موقع عبري: الانتفاضة ستستمر عريقات يدعو الفصائل الفلسطينية للانضمام إلى حكومة وحدة وطنية «إسرائيل» تمهد للعدوان على غزة

الحدث الاثنين ١٨/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٠٠ ص
موقع عبري: الانتفاضة ستستمر 

عريقات يدعو الفصائل الفلسطينية للانضمام إلى حكومة وحدة وطنية


«إسرائيل» تمهد للعدوان على غزة

غزة - علاء المشهراوي

تركز وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الأيام الفائتة على قطاع غزة باعتباره «مشكلة تهدد الاحتلال»، ويكثر فيها الحديث عن قوة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وفصائل المقاومة في غزة، وآخر تلك التقارير ما نشر في موقع صحيفة «معاريف» العبرية، يوم أمس السبت، حيث تناول التقرير استعدادات حماس القوية للحرب أو المعركة القادمة مع إسرائيل، وذلك بالرغم مما يعانيه قطاع غزة من ظروف صعبة لا تتحمل أي مواجهة عسكرية جديدة، في ظل النقص الحاد في جميع الموارد والاحتياجات الخاصة بالسكان.

حماس خرجت من بين الأنقاض

ويقول الموقع إن حماس خرجت من بين الأنقاض وتستعد للجولة القادمة من المواجهة، وأن كبار قادة الجناح العسكري محمد الضيف ويحيى السنوار يقودان مشروع إعادة بناء البنية الأساسية لما زعم الموقع أنه يخص «الإرهاب» من خلال إعادة ملء مستودعاتهم بالصواريخ وحفر الأنفاق، بما فيها تلك التي تشق طريقها إلى إسرائيل.

وبحسب زعم الموقع، فإن التقدير السائد لدى المؤسسة العسكرية هو «أن حماس ليست مهتمة حاليا بمواجهة أخرى خلال المستقبل القريب، ولكن إذا سنحت لها فرصة لتنفيذ هجوم كبير من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة إجراء مفاوضات حول إطلاق سراح أسرى أو مفاوضات التهدئة فإنها لن تفوت الفرصة، كما أنه لم تظهر أية مؤشرات بأنها تخشى أي حملة عسكرية أخرى ضدها».
ويشير الموقع العبري إلى أن حماس لا تمنع التنظيمات من وضع عبوات ناسفة قرب الجدار مبينا «أن الجيش الإسرائيلي يستعد للأسوأ من ذلك والذي يشمل تسلل مسلحين من الأنفاق لتنفيذ هجوم كبير يتضمن خطف إسرائيليين أو سيناريو آخر يتمثل في كابوس إطلاق قذائف الهاون التي مثلت قوة كبيرة لحماس خلال الحرب الأخيرة في ظل فشل نظام القبة الحديدية بالتصدي لتلك القذائف».
وتؤكد التجارب الصاروخية الكثيفة التي تجريها حماس من غزة باتجاه سواحل البحر المتوسط، بأنه في أي مواجهة فإن إسرائيل بحاجة إلى عدد كبير من بطاريات القبة الحديدية للتصدي للصواريخ الكثيفة التي ستطلق من غزة. مشيرا في الوقت ذاته إلى أن نظام البطاريات سيعتمد أكثر على حماية المنشآت الحساسة وكذلك المناطق ذات الكثافة السكنية.
ويقول الموقع: محمد الضيف الذي أدار حرب الأنفاق في صيف 2014، يستعد لمواجهة أخرى بإصدار أوامره بحفر مزيد من الأنفاق و لا أحد في إسرائيل يعلق على إذا ما كانت بعض الأنفاق دخلت إسرائيل أو لا، إلا أن ذلك ممكن.

لا حلول في مواجهة حماس

ويضيف: «الافتراض العملي أنه ليس هناك سبب يدفع حماس للتخلي عن سلاحها الاستراتيجي ممثلا بالأنفاق». مشيرا إلى أنه لا يوجد حل تكنولوجي لمواجهة هذا السلاح الاستراتيجي رغم حصول الجيش على بعض الحلول، لكنها لا زالت جزئية، والطريقة الوحيدة لذلك هي تحديد أماكن الأنفاق ومسارها لتدميرها.

ويتابع قائلا: «في الواقع لا يوجد ضابط كبير في المنطقة الجنوبية يمكن أن يقول إنه ذاهب للنوم، وليس في ضمانته أو ضمان أحد أن حماس لن تقرر غدا القيام بعملية كبيرة داخل إسرائيل». مشيرا إلى مطالبات من مسؤولي المجالس الإقليمية قرب حدود غزة بالعمل على بناء جدار أمني لإنقاذ حياة الإسرائيليين، تعمل قيادة المنطقة الجنوبية باستمرار لرصد مناطق الأنفاق باستخدام التكنولوجيا الحديثة بما فيها طائرات الاستطلاع المتطورة وغيره.
وخلافاً للدعاية التي يحاول وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعالون، بثها بشأن انخفاض وتراجع ألسنة لهب الانتفاضة الفلسطينية، يتضح أن الاستنتاجات الأساسية عند الجهات العسكرية والحربية في «إسرائيل»، ترى عكس ذلك تماماً، وتعتقد أن الانتفاضة الفلسطينية الحالية ستستمر لفترة طويلة، على الرغم من عدم رفدها بحراك شعبي فلسطيني واسع على شكل تظاهرات شعبية ومواجهات واسعة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

قلق من غزة

ويتضح من تقرير موسّع للمحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن قطاع غزة لا يزال يُشكّل مكمنَ القلقِ الإسرائيلي كنقطة الانطلاق الرئيسية المحتملة للتصعيد المقبل بوجه الاحتلال. وبحسب هرئيل، فإنه على الرغم من أن خطر اندلاع المواجهة المقبلة، قد يأتي كشرارة أولى من التنظيمات والفصائل الصغيرة العاملة في قطاع غزة، وبعضها من المنظمات الجهادية والسلفية، التي كانت مسؤولة أخيراً عن عمليات مختلفة مثل إطلاق قذائف من منطقة السياج الحدودي مع الاحتلال في رسائل لحماس، إلا أن الاحتلال يولي أهمية واهتماماً بتحركات «حماس» في الفترة الأخيرة، ورصد تصريحات قادتها ونشاطها في إعادة بناء قوتها العسكرية.

دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات كافة فصائل العمل الوطني بما فيها «حماس» و»الجهاد» إلى الاستجابة لطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالانضمام لحكومة وحدة وطنية وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وبإمكانها اتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية تتوافق مع المصلحة العليا لشعبنا وقضيتنا، بعيدا عن أية حسابات فصائلية أو فئوية. وقال عريقات في تصريح صحفي «إننا اليوم بحاجة إلى العمل الفوري وبجدية لإنهاء الانقسام الذي يخجلنا، وعلينا إعلان الوحدة الحقيقية التي تؤهلنا لمجابهة التحديات التي تعصف بالمنطقة مستهدفة بالأساس تصفية قضيتنا. وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية تتابع أوضاع الجالية الفلسطينية في الجزائر كبقية أوضاع جالياتنا في كل أماكن. في غضون ذلك جدد المكتب السياسي لحزب الشعب دعوته للبدء بمشاورات جدية لتشكيل حكومة وحدة وطنية على غرار حكومة العام 2007 برئاسة شخصية وطنية مستقلة يتم عرضها على المجلس التشريعي لنيل الثقة وأن تولى التحضير لإجراء انتخابات عامة وفق موعد محدد. واعتبر الحزب في بيان صحفي أصدره عقب اجتماع مكتبه السياسي، أن تحقيق ذلك سيشكل مدخلا للعودة لتطبيق المصالحة بشكل متكامل وفق الأليات المحددة في اتفاق الشاطئ الذي يعالج الملفات كافة. ودعا المكتب السياسي للحزب حركة حماس للتجاوب مع مبادرة الفصائل بهذا الشأن، مردفا: «إن المبادرة تلك حازت على ترحيب حكومة التوافق مما يكسبها عناصر قوة تضمن حال تنفيذها التخفيف عن أهلنا في قطاع غزة».