الفروسية عشق الأجداد والأبناء في ولاية الحمراء

مزاج الثلاثاء ٢٤/مايو/٢٠١٦ ٠١:٠٦ ص
الفروسية عشق الأجداد والأبناء في ولاية الحمراء

الحمراء : طالب بن علي الخياري
يعتز العمانيون بالخيل لما ترمز له من أصالة وافتخار، ولمكانتها وعلو قدرها عند المسلمين فقد ذكرها الله في كتابه العزيز بقوله تعالى : (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا) .
وتعد رياضة الفروسية من الرياضات التقليدية التي اشتهرت بها ولاية الحمراء منذ القدم واهتم بها الآباء والأجداد حيث كانت تعد من أسرع وسائل النقل آنذاك إلا أنها اندثرت فترة من الزمن، وعملت جمعية الفروسية بولاية الحمراء على استعادة أمجاد الولاية في هذه الرياضة العريقة ، من خلال تشجيع الفرسان وملاك الخيل لزيادتها وتنظيم ميادين الفروسية وتهيئتها، حيث بلغ عدد الخيول في الولاية أكثر من (30) خيلا معظمها من السلالة العربية الأصيلة ومسجلة في سجلات الخيالة السلطانية ومعتمدة من المنظمة العالمية للخيول العربية الأصيلة (واهو) .
تنظيم سباقات الخيل التقليدية (العرضة):
ونجحت الولاية في تنظيم سباق الخيل التقليدي (العرضة)، حيث يقيم فرسان الحمراء خلال ايام الاعياد والمناسبات مهرجانات ركض العرضة احياء للعادة القديمة التي اعتاد أهالي الحمراء منذ القدم على إقامتها بمنطقة الغوج بالولاية، ويحرص جميع الفرسان على المشاركة والتنافس كونها تمثل قمة المهارة التي يمتلكها الفارس والتي ينطلق من خلالها فارسان في سباق ثنائي بسرعة فائقة حيث يلتقيان في نقطة معينة بعد الانطلاق وهما يظهران بعض الحركات والمهارات الاستعراضية التي لا تكاد تخلو من المغامرة والمخاطرة كالوقوف على ظهر الخيل بكل إتقان وحرفية حتى أن بعض الفرسان يقفون على ظهر الخيل برجل واحدة وبعضهم يقف على خيلين معا مما عزز ثقتهم وقدراتهم لتقديم أفضل الاستعراضات.

مشاركة محلية ودولية
إن حب أبناء الولاية للخيل ورغبتهم باقتنائها وتربيتها والاهتمام بها ورعايتها زاد من عدد الخيول في الولاية الذي بدوره أدى إلى زيادة عدد الفرسان وأخذوا يمارسون هواية الفروسية وركوب الخيل مما كانت فرصة لصقل مهاراتهم وتوسيع مداركهم، وأصبحت لديهم الرغبة الصادقة والأكيدة لتعلم هذه الرياضة وممارستها ليكونوا على دراية كاملة بكافة الأمور المتعلقة بها في مختلف أنواعها من سباقات للسرعة وسباقات القدرة وقفز الحواجز والتقاط الأوتاد واستعراض المهارات فأصبحوا يوما بعد يوم قادرين على المنافسة في مختلف سباقات الفروسية المحلية والدولية وحصلوا على العديد من الجوائز والميداليات المحلية والدولية.

مطالبات
وعن متطلبات الفروسية للمرحلة الحالية والمقبلة توفر ميدان خاص للفروسية بالولاية لإقامة مختلف السباقات والاحتفالات، ميدان متكامل بمرابطه الخاصة بالخيل، ومكان خاص لتبديل الملابس، وقاعة اجتماعات ومخازن لأدوات الخيل ومخازن للأعلاف وغيرها من الخدمات الضرورية، أضف إلى ذلك ضرورة التنسيق بين الاتحاد العماني للفروسية ودوائر التنمية الزراعية بالولايات ممثلة في العيادات البيطرية التابعة لها لتوفير الأدوية الخاصة بالخيل وبالزيارة الدورية لإسطبلات المواطنين لعمل الفحوصات الضرورية للخيل والتطعيمات ضد الأمراض التي تصيبها. كما على الشركات ومؤسسات القطاع الخاص المساهمة والمبادرة في دعم أنشطة الفروسية المختلفة؛ لما لهذه الرياضة من أهمية كبيرة، خصوصًا وأنها تحظى باهتمام كبير من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - .