الشائعات المغرضة.. خطر محدق

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٤/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٣٥ ص

ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com‏

واتس أب، تويتر، فيسبوك.. وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي (الإعلام البديل)... أصبحت بالفعل تفوق وسائل الإعلام الرسمية في نقل وتداول ونشر الخبر، ولكن في المقابل نجد أن أغلب أخبارها لا تعتمد على مصدر موثوق بل وصل الحال إلى أن يتناقل الناس تلكم الاخبار وتتم فبركة أغلبها لتنتفخ كالبالون بهدف الاثارة والتشويق أو لغرض دنيء لمصلحة عامة او خاصة.
وتعرف الإشاعة بأنها "مِن شاع الخَبَرُ، إذا ذاع وانتشر. ففيها معنى الانتشار والتكاثر، وقد تعددت الأقوال في بيان حقيقتها وبيان مفهومها وتحديدها، فقيل هي نبأ مجهول المصدر، سريع الانتشار، ذو طابع استفزازي في الغالب وقيل هي مجموع سلوكيات خاطئة سريعة الانتشار، تُثِير البَلْبلة والفتنة في المجتمع وقيل هي معلومة ضَالَّة مُضَلِّلة تَصْدُر من فردٍ، ثم تنتقل إلى أفراد، ثم إلى المجتمع، فهي محمولة على الضلال، وهي مجموعة أخبار مُلَفَّقة تعمل على نشر الفوضى بين الناس. وقيل هي رواية مُصْطَنَعة يَتِمُّ تَناوُلُها بأيِّ وسيلة متعارف عليها، دونَ النظر لمصدرها".
وقد ساعد على انتشار الشائعات في وقتنا الحاضر تَنَوُّع الوسائل وتَعَدُّدها عن طريق البثِّ المباشر بوسائله المختلفة ومنها مواقع التواصل الاجتماعي بحيث تصل الشائعة إلى مَن وُجِّهت إليه في زمن قياسيٍّ، والشائعة ليست دائمًا خبرًا كاذبًا أو قِصَّةً مُلَفَّقة، وإنما قد تكون وَاقِعيَّةً تستحق الكتمان، وغير قابلة للنشر، لِمَا في نشرها من الخطر والضرر على الفرد والمجتمع، لأنها تستهدف كثيرًا من الحالات والجوانب، فهي تؤثر على الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وهناك ما يُسَمَّى بحرب الشائعات، وهذا أثره كبير، وخطره شديد في علاقات الدول بعضها مع بعض، وهي تسمى الحرب النفسية، أو الحرب المعنوية اضافة الى الحرب الاقتصادية او التجارية والسائدة حديثاً وهي ليست وليدة هذا اليوم، وإنما هي معروفة بقِدَم الإنسان، لكنها أخذت تَتطور وتزداد مع تَطَوُّر الحضارات القديمة والحديثة، وهذا شيء مُشاهَدٌ فيما نلاحظ الآن من الإشاعات التي نسمع بها بين فترة وأخرى في شتى الوسائل وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي ووبرامج الاتصالات الحديثة إلى منصات لإطلاق الشائعات التي تمس السمعة وتُثير البلبلة بين المواطنين، وتُروج لأخبار كاذبة اكثرها لا أساس له من الصحة يستخدمها المغرضون للنيل من سمعة البلاد وجهود بعض الجهات الحكومية التى تسعى لخدمة الوطن وبكل إخلاص وتفان والامثلة على ذلك في السلطنة كثيرة وعديدة وانتشرت مؤخرا وبشكل كبير كالنار فى الهشيم وبصورة كبيرة وتزامن انشارها بعد نجاح بعض الجهات الحكومية في اكتشاف ضبطيات مهمة وخطيرة، وهذا يدل أن هناك حملة منظمة للتقليل والتهميش من حجم هذه الضبطيات والمخالفات الجسيمة بل وصل حد البعض من تداول أخبار غير واقعية ولا تدخل العقل مثل اكتشاف عطر من براز القطط او انتشار تداول خبر اكتشاف مطعم يبيع لحوماً للكلاب - أعزكم الله - والأغرب من ذلك حينما انتشرت صورة لاحد المراكز التسويقية في البلد وجاء الخبر ان المواطنين اصبحوا يتسوقون من خارج البلد نظير ما تم اكتشافه... بصراحة اخبار مخجلة وعار على من ألفها ونشرها وساهم في تداولها.
ما دعاني لكتابة هذا المقال هو ما لاحظته من تدفق لسيل جارف من الاخبار والشائعات الملفقة والمحسوبة على جهات وأفراد عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهم عنها براء... إخواني الكرام، المطلوب منا الان تقدير الجهود التى تبذلها بعض الجهات الحكومية الرقابية وعدم الاستهانة والتقليل من شأنها فهي تعمل من أجل الوطن والمواطن ويعلم الله كم وكم من أبناء عمان المخلصين من عملوا ليل نهار في اكتشاف ما تم اكتشافه، والبلد مليء بالخير الوفير فلا يجب ان نعمم ان الكل فاسد ورديء.. والدور هنا على اصحاب العقول والالباب في تنوير كل من يساهم في نشر خبر مفبرك وكاذب، والله ميز الانسان عن سائر المخلوقات بالعقل، فلنحسن استخدامه فيما يفيد ولنسهم في نشر كل ما هو صالح والبعد عما هو طالح.
كما أتمنى جل التمني ملاحقة مروجي الشائعات على شبكة الإنترنت، واتخاذ الإجراءات الرادعة ضدهم، فضلا عن ضرورة تفعيل دور الإعلام وأئمة المساجد والمؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني في التوعية بمخاطر ترويج الشائعات والحكم الشرعي على مروجي تلك الأكاذيب التي تمس أمن واستقرار المجتمع وسمعة الغير من جهات حكومية وأفراد.