا والمستلهمة دون شك من اعتداءات باريس، ينصب الاهتمام بشكل اساسي على مجموعة صغيرة من المتطرفين من جنوب شرق اسيا على ارتباط بتنظيم الدولة الاسلامية، كانت توعدت بموجة تفجيرات في المنطقة.
ونظرا للضغوط المتزايدة من ضربات قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الاراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، يعمل التنظيم الجهادي على توسيع ضرباته الى مناطق جديدة.
ويسعى التنظيم الذي يحظى بجماعات تبايعه الولاء في ليبيا ونيجيريا، الى تكوين خلايا في بلدان اخرى مثل اليمن والصومال وافغانستان، باستخدام وسائله الفائقة العنف لجذب المقاتلين الذين اصيبوا بخيبة أمل ازاء الجماعات الجهادية الاخرى مثل طالبان.
واعلن التنظيم الجهادي مسؤوليته عن التفجيرات الانتحارية والهجمات الدامية الخميس في وسط العاصمة الاندونيسية، اسفرت عن مقتل اثنين من المدنيين والمهاجمين الخمسة، ويبدو انه وجد موطئ قدم في جنوب شرق آسيا.
وقال رئيس شرطة جاكرتا، تيتو كرنافيان المدير السابق لقسم مكافحة الارهاب، ان «تنظيم الدولة الاسلامية يغير استراتيجيته». واضاف للصحافيين الاسبوع الحالي ان «التنظيم اقام شبكات حول العالم، في فرنسا واوروبا وافريقيا وتركيا وجنوب آسيا».
واشارت الشرطة الاندونيسية الى «كتيبة نوسانتارا»، وهي مجموعة صغيرة من الجهاديين التابعين للتنظيم المتطرف يتحدث افرادها المالاي ويقاتلون في سوريا.
وحتى الآن، لم تعلن هذه المجموعة الصغيرة مسؤوليتها بشكل مباشر في حين انها تسعى الى اقامة الخلافة في جنوب شرق آسيا، بحسب عدد من الخبراء.
«عنصر نشيط»
واكتسب عناصر هذه المجموعة الصغيرة، خصوصا من اندونيسيا وماليزيا متحدين من خلال اللغة والثقافة المشتركة، اهمية في عام 2015 بعد تميزها ميدانيا في سوريا والعراق، من خلال مساعدتها تنظيم الدولة الاسلامية السيطرة على الاراضي في هذين البلدين. وقد شكل نجاحها دعاية للتنظيم المتطرف الذي اشاد بها عبر شبكات التواصل الاجتماعية بلغة المالاي، محاولا مخاطبة المرشحين للجهاد في المنطقة.
وقالت الشرطة الاندونيسية ان كتيبة نوسانتارا يقودها بحر النعيم، الذي يقاتل في سوريا ربما وهو متهم بتدبير تفجيرات الخميس من خلال اصدار تعليمات للناشطين في جنوب شرق آسيا.
وقد اكدت بعض وسائل الاعلام انه موظف سابق في مقهى للانترنت.
وقال محللون ان بحر النعيم سجن لفترة قصيرة في اندونيسيا لتورطه المفترض في اعمال ارهابية، وعلاقاته بجماعات متطرفة اخرى في السابق. واوضح جوزف ليو تشين يون خبير الشؤون الاسلامية في كلية الدراسات الدولية في سنغافورة «انه عنصر نشيط» مضيفا انه «يملك موقعا الكترونيا يمجد التنظيم المتطرف ونجاحاته، وبشكل اكثر تحديدا، احتفل باعتداءات باريس».
«رؤية اوسع»
يذكر ان اندونيسيا استهدفت بهجمات على نطاق واسع من قبل المتطرفين الاسلاميين بين عامي 2000 و 2009، لكن خطوات قمعية سمحت في وقت لاحق باضعاف الشبكات المتطرفة.
واذا كانت كتيبة نوسانترا مسؤولة عن هجمات الخميس، فستكون الاولى لها بهذا الحجم في بلدها كما انها تشكل تحديا للسلطات الاندونيسية التي ستحاول مرة أخرى ابعاد خطر التطرف.
من جهتها، قالت سيدني جونز الخبيرة في شؤون الارهاب الاقليمي في مقالة صدرت مؤخرا حول كتيبة نوسانترا ان «احد العوامل التي انقذت اندونيسيا في السنوات الخمس الماضية هو انعدام الرؤية لدى الارهابيين المحليين». واضافت «لكن لدى بحر النعيم وبعض اصدقائه رؤية اوسع للامور».
وقال محللون ان بعض المقاتلين من جنوب شرق آسيا عادوا من الشرق الاوسط بخيبة امل كبيرة اما بسبب قلة الاحترام او عدم اسناد اي مسؤوليات لهم.
لكن اللغة والثقافة المشتركة لدى افراد كتيبة نوسانتارا يمكن أن تؤدي الى هجمات منسقة جديدة في جنوب شرق آسيا وتضاعف عمليات تجنيد المقاتلين للتوجه الى سوريا، وفقا لعدد من الخبراء.
وبالنسبة لجوزيف تشين يون، فان «تنظيم الدولة الاسلامية متطور جدا ومهني في انشطته بكل معنى الكلمة. يبدو انه قادر حقا على جذب مخيلة كثير من المسلمين في هذا الجزء من العالم».
يقاتل في سوريا
وتشتبه الشرطة بضلوع اسلامي اندونيسي يعرف باسم بحر النعيم في التخطيط للاعتداءات واوضحت الشرطة ان بحر النعيم الذي يعتقد انه في سوريا هو من مؤسسي «كتيبة نوسانتارا»، وهي مجموعة مقاتلين من جنوب شرق اسيا تقاتل في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
وكان عناصر هذه المجموعة التي تضم ايضا ناشطين من ماليزيا يقاتلون في سوريا والعراق، هددوا قبل اكثر من عام بشن هجمات في بلدانهم، على ما ذكر خبراء.
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية اعتداءات جاكرتا متحدثا عن عملية «نوعية» قامت بها «مفرزة من جنود الخلافة في اندونيسيا مستهدفة تجمعا لرعايا التحالف الصليبي (...) عبر زرع عدد من العبوات الموقوتة التي تزامن انفجارها مع هجوم لاربعة من جنود الخلافة بالاسلحة الخفيفة والاحزمة الناسفة». واكدت الشرطة ان منفذي الاعتداءات «اتبعوا نموذج اعتداءات باريس» حيث قام انتحاريون من تنظيم الدولة الاسلامية بشن عمليات متزامنة اوقعت 130 قتيلا في 13 نوفمبر.
وشهدت اندونيسيا اعتداءات في منتجع بالي في العام 2002 اوقعت 202 قتيل وحملت الدولة المسلمة الاكبر عددا في العالم على شن «حرب على الارهاب» غير انها لم تتعرض بعدها لاي اعتداءات على نطاق واسع باستثناء في تموز/يوليو 2009 عندما قتل تسعة اشخاص في اعتداءات استهدفت فنادق فاخرة في العاصمة.