القدس المحتلة – زكي خليل
قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية د.مصطفى البرغوثي إن «المجتمع الدولي الذي يرفض ضم إسرائيل للقدس مطالب باتخاذ إجراءات عقابية ضد عملية الضم والتهويد غير القانونية، والتي تجري منذ حوالي 50 عاما».
وأضاف أن الكلام الدبلوماسي وحده لا يكفي في ظل إمعان إسرائيل، ليس فقط بالبناء الاستيطاني داخل القدس، وإنما في محاولة تغيير الواقع وممارسة التهويد ضد المسجد الأقصى المبارك واستفزاز مشاعر العرب والمسلمين.
وتابع البرغوثي بالقول «إن الانسجام مع القانون الدولي واحترامه يستدعي مجابهة الإجراءات الإسرائيلية العنصرية في القدس، التي تميز ضد المواطنين العرب وتحرمهم أية إمكانية للتطوير، وتمنعهم من بناء البيوت». ووصف البرغوثي تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ضد وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فيلستروم وضد الاتحاد الأوروبي تتسم بالعنجهية والوقاحة وتظهر تعاليا عنصرياً على الآخرين. وأضاف «مطالبة الوزيرة السويدية بالتحقيق في عمليات القتل الميداني للفلسطينيين صحيحة وتمثل استجابة أخلاقية لما ينص عليه القانون الدولي، وبالتالي فهي أداء لواجب الالتزام بحقوق الإنسان والقانون الدولي الذي تميزت السويد دائما في احترامه». وأكد البرغوثي أن تصريحات نتنياهو ضد السويد، والاتحاد الأوروبي؛ الذي لم يفعل سوى اتخاذ قرار بوضع علامات على بضائع المستوطنات المخالفة للقانون الدولي، يعبر عن أسلوب نتنياهو في «استخدام الإرهاب الفكري لمنع دول العالم ومؤسساته من انتقاد سلوك حكومة إسرائيل واحتلالها وسياستها العنصرية».
وتابع: «ادلشتاين رئيس الكنيست كرر تهجم نتنياهو بالادعاء أن القرار الأوروبي معادي للسامية، وكأن الانتماء للسامية الذي تحاول إسرائيل احتكاره يشرع لها ممارسة اللصوصية وسلب أراضي الفلسطينيين ومخالفة القانون الدولي. ودعا البرغوثي السياسيين الأوروبيين إلى «عدم الالتفات لابتزاز نتنياهو والعمل على تحريم التعامل مع بضائع المستوطنات التي تشكل مخالفة لكل القوانين الدولية، ومواصلة الضغط على إسرائيل لوقف إعداماتها الميدانية وممارساتها ضد الشعب الفلسطيني».
إلى ذلك؛ ذكر موقع «ويللا» الإخباري العبري ان قضية السيادة على الحرم القدسي الشريف والتي أدت الى إشعال المنطقة في الأيام الأخيرة تشغل في هذه الفترة كثيراً من المنظمات التي تحاول فرض السيادة اليهودية على الحرم وتمكين اليهود من الصلاة فيه وبناء «الهيكل» مكانه. ويتضح من معطيات جمعها الموقع المذكور ان الشرطة الإسرائيلية اعتقلت خلال الأشهر السبعة الأخيرة في الحرم القدسي 59 يهودياً وأحالت للتحقيق 25 آخرين، وذلك بسبب تأديتهم صلاة يهودية أو قيامهم بتقاليد يهودية أخرى في الأقصى. ووثقت هذه المعطيات منظمة «يرآه لتشجيع التوجه للحرم القدسي» والتي بدأت بتوثيق المعطيات في الصيف الفائت.
ووفقاً لتقديرات نشطاء من أجل إقامة «الهيكل» يعتقل عدة عشرات من اليهود فقط سنوياً في الحرم القدسي وذلك حتى العامين الأخيرين وقال رفائيل موريس من حركة «سنعود للجبل» والتي تعهدت مؤخراً بدفع مبلغ 2000 شيكل لكل معتقل يهودي في الحرم القدسي: «كان عدد المعتقلين يصل إلى 50 سنوياً وليس أكثر من ذلك».
ويقول الصحفي والناشط اليميني أرنون سيغل بأن كثرة الاعتقالات تخدم حركات «جبل الهيكل» وأضاف رداً على سؤال حول دفع حركة «سنعود للجبل» أموالاً لليهود الذين يعتقلون في الحرم القدسي: «عندما يصرخون محمد...فإنني لا أحب هذا، إذ إنه غير أخلاقي ولا حكيم، لكن عندما يدفعون أموالاً لأشخاص من أجل أن يتم اعتقالهم فإنني أؤيد ذلك لأنه لا يشكل انتهاكاً للقانون».